ـ[الضاحي]ــــــــ[28 - 09 - 02, 11:43 ص]ـ
يأخذ الإمام أحمد بالضعيف إذا لم يكن في الباب ما يدفعه، أو لم يكن في الباب غيره، وهذا على تفصيل فيما يبدو بعد استقراء صنيعه "رحمه الله "
فمثلاً قال عن عبدالرحمن ابن إسسحاق الواسطي: " متروك الحديث " " ليس بشيء منكر الحديث " (موسوعة أقوال الإمام أحمد 2/ 317 ـ أبو المعاطي)، ثم احتج به في وضع اليدين تحت، أو على السرة؛ في أثر علي المشهور.
وقال عن عبدالله بن محمد بن عقيل:" منكر الحديث " (الموسوعة 2/ 285) ثم أخذ بروايته في الصدقة بوزن شعر المولود (نقله عنه ابن القيم في تحفة المودود)
قول: " رب اغفر لي رب اغفر لي " بين السجدتين في حديث حذيفة رضي الله عنه.
فإنه لم يثبت في الباب شيء، حتى روى ابن أبي شيبة عن ‘ (براهيم أن كان لايقول شيئاً و أن طاووسا كان يقرأ القرآن بينهما)
وقد أخرج مسلم حديث حذيفة (782) من رواية أبي معاوية وابن نمير وجرير كلهم عن الأعمش بدون ذكر هذا الدعاء
وقد تفرد بذكره حفص بن غياث عن الأعمش دون سائر أصحابه كما عند ابن خزيمة (684) وقد أخذ بهذه الزيادة الامام أحمد كما في مسائل أبي داود (رقم 240 ـ طارق)
مما يدل على أنه لايأخذ بالضعيف إلا إذا لم يكن في الباب غيره، أو ما يدفعه، وهذا على رأي الامام أحمد في تقديم الضعيف على آراء الرجال " القياس "، وهذا إن سلمنا له في الأحكام للاضطرار، فهل يشرع له في غيرها؟
وقد تعقب الشاطبي الامام أحمد في هذا؛ كما في الاعتصام (2/ 16)
وأقول المسألة عظيمة وبحاجة إلى مزيد استقراء لصنيع الإمام وتطبيقاته، حتى نخلص من ذلك بفهم سليم لموقف الإمام، ومن ثم الحكم.
وكل يؤخذ من قوله ويرد
والله من وراء القصد
ـ[أبو نايف]ــــــــ[28 - 09 - 02, 08:14 م]ـ
أخي الضاحي
جزاك الله خيرا
* أعلم يا أخي بارك الله فيك أن تخطئة إمام كبير في الفقه الحنبلي وأعلم الناس في مصطلح الإمام أحمد ومسائله مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالي ليس بالأمر السهل.
خاصة وأنه قد ايده كل من:
1) الحافظ ابن رجب.
2) والحافظ ابن حجر.
* أعلم يا أخي بارك الله فيك أننا لا نرضي أن يقال لواحد منا ونحن طلبة علم (صغار) بأننا نأخذ بحديث لا هو بصحيح ولا حسن بل هو ضعيف عندنا ونفتي به أمة محمد صلي الله عليه وسلم.
ونعتبر من يقول عنا ذلك بأنه قد غلط علينا.
فكيف نرضي أن نقول علي مثل الإمام أحمد رحمه الله تعالي ورضي عنه بأنه يعلم بأن الحديث ضعيف لا يثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم ويفتي به أمة محمد صلي الله عليه وسلم.
لا شك أن من قال عنه هذا القول فقد غلط عليه ولا شك كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالي.
* أعلم يا أخي بارك الله فيك بأن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالي لم يقل هذا القول إلا عن سبر ومعرفة تامه بمصطلح الإمام أحمد رحمه الله.
فإن قال قائل: بل ندعوا إلي سبر واستقراء لمعرفة صنيع الإمام أحمد هذا، وكل يؤخذ من قوله ويرد.
قيل له هذا مردود من وجوه:
الأول: لن نبلغ استقراء وسبر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالي وسبر واستقراء الحافظ ابن رجب والحافظ ابن حجر.
الثاني: ليس عندنا قول للإمام أحمد نفسه بأنه يأخذ ويفتي بحديث ضعيف عنده لا هو بصحيح ولا حسن، حتي نرد كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
الثالث: ليس عندنا قول أحد من أهل العلم الكبار (أهل السنة والجماعة) وعالم في مصطلح الإمام أحمد ومسائله يقول بأن الإمام أحمد يأخذ بدين الله تعالي ويفتي أمة محمد صلي الله عليه وسلم بحديث ضعيف عنده لا هو بصحيح ولا حسن، حتي نرد قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي يقول: (ومن نقل عن أحمد أنه كان يحتج بالحديث الضعيف الذي ليس بصحيح ولا حسن فقد غلط عليه).
الرابع: ليس في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية شيء يعارض الكتاب والسنة حتي يقال (كل يؤخذ من قوله ويرد).
وليس لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من يرد قوله بالدليل والحجة من العلماء الذين هم أعلم الناس بالإمام أحمد ومصطلحه حتي نقول (كل يؤخذ من قوله ويرد).
هذا والله تعالي أعلم
ـ[أبو نايف]ــــــــ[28 - 09 - 02, 09:22 م]ـ
أخي الضاحي بارك الله فيك
* أثر علي رضي الله عنه لم يحتج به الإمام أحمد رحمه الله تعالي:
جاء في (مسائل ابي داود 220 طارق): قال: (وسمعته سئل عن وضعه فقال: فوق السرة قليلاً، وإن كان تحت السرة فلا بأس).
أنظر بارك الله فيك لم يقل: (فوق السرة قليلاً، وتحت السرة).
فالسنة عنده فوق السرة قليلاً، وقال وإن فعل تحت السرة (فلا بأس).
ولو كان أثر علي رضي الله عنه الذي في سنده (عبد الرحمن بن اسحاق الواسطي)، سنة عنده لما قال: (فلا بأس).
ولقدمه علي قوله: (فوق السرة قليلاً). (فتفكر)
ومما يؤيد هذا أنه لم يأخذ بحديثه، فقال ابنه عبد الله: (رأيت ابي إذا صلي وضع يديه إحداهما علي الأخري فوق السرة).
* (الصدقة بوزن شعر المولود).
قال صالح بن أحمد: قال أبي: إن فاطمة رضي الله عنها حلقت رأس الحسن والحسين، وتصدقت بوزن شعرهما ورقاً.
قلت: هذا قول الإمام أحمد رحمه الله تعالي.
وهل جميع الطرق في سندها عبد الله بن محمد بن عقيل، حتي نقول أن الإمام أحمد أعتمد عليه وأخذ بروايته فقط؟؟
* قول: (رب اغفر لي رب اغفر لي) بين السجدتين في حديث حذيفة رضي الله عنه.
أخذ به الإمام أحمد وقال كما في (مسائل ابي داود 240 طارق) قال: قلت لأحمد ما يقول بين السجدتين؟ قال: رب اغفر لي).
وجاء في (المغني) (1/ 309) قال رحمه الله: يقول بين السجدتين رب اغفر لي رب اغفر لي يكرر ذلك مراراً، والواجب منه مرة، وأدني الكمال ثلاث.
وهذا يدل علي أنه صحيح عنده أو حسن وإلا لما أفتي به.
وأخذ به أيضاً:
1) الإمام ابن خزيمة.
2) الإمام الحاكم وقال: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه.
هذا والله تعالي أعلم
¥