وهذا موضوع واسع جدا لكنه لا ينزل إلى الواهي والموضوع , كما بينه الأئمة وقد اشترط بعض الشروط , وأذكرها كما قرره فى رسالته إلى أهل مكة.
فالإمام رحمه الله ألزم على نفسه بأنه: ([4])
الشرط الأول: يخرج أصح ما عرفه فى الباب ([5])
سئل عن الأحاديث التي في كتاب السنن: " أهي أصح ما عرفت في الباب "؟
فأجاب: " (اعلموا أنه كذلك كله) إلا أن يكون قد رُوى من وجهين صحيحين فأحدهما أقدم اسناداً والآخر صاحبه أقوم في الحفظ فربما كتبت ذلك ولا أرى في كتابي من هذا عشرة أحاديث".
الشرط الثاني: لا يخرج عن رجل متروك الحديث شيئ
قال: " وليس في كتاب السنن الذي صنفته عن رجل متروك الحديث شيئ ".
الشرط الثالث: بيان النكارة و الوهن الشديد
قال: " وإذا كان فيه حديث منكر بينت أنه منكر وليس على نحوه في الباب غيره , وما كان في كتابي من حديث فيه وهن شديد فقد بينته".
الشرط الرابع: ما سكت عنه الإمام فهو صالح عنده
فقال: " وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح وبعضها أصح من بعض " ([6]).
الشرط الخامس: عدم الإحتجاج بالغريب
فقال: " والأحاديث التي وضعتها في كتاب السنن أكثرها مشاهير .... والفخر بها أنها مشاهير فإنه لا يحتج بحديث غريب ولو كان من رواية مالك ويحيى بن سعيد والثقات من أئمة العلم" ([7]).
ثم يقول الحافظ ابن منده رحمه الله (ت/395):
وكل هؤلاء ـ أي رجال البخاري ومسلم ـ مقبولون على مذهب أبي داود السجستاني وأبي عبد الرحمن النسائي ...... وسمعت محمد بن سعد البارودي بمصر يقول كان من مذهب النسائي أن يخرج عن كل من لم يجمع على تركه , وكان أبو داود السجستاني كذلك يأخذ مأخذه ويخرج الإسناد الضعيف لأنه أقوى عنده من رأي الرجال" ([8]).
ويقول الإمام الحازمي رحمه الله (ت/584):
"أما أبوداود و من بعدهم فهم متقاربون فى شروطهم" ([9]).
أقول: مراده من هذا:
1: أنهم صنفوا فى أحاديث الأحكام التي استدل بها فقهاء الأمصار و بنوا عليها الأحكام.
2: أنهم لا يخرجون عن رجل متروك الحديث شيئ.
فحكى قول أبي داود فى رسالته إلى أهل مكة , ثم قال:
" وقد روينا عن أبي بكر بن داسة أنه قال سمعت أبا داود يقول كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب يعني كتاب السنن جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه وما يقاربه" ([10]).
والحاصل من قول الحافظ ابن منده والحازمي رحمهما الله تعالى:
أن الإمام يخرج عن كل من لم يجمع على تركه , ولا يخرج عن رجل متروك الحديث شيئ.
وقد بين هذا الشرط أبوداود نفسه , وذكرت تحت رقم الشرط الثاني.
الشرط السادس:
يخرج أحاديث الطبقة الثالثة من الرواة فمن فوقهم , كما بينه الإمام الحازمي فى شروط الأئمة الخمسة ([11]).
([1]) (فى الرسائل الخاصة على ملتقى أهل الحديث)
([2]) (عند ما كتبت الرسالة للحصول على الماجستير" الرواة الذين وثقهم الإمام الترمذي أو جرحم)
([3]) شرح العلل (1/ 397) طبع دارالملاح للطباعة والنشر الطبعة الأولى 1397 ط/عتر.
([4]) هذا كتبت إجمالا وسوف أبين بتوفيق الله عزوجل جميع ما فيه , إن شاء الله.
([5]) الملاحظة: لا يلزم من هذا بأن جميع ما خرجه فى كتابه صحيح بل فيه حسن و ضعيف ومنكر , كما قال الحافظ ابن منده: " كان أبوداود يخرج الإسناد الضعيف إذا لم يجد فى الباب غيره لأنه أقوى عنده من رأي الرجال". إلا الموضوع وما فى حكمه فإنه لم يخرجه.
([6]) و إن اختلف العلماء فى فهم مراده من قوله هذا , سيأتي بيانه إن شاء الله.
([7]) وفيه نظر فقد احتج الإمام البخاري وغيره من الأئمة بما أغربه إمام من هذا الشأن , مثل يحيى بن سعيد وغيره.
([8]) شروط الأئمة (صـ 73) فضل الأخبار وشرح مذاهب أهل الآثار وحقيقة السنن , ط/ الأولى , دار المسلم الرياض، 1414 هـ
([9]) شروط الأئمة الخمسة (ص 66) ط/ الأولى , دارالكتب , 1405 هـ
([10]) شروط الأئمة الخمسة (ص 68)
([11]) المصدر السابق (57)
ـ[عبدالناصرعبداللطيف]ــــــــ[27 - 11 - 07, 04:51 ص]ـ
وأفادني الشيخ الدكتور ماهر ياسين الفحل حفظه الله ـ فى الرسائل الخاصة على هذا الملتقى ـ , بأن "هذا موضوع رائع ويصلح جدا"
ـ[عبدالله حمود سعيد النيادي]ــــــــ[27 - 11 - 07, 05:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
على بركة الله ابدأ
ـ[رحمت الله زاهد]ــــــــ[28 - 11 - 07, 03:34 م]ـ
الأخ عبد الناصر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقك الله لخدمة الحديث النبوي، الموضوع الذي اخترته موضوع جيد، فاجتهد حتى يكون بحثك اضافة حقيقية في حقل الحديث النبوي.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[28 - 11 - 07, 08:21 م]ـ
أخي الكريم عبد الناصرعبد اللطيف وفقني الله وإياك
فهذا بعض ما كتب عن سنن أبي داود:
1 - المتروكون والمجهولون ومروياتهم في سنن أبي داود السجستاني (رسالة ماجستير) إعداد محمد صبران أفندي الإندونيسي، في جامعة أم القرى (1396هـ)
2 - أبو داود السجستاني وأثره في علم الحديث (رسالة ماجستير) إعداد معوض العوفي، جامعة أم القرى (1400هـ)
3 - ما سكت عنه الإمام أبو داود مما في إسناده ضعف (رسالة ماجستير) إعداد محمد هادي مدخلي، الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية.
4 - (كتاب السنة من سنن أبي داود دراسة وشرحاً) (رسالة ماجستير في الجامعة الإسلامية)
إعداد عبد الله بن صالح البراك
¥