-قال أحمد: «كل من روى عنه مالك فهو ثقة». وقال أيضاً: «لا تبالِ أن لا تسأل عن رجل روى عنه مالك ولا سيما مدني». ذكر هاتين العبارتين ابن رجب في شرح علل الترمذي (2/ 876) و (1/ 377). قلت: وتحمل أولاهما على الثانية.
-قال البخاري كما في العلل الكبرى للترمذي (ص271): «ما أعرف لمالك بن أنس رجلاً يروي عنه مالك يستحق أن يترك حديثه غير عطاء الخراساني».
-قال ابن معين: «لا تريد أن تسأل عن رجال مالك، كل من حدث عنه ثقة إلا رجلاً أو رجلين».
-قال أبو سعيد الأعرابي: «كان يحيى بن معين يوثق الرجل لرواية مالك عنه، سئل عن غير واحد فقال: ثقة روى عنه مالك» (إسعاف المبطأ ص4).
قلت: ولكن ورد عن ابن معين ما ظاهره خلاف هذا فقد قال ابن عبد البر في التمهيد (2/ 175): «قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن عمرو بن أبي عمرو؟ فقال: سمع من أنس، ليس به بأس، روى عنه مالك بن أنس؛ وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عمرو بن أبي عمرو؟ فقال: لا بأس به روى عنه مالك؛ وسئل أبو زرعة عن عمرو بن أبي عمرو؟ فقال: مدني ثقة؛ وأما ابن معين فروى عنه عباس الدوري أنه قال عمرو بن أبي عمرو ليس بحجة؛ وقول أبي زرعة أولى من قول ابن معين إن شاء الله لرواية مالك عنه وكان لا يروى عندهم إلا عن ثقة؛ قال أبو عمر [هو ابن عبد البر]:قد ضعفه بعضهم ولم يفرده مالك في موطئه بحكم».
-قال ابن عبد البر في التمهيد (24/ 176): «مالك عن الثقة عنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع العربان.
هكذا قال يحيى عن مالك عن الثقة عنده في هذا الحديث عن عمرو بن شعيب وتابعه قوم منهم ابن عبد الحكم. وقال القعنبي والتنيسي وجماعة عن مالك أنه بلغه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وسواء قال عن الثقة عنده أو بلغه لأنه كان لا يأخذ ولا يحدث إلا عن ثقة عنده».
وقال أيضاً (24/ 184): «مالك عن الثقة عنده عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن سعيد بن أبي وقاص عن خولة بنت حكيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نزل منزلا فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لن يضره شىء حتى يرتحل.
هكذا قال يحيى عن مالك عن الثقة عنده عن يعقوب وقال القعنبي وابن بكير وابن القاسم وابن وهب عن مالك أنه بلغه عن يعقوب والمعنى واحد ولم يكن مالك يروي إلا عن ثقة».
-قال أبو حاتم في داود بن الحصين الأموي: «ليس بالقوي، ولولا أن مالكاً روى عنه لترك حديثه». (الجرح والتعديل 1/ 2/409).
-روى ابن خزيمة في صحيحه عن ابن عيينة قال: إنما كنا نتبع آثار مالك، وننظر إلى الشيخ إن كتب عنه وإلا تركناه، وما مثلي ومثل مالك إلا كما قال الشاعر:
وابنُ اللّبُون إِذَا مَا لز في قرن **** لَمْ يَسْتَطِع صَولة البزل القناعيس».
-قال ابن حجر في التلخيص الحبير ج3ص10 في بعض الرواة: «قد اعتمده مالك مع شدة نقده» (16).
-قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: «وقال النسائي: ما عندي بعد التابعين أنبل من مالك، ولا أجل منه، ولا أوثق، ولا آمن على الحديث منه، ولا أقل رواية عن الضعفاء، ما علمناه حدث عن متروك إلا عبد الكريم».
-قال ابن عدي في الكامل (6/ 126) – ونقله عنه ابن حجر في ترجمة أبي الزبير من التهذيب -: «وكفى بأبي الزبير صدقاً أن حدث عنه مالك فإن مالكاً لا يروي الا عن ثقة».
-قال ابن عدي أيضاً في عمرو بن أبي عمرو – واسمه ميسرة – مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب القرشي: «لا بأس به لأن مالكاً قد روى عنه ولا يروي مالك الا عن صدوق ثقة».
تنبيه: الشيخ المذكور ضعفه ابن معين رغم أنه من شيوخ مالك.
-قال القاضي اسماعيل: إنما يعتبر بمالك في أهل بلده، فأما الغرباء فليس يحتج به فيهم، قال ابن رجب في شرح علل الترمذي (1/ 380 - 381): «وبنحو هذا اعتذر غير واحد عن مالك في روايته عن عبد الكريم أبي أمية وغيره من الغرباء».
¥