تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و أحسب هذا لا يصح عندك يا شيخ.

ليس بلازم أن يكون المتعقب أسد قولا و أصح من المتعقب عليه، خصوصا مع قلة العلم النسبى بينه و المتقدم عليه. و يزيد هذا الأمر مع بعد الأعصار و اختلاف الأزمان.

كلام رااااااااااااائع

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 01 - 08, 11:08 م]ـ

أخي محمدا البيلي

لا أدري كيف فهمتَ من كلامي هذا الذي قُلتَ، فلعلي قصَّرت في الإجابة

أخي الفاضل السائل يسأل عن اختلاف الحكم على رواية بين الشيخين الباحثين المعاصرين الشيخ الألباني رحمه الله وأعلى منزلته والشيخ الحويني حفظه الله، وقد أجبته بما كتبتُ هنا

ولو كان سؤاله عن تعقب الشيخ الألباني أو الشيخ الحويني أو غيرهما من الباحثين المعاصرين على أحد الحفَّاظ أو أئمة العلل لكان الجواب غير هذا، فسأخبره أن موقفنا من ذلك الاختلاف أنا لن نرد تعقب المعاصر لمجرد أنه باحث معاصر تعقَّب أحد أئمة العلل، بل لا بد أن ندرس قوله ونمحِّصه قبل قبوله، لأن الأصل في المُتَعَقَّبِ أنَّه أَعْلَمُ وأفْهَمُ من المُتَعَقِّبِ، وكم من حديث قوَّاه بعض الباحثين المعاصرين وتعقَّب الأئمة الحفَّاظ، ورد بردود يَحْسِبُ أنه أجاب عن التعليل الذي يقصدون، وعند التأمل جيدا تجد تعليلهم في واد، ورده في واد آخر، ونحن لا ندَّعي العصمة للمتقدم لمجرد تقدمه، أو لأنه من أئمة العلل، بل لأنه أحفظ وأعلم _ في الجملة _ من الباحث المعاصر مهما علا قدره على أهل عصره، وقولهم وتعليلهم أولى بالقبول من قول الباحث المعاصر، حتى يُظهر الباحث المعاصر خطأ قولهم بحجج صحيحة مقبولة.

وانظر هنا

العلَّة الثَّانية:

ظنَّ الشَّيخ الألباني رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى أنَّ الرَّاوي عن الحُرِّ بن مالك هو إبراهيم بن جابر القزَّاز، ثم نقل ترجمته من كتاب ابن أبي حاتم، ثمَّ حسَّن الرِّواية بناء على ما ظنَّ.

والصَّواب أنَّ هَذَا الرَّاوي عن الحُرِّ بن مالك هو راو آخر مجهول الحال، سمَّاه لنا الإمام الدَّارقطني رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى وأشار إلى نسبته البيهقي رَحِمَهُ اللهُ، ولولا أنَّ الله حفظ لنا تراثنا وديننا بأمثال هؤلاء الأئمة المحدِّثين الحفَّاظ النُّقَّاد حقًّا، لكنا نخبط خبط عشواء في الحكم على الرِّوايات، فما نحن إلاَّ من الباحثين في الكتب المطبوعة أوالمخطوطة، أما أولائك الأفذاذ الحُفَّاظ فهم طراز آخر، ومعدن نفيس، رحمهم الله وأعلى منزلتهم (25)


(25) وإنَّ المتأمِّل في حال كثير من المشتغلين بالتصحيح والتضعيف للروايات في عصرنا، واطِّراح بعضهم لأقوال هؤلاء الأئمة في تعليل الرِّوايات، وعدم الركون إليها، ليعجب من حالهم، ولا يجد جوابا يردُّ به عليهم إلا أن يَقُوْل " الحمد لله الَّذِيْ عافانا مما ابتلاكم به "، فوالله إن كلمة لإمام منهم تساوي صفحات مما تسوِّدون به أوراقكم، لكن هَذَا عند من يعرف قدر فهمهم وقيمة كلامهم، وليست المسألة دعوة لتقليدهم أو الجمود على أحكامهم، كما يزعم بعض الجهلة المتعصِّبين الذين يروِّجون لهذا زورا وبهتانا، ظانِّين أنهم _ بحماقتهم هذه _ سيغطون دعوة العودة لأحكام أئمة الحديث، والأخذ بأحكامهم والتَّأمل في تعليلاتهم قبل ردها بأتفه الأجوبة، بغطاء وصفها بالبدعة أو التَّنقُّص من الأئمة، وهي في الحقيقة دعوة إلى احترام أئمة الحديث النُّقَّاد، ومن شاركهم في فهم تعليلاتهم ممن جاء بعدهم، وعدم إسقاط هيبتهم من نفوس النَّاشئة الذين يخوضون غمار هَذَا العلم، فوالله إنهم أحفظ وأعلم وأفهم ممن جاء بعدهم ممن يخوض في تصحيح الروايات وتضعيفها، فهم الحفَّاظ العارفون بالتَّفرُّد، والنُّقَّاد العارفون بالعلل، والأئمة البررة الذين شُهِد لهم بالمعرفة التَّامة في الحديث، فأين الثرى من الثرُّيّا، وأين الحفاظ العارفين من الصُحفيين الباحثين، فمن يستطيع في عصرنا ومن سبقنا أن يَقُوْل لحديث إنه ليس في كتاب فلان وقد أخطأ فيه فلان، أو أن هَذَا من حديث فلان ولا يشبه حديث فلان، أو نحوها من التعليلات الَّتِيْ تعجر عقول بعض الأغمار عن فهمها، فيردونها على أولائك الأئمة ويلحقونها بتعيلقات ساخرة أحيانا، وكلمات لا تخرج إلا من بليد في أحايين أخرى
فإن أعلَّ الإمام الرواية بالتَّفرُّد
قيل له: أما علمت أنه ثقة؟! وأنَّ الثِّقة لا يضرُّ تفرده؟!
وإن أعلَّ الرِّواية بالمخالفة
قيل له: أما تعلم أن الرَّاوي قد يروي الرِّواية من أكثر من وجه!، أما تعلم أن من سمع حجة على من يسمع؟!
وإن أعلَّ بعدم وجود الرِّواية في الكتاب
قيل له: ألا تعلم أن الرُّواة يحفظون غير الروايات المدوَّنة في كتبهم؟!
ولسان حال بعضهم يقول: يظهر أنك تحتاج أيها الإمام إلى دراسة " المصطلح " من جديد!
فرحم الله من عرف قدره، ووقف عند حدِّه، وأعتذر عن الإطالة لكنها نفثة مصدور.
ولا أقصد بما قُلْتُ الشيخ الألباني رَحِمَهُ اللهُ، حتى لا يأتي بعض الجهلة ويقوِّلني ما لم أقل، والشيخ رَحِمَهُ اللهُ من خيرة أهل عصرنا ممن خدم علم الحديث، وأحيى الدعوة إلى الرجوع إلى السُّنَّة، لكن مقارنته بأئمة الحديث والعلل، ورد أقوالهم بترجيحاته _ كما يفعل بعض الجهلة المتعصبين له _ يعتبر من ظلمهم له، قبل أن يكون ظلما للأئمة، فمن أنزل إنسانا في غير منزله فقد ظلمه، ولعل بعض الظلم الذي يقع على الشيخ رحمه الله وأعلى منزلته من معارضيه أو مخالفيه في أحكامه، لم يلحقه إلا بسبب أمثال هؤلاء المقدسين لأقواله، الغالين في رد ما خالفها، ولو كان المعترض مصيبا، مع استخدام الكلمات البذيئة في حق المردود عليه، فنعوذ بالله من الغلو في الشيخ مدحا أو ذما، ونحن مأمورون أن ننزل النَّاس منازلهم، فأسأل الله أن يرزقنا الإنصاف وأن يجعلنا من أهله السائرين عليه مع من نحب ومن نكره، وممن يقول كلمة الحق في الغضب والرضا.

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=724159#post724159
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير