الخاتمة: تضمنت أهم ما توصلت إليه.
ثم ذكرت المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها.
المبحث الأول: وفيه مطلبان
المطلب الأول: شرح مفردات عنوان البحث.
1 - أحاديث: جمع حديث، وهو في اللغة ضد القديم.
والمراد به عند المحدثين: ما أضيف إلى النبي من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خَلْقية، أو خُلُقية.
وعلى هذا لا يدخل الموقوف، والمقطوع، في "الحديث" وإنما يطلق عليهما لفظ "الخبر".
وذهب الجمهور من أهل الحديث، إلى التسوية بينهما في الدلالة؛ فيطلق لفظ "الحديث" على ما أضيف للرسول، وعلى ما أضيف للصحابي، والتابعي، وكذا الخبر أيضاً (1).
2 - جلود: مفردها جلد. (بكسر الجيم، وسكون اللام)، ويقال: جَلَد، بفتحهما، وأنكره ابن السكيت، هي الجلود المعهودة. ومن أسمائه أيضاً الإهاب، والمَسْك، كما سيأتي بيان ذلك.
3 - الميتة: الموت ضد الحياة، تقول: مات يموت فهو ميّت، وميْت، يجوز تشديد الياء وتخفيفها، وخص بعضهم التشديد بمن سيموت، أما التخفيف يطلق على من فارق الحياة.
والصحيح أنه لا فرق بينهما (1).
والميتة في الشرع: هي اسم لكل حيوان، خرجت روحه، بغير ذكاة.
4 - الرواية: المراد بالرواية رواية السنة النبوية، بحيث يكون الراوي تتوافر فيه الشروط المطلوبة، التي ذكرها العلماء، من كونه مسلماً بالغاً عاقلاً، يؤدي ما تحمله.
قال ابن الأكفاني -كما في قواعد التحديث-: "علم الحديث الخاص بالرواية: علم يشتمل على نقل أقوال النبي، وأفعاله، وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها" (2).
5 - الدراية: هي فهم الحديث سنداً ومتناً.
قال ابن الأكفاني أيضاً -كما في قواعد التحديث-: "وعلم الحديث الخاص بالدراية: علم يُعرف منه، حقيقةُ الرواية، وشروطها، وأنواعُها، وأحكامها، وحال الرواة، وشروطهم، وأصنافُ المرويات، وما يتعلق بها" (3).
وهذا البحث تناول الأمرين معاً، إذ ذكرت الروايات، من مصادرها الأصلية، مع الكلام على الإسناد، والمتن، كما سيأتي.
المطلب الثاني: المنهج الذي اتبعته في هذا البحث.
1 - جمعت الأحاديث التي وردت في جلود الميتة، من مصادرها الأصلية، وجعلتها في ثلاثة مباحث، وذلك لأن تلك الأحاديث، كانت تدور حول ثلاثة أمور.
منها يجوِّز الانتفاع، بجلود الميتة مطلقاً، ومنها يجوِّز الانتفاع بشرط الدبغ، ومنها يمنع الانتفاع بها مطلقاً.
وقد ناقشت تلك الأدلة، معتمداً في ذلك، على كتب الجرح والتعديل، ومن خلال هذه الدراسة، ,المناقشة، توصلت إلى الراجح، والصحيح من تلك الأدلة، كما سيأتي بيان ذلك.
2 - قدمت الأدلة أولاً، ثم ذكرت بعدها في مبحث خاص أقوال الفقهاء، والسبب الذي دعاني لتقديم الأدلة مع مناقشتها، على أقوال الفقهاء، ما يلي:
أ- كل من صنف في أحاديث الأحكام، قدم الأدلة أولاً، ثم أعقبها بذكر مذاهب العلماء، كالحافظ العراقي، في كتابه "طرح التثريب"، والإمام الشوكاني، في كتابه "نيل الأوطار"، والإمام الصنعاني، في كتابه "سبل السلام"، وغيرهم.
ب - تقديم الأدلة، ومناقشتها، يعطي القارئ تصوراً يوضح سبب اختلاف أهل العلم في المسائل الفقهية، وهذه فائدة مهمة للقارئ.
3 - ثم ذكرت أقوال الفقهاء، في حكم الانتفاع بجلود الميتة، وجعلتها في مبحث خاص، وقد أشرت إلى دليل كل مذهب مع الرد عليه، ولم أذكر الأدلة بالتفصيل؛ لأني قد قدمتها في أول البحث.
كما بينت حكم الانتفاع بجلود الميتة المستوردة من بلاد النصارى، وغيرهم.
4 - ذكرت ما يحصل به الدبغ، في مبحث خاص، وبينت حكم تنظيف الجلود الميتة، في المصانع الحديثة.
5 - شرحت المفردات الغريبة، في هذا البحث، معتمداً في ذلك على كتب اللغة، والنهاية في غريب الحديث، وغيرها.
كما ضبطت الكلمات، والجمل، التي تحتاج إلى ضبط.
المبحث الثاني: الأحاديث التي أباحت الانتفاع بجلود الميتة:
ذكرت في هذا المبحث الأحاديث التي أباحت الانتفاع بجلد الميتة، بعد دبغها، وهي أربعة أحاديث:
1 - حديث ابن عباس، وهو الأصل في هذا المبحث.
2 - حديث ابن عمر.
3 - حديث أم المؤمنين عائشة.
4 - حديث سلمة بن المحبّق.
فتكلمت على طرق هذه الأحاديث، سنداً ومتناً، معتمداً في ذلك على أقوال أهل العلم.
الأصل في هذا: حديث عبد الله بن عباس مرفوعاً: "أيُّما إهابٍ دُبغ، فقد طَهُر". وفي رواية: "إذا دُبِغَ الإهابُ (1)، فقد طَهُرَ".
¥