تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

-قال النسائي في مالك: «لا نعلمه روى عن انسان ضعيف مشهور بضعف الا عاصم بن عبيد الله فإنه روى عنه حديثاً، وعن عمرو بن أبي عمرو، وهو أصلح من عاصم، وعن شريك بن أبي نمر، وهو أصلح من عمرو بن أبي عمرو في الحديث، ولا نعلم مالكاً روى عن أحد يترك حديثه غير عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أمية البصري، والله أعلم. ولا نعلم في هذا الباب مثل مالك بن أنس رحمه الله والله أعلم». كذا في سؤالات الحاكم للدارقطني (ص287 - 288)، والكلمة الأخيرة (ولا نعلم 000) لست أقطع بأنها من كلام النسائي بل هي محتملة أن تكون من كلام الدارقطني او الحاكم.

-قال ابن حبان في الثقات (7/ 459) وابن منجويه في رجال صحيح مسلم (2/ 220): «كان مالك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة، وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث، ولم يكن يروي الا ما صح ولا يحدث الا عن ثقة، مع الفقه والدين والفضل والنسك».

وقال الذهبي في السير ج8ص67 - 68: «إبراهيم بن المنذر حدثنا معن وغيره عن مالك قال: لا يؤخذ العلم عن أربعة: سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعه يدعو إلى هواه، ومن يكذب في حديث الناس وإن كنت لا أتهمه في الحديث، وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به» (17).

والقول بتوثيق جميع شيوخ مالك بلا استثناء مذهب ضعيف أو لا يخلو من تساهل، ولعل الحق – وهو الذي يوافق ما صرح به غير واحد من المحققين – توثيق المدنيين من شيوخ مالك الا اذا قام الدليل على خلاف ذلك، بخلاف غير المدنيين منهم فلا تعد رواية مالك عنهم كافية في توثيقهم، سواهم فقد قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج13ص79: «قال ابن أبي حاتم: وسمعت أبا زرعه وسئل عن مرسلات الثوري ومرسلات شعبة فقال الثوري تساهل في الرجال وشعبة لا يدلس ولا يرسل قيل له: فمالك مرسلاته اثبت ام الاوزاعي قال: مالك لا يكاد يرسل الا عن قوم ثقات مالك متثبت في اهل بلدة جدا فان تساهل فانما يتساهل في قوم غرباء لا يعرفهم».

ومن العلماء من لم يستثن من شيوخ مالك الا رجلاً واحداً أو رجلين؛ قال يحيىَ بن مَعِين: «كُل مَن روىَ عنه مالك بن أنَس فهو ثقة إلاّ عبد الكريم البَصْريّ أبو أُمية».

وقال عباس الدوري في تاريخه (3/ 178): «سمعت يحيى يقول قد روى مالك بن أنس عن عبد الكريم أبى أمية وهو ضعيف وعبد الكريم بصرى؛ قال يحيى: وقد روى مالك عن داود بن حصين، قلت له: داود ما تقول فيه؟ قال: هو ثقة، قال أبو الفضل [هو عباس الدوري]:وقد كان عندي أن داود ضعيف حتى قال يحيى ثقة. سمعت يحيى يقول: وقد روى مالك بن أنس عن عطاء الخراساني وعطاء ثقة. قلت ليحيى كان مالك بن أنس يكره عكرمة قال نعم قلت وقد روى عن رجل عنه قال نعم شيء يسير».

-قال الجوزجاني في معرفة الرجال: «داود بن حصين لا يحمد الناس حديثه، قد روى عنه مالك على انتقاده» (18).

ومما أغرب به أبو عبد الله الحاكم على سائر النقاد وشذ به عنهم دعواه أن مالكاً ممن يجيز الرواية عن الضعفاء، واستدل على ذلك بروايته عن عبد الكريم البصري، جاء ذلك في بحث لابن رجب في شرح العلل (1/ 382) (19).

ولم يكن تثبت مالك مقصوراً على انتقاء شيوخه وإنما كان ذلك دأبه في كل مسائل العلم فهو كما قال فيه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: «إمام دار الهجرة رأس المتقنين وكبير المتثبتين».

ومن ذلك أن الإمام مالكاً كان أحياناً يتشدد - أو قل: يبالغ في التثبت – في قبول الأحاديث الصحيحة والعمل بها، فانظر ترجمة مالك من الفصل الرابع ففيها بيان لهذه المسألة.

(((محمد بن جحادة الكوفي)))

جاء في ترجمته من تهذيب التهذيب: «وقال الآجري عن أبي داود كان لا يأخذ عن كل أحد وأثنى عليه».

قلت: ظاهر هذه العبارة والمعروف من استعمالها عند علماء الجرح والتعديل أن من قيلت فيه يكون نقي الشيوخ متجنباً للرواية عن الساقطين والمتروكين والكذابين؛ ولكن لا يلزم من ذلك أن يكون كل شيوخه ثقات، بل ولا يلزم منه أنه يجتنب الرواية عن اللينين وبعض من فيهم نوع ضعف، والله أعلم.

(((محمد بن سيرين)))

قال ابن عبد البر في التمهيد (8/ 301): «أجمع أهل العلم بالحديث أن ابن سيرين أصح التابعين مراسل وأنه كان لا يروي ولا يأخذ إلا عن ثقة وأن مراسله صحاح كلها ليس كالحسن وعطاء في ذلك والله أعلم».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير