تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل هذا من أذكار الوضوء أم لا؟]

ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[03 - 12 - 07, 06:29 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....

هناك حديث يستدل به بعض أهل العلم أنه ذكر للوضوء و يستدلون بالحديث الذى رواه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " و الكبرى":

" أخبرنا محمد بن عبد الاعلى قال حدثنا المعتمر يعني بن سليمان قال سمعت عبادا يعني بن عباد بن علقمة يقول سمعت أبا مجلز يقول قال أبو موسى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ فسمعته يدعو يقول اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي قال فقلت يا نبي الله لقد سمعتك تدعو بكذا وكذا قال وهل تركن من شئ "

و ممن أستدل بهذا الحديث الشيخ سيد سابق- رحمه الله _ في " فقه السنة " , و قد رد الإمام الألباني _ رحمه الله _ على ذلك فى " تمام المنة ":

[قلت: لنا على هذا مؤاخذات:

الأولى: أن الحديث ليس من أذكار الوضوء وإنما هو من أذكار الصلاة بدليل رواية الإمام أحمد في " المسند " وابنه عبد الله في " زوائده " من طريق عبد الله بن محمد بن أبى شيبة: ثنا معتمر بن سليمان عن عباد بن عباد عن أبي مجلز عن أبى موسى به مختصرا بلفظ: " فتوضأ وصلى وقال: اللهم. . " وقد قال الحافظ في " أماليه على الأذكار ":

" رواه الطبراني في " الكبير " من رواية مسدد وعارم والمقدمي كلهم عن معتمر ووقع في روايتهم: " فتوضأ ثم صلى ثم قال:. . " وهذا يدفع ترجمة ابن السني حيث قال: " باب ما يقوله بين ظهراني وضوئه " لتصريحه بأنه قاله بعد الصلاة ويدفع احتمال كونه بين الوضوء والصلاة)

الثانية: أنه أطلق عزوه للنسائي فأوهم أن الحديث في " سننه " لأنه هو الذي يفهم عند المشتغلين بالسنة عند الإطلاق ولم يروه في " السنن " بل في " عمل اليوم والليلة " كما صرح بذلك النووي في " الأذكار " (ص 38) فكان على المؤلف أن يقيده بذلك ولا سيما إنه نقل جل ما في هذا الفصل عن النووي وإن لم يصرح بذلك ثم رأيته في " عمل اليوم والليلة " للنسائي (172/ 80) وترجم له بما ترجم له ابن السني في " كتابه " (7)

ومثل هذا الإيهام قد تكرر من المؤلف كثيرا ولم أنبه عليه إلا نادرا لمناسبة ما لأنه لا فائدة كبرى في ذلك

الثالثة: جريه مع النووي على تصحيح إسناده وليس كذلك بل هو ضعيف لانقطاعه ما بين أبي مجلز وأبي موسى كما يأتي بيانه ولم يتنبه لذلك النووي ومن تبعه وقوفا منهم مع ظاهر إسناده فإنهم ثقات جميعا

قال الحافظ ابن حجر في " الأمالي ": " وأما حكم الشيخ (يعني الإمام النووي) على الإسناد بالصحة ففيه نظر لأن أبا مجلز لم يلق سمرة بن جندب ولا عمران بن حصين فيما قال ابن المديني وقد تأخرا بعد أبي موسى ففي سماعه من أبي موسى نظر وقد عهد منه الإرسال

عمن يلقاه " (1)

وقد وجدت للحديث علة أخرى وهي الوقف فقد أخرجه ابن أبى شيبة في " المصنف " (1/ 297) من طريق أبي بردة قال: كان أبو موسى إذا فرغ من صلاته قال: " اللهم اغفر لي ذنبي ويسر لي أمري وبارك لي في رزقي "

وسنده صحيح وهذا يرجح أن الحديث أصله موقوف وأنه لا يصح رفعه وأنه من أذكار الصلاة لو صح

وقد غفل عن هذا التحقيق المعلق على " زاد المعاد " فإنه صرح بأن سنده صحيح تبعا للنووي ثم تعقب مؤلف " الزاد " الذي ذكر الحديث في أدعية الصلاة فقال: " ولم نر من ذكره في أدعية الصلاة كما ذكر المصنف " نعم الدعاء الذي في الحديث له شاهد ذكرته في " غاية المرام " (ص 85) فالدعاء به مطلقا غير مقيد بالصلاة أو الوضوء حسن ولذلك أوردته في " صحيح الجامع " (1276) وغفل عن هذا بعض إخواننا فأورده فيما يقال في الوضوء أو الصلاة - والشك مني - فرسالته لا تطولها الآن يدي]

فهل من الاخوة الأفاضل من يتحفنا فى هذه المسألة؟ .. هل هذا من أذكار الوضوء أم لا .. ؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير