تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيما يتعلق بالحكم على الأسانيد فالأمر ليس متعلقاً بالنظر إلى الرواة ثقات كانوا أو ضعفاء بل يجب الانتباه على العلل الأخرى كالشذوذ والعلة أو نكارة المتن أو علل الانقطاع، والباحث لا يتعجل الحكم قبل البحث عن أقوال الأئمة الذين حكموا على الأحاديث، بل يبحث عن ذلك جامعاً لأقوالهم ومتفهماً لكلامهم ومرجحاً للخلاف في أحكامهم الجزئية في حال وقوع الاختلاف.

والحكم على الأحاديث يجب أن يكون من خلال نظرة شمولية تشمل المتن والسند والأقوال. فالحكم على الحديث يكون خلاصة هذه الأركان الثلاثة.

ثم يخرج الحديث لتعلم المتابعات والطرق ويبقى النظر من المدار فما فوق، ويحكم على الحديث بما يليق به حينذاك.

والله أعلم

تكرمتم بالإجابة عن الشق الأول من السؤال إلا أن الشق الآخر وهو إسناد أثر سفيان الثوري فيه أبو بكر الخطيب وهو ثقة، وأحمد بن محمد وهو صدوق، وابن عقدة وهو مضعف عند بعض النقاد ومقوى عند البعض الآخر، وعثام صدوق وعبد الله بن الحسين الأشقر لم أقف له على ترجمة فكيف يكون الحكم؟

وإن لم تمانعوا هل الممكن طرح إسناد علي لدراسته ومن ثم عرضه عليكم للإستفادة من توجيهاتكم، حيث إني أريد أن أتعلم وأتقن هذه المسألة؟

فتح الله عليكم ما أغلق عليكم وفرج الله لنا ولكم

الجواب:

اأحسن الله إليك ونفع بك

الحقيقة إني لم أجد ترجمة للمذكور، وأقول التالي:

1 - لقد فرحت حينما وجدتك تستعملين نسخة دار الغرب الإسلامي لتأريخ بغداد، وهي لا تتوفر للكل.

2 - ويظهر أن عندك مكتبة جديدة، ما دمت تحاولين أن تتقني الحكم على الأسانيد؛ فلعك متخصصة.

3 - لا تتدربي على أسانيد نازلة لا تجدين تراجم لأصحابها؛ بل تدربي على أسانيد كتب خدم رجالها.

4 - السؤال هو: كيف تحكمين على الإسناد التالي وهو ما رواه الترمذي في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم (208) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا ابن

المبارك، عن عاصم الأحول، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: سقيتُ النبي صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب، وهو قائم.

ـ[القرشي]ــــــــ[22 - 08 - 08, 12:28 م]ـ

فضيلة الشيخ /ماهر الفحل- حفظكم الله- ذكرت إحدى الأخوات إسناد أثر روي عن سفيان الثوري: (لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال) وقد ذكره الخطيب في تاريخه6/ 149.

و فيه أبو بكر الخطيب وهو ثقة، وأحمد بن محمد وهو صدوق، وابن عقدة وهو مضعف عند بعض النقاد ومقوى عند البعض الآخر، وعثام صدوق وعبد الله بن الحسين الأشقر ولم تقف له على ترجمة.

وسألت الأخت عن كيفية الحكم على مثل هذا، ولقد تعرضت يا فضيلة الشيخ لمثل هذا الإسناد كثيرا، أحياناً أستطيع الحكم دون معرفة هذا الراوي لوجود علة أخرى وأحياناً لا أستطيع فأترك هذا الأثر مع حاجتي إليه.

خذ مثال على ذلك، في أثناء تخريج سبب نزول قوله تعالى: (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) (النساء:7) قلت: أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: (3/ 872) من طريق علي بن المبارك عن زيد بن المبارك عن محمد بن ثور الصنعاني عن ابن جريج عن ابن عباس- رضي الله عنه- مختصرا.

وفي إسناده علي بن محمد بن المبارك الصنعاني لم أجد له ترجمة، وابن جريج لم يسمع من ابن عباس فالإسناد منقطع.

فهذا الإسناد استطعت الحكم عليه، لكن كثيراً ما أترك روايات أحتاج لها في تقرير أو ترجيح وادعها لوجود راوي لم أرَ من ترجم له، وخاصة الخطيب البغدادي، يذكر رواة لا أجد من ترجم لهم، وأحياناً أجد ذكر الراوي في معرض ترجمة أبيه كالراوي أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد وهو الإِمام أَبي عُلاثة مُحمد بن عَمرو بنُ خَالِدِ بنِ فَرُّوْخِ بنِ سَعْيدِ التَّمِيْمِي، ذكره الحافظ ابن حجر في ترجمة أبيه: (4/ 399)، والذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة أبيه: (9/ 144).

ولقد حاولت أن أجد من ترجم للراوي عبد الله بن الحسين الأشقر، لأتأكد من صحة هذا الأثر وهل ذكره كان في معرض الرد على فرقة معينة؟ و لم أجد له ترجمة، ووجدت ابن الأعرابي في معجمه ذكر هذا الأثر ونسبه إلى أبي جعفر الهاشمي من طريق أحمد عن عمر بن حفص بن غياث، عن عثام بن علي العامري، عن عبدويه عن أبي جعفر الهاشمي قال: «لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال».

أتمنى يافضيلة الشيخ لو وجدت حلاً لمثل هذا، خاصة الأثر المذكور لما خُصّ حب علي وعثمان دون سائر الخلفاء، وهل الثوري - رحمه الله- ذكره في معرض الرد على فرقة معينة، أو أن إسناده ضعيف لا يحتج به، جزاكم الله خيراً وجعله في ميزان أعمالكم.

الجواب:

أشكر لك همتك ونشاطك وجهدك؛ فأسأل الله أن يبارك لك في وقتك، وأقول:

أولاً: فيما يتعلق بأثر سفيان الثوري: ((لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال)) وقد ذكره الخطيب في تاريخه6/ 149، فهو إلى الصحة ماهو، بل هو أقرب إلى الضعف لقدح في بعض رجاله؛ ولأنَّ عبد الله بن الحسين الأشقر في حكم المجهول؛ لكنَّ بعض الآثار التي لم تكن مخالفة للمشهور المتداول المعلوم يترخص العلماء في أسانيدها في أغلب الأحيان.

ثانياً: إذا كان رجوعك للأسانيد المتأخرة من أجل التدريب فأتمنى أن تتدربي على الأسانيد العالية لا سيما تلك التي خدم رجالها مثل الكتب الستة ومؤلفات أصحاب.

ثالثاً: وفيما يتعلق بقول سفيان الثوري فلربما قاله – إن صح الخبر – رداً على الرافضة لاسيما وأنه كوفيٌّ، وهناك منبع أصول الرفض.

رابعاً: لا بد من مراجعة بعض كتب التراجم المتأخرة، مثل ذيول تأريخ بغداد والسير وتأريخ الإسلام وطبقات الشافعية وغيرها مثل كتب تراجم بعض البلدان، ومن المهم في ذلك لسان الميزان

المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1843

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير