تحت رقم 1299 من سلسلته الضعيفة أورد الحديث: (إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات) وقال:
ضعيف
أخرجه البخاري (6478 فتح) و أحمد (2/ 334) و المروزي في " زوائد الزهد " (4393) و البيهقي في " الشعب " (2/ 67/1) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا به.
قلت: و هذا إسناد ضعيف، و له علتان:
الأولى: سوء حفظ عبد الرحمن هذا مع كونه قد احتج به البخاري، فقد خالفوه
و تكلموا فيه من قبل حفظه، و ليس في صدقه.
1 - قال يحيى بن معين: " حدث يحيى القطان عنه، و في حديثه عندي ضعف ".رواه العقيلي في " الضعفاء " (2/ 339/936)، و ابن عدي في " الكامل " (4/ 1607).
2 - قال عمرو بن علي: لم أسمع عبد الرحمن (يعني ابن مهدي) يحدث عنه بشيء قط. رواه ابن عدي.
3 - و قال أبو حاتم: " فيه لين، يكتب حديثه و لا يحتج به ".رواه ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " (2/ 4/254).
4 - قال ابن حبان في " الضعفاء " (2/ 51):" كان ممن ينفرد عن أبيه بما لا يتابع عليه مع فحش الخطأ في روايته، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، كان يحيى القطان يحدث عنه، و كان محمد بن إسماعيل
البخاري ممن يحتج به في كتابه و يترك حماد بن سلمة ".
5 - و قال ابن عدي في آخر ترجمته بعد أن ساق له عدة أحاديث: " بعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه، و هو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء ".
6 - و قال الدارقطني: " خالف فيه البخاري الناس، و ليس بمتروك ".
7 - و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال: " وثق، و قال ابن معين: في حديثه ضعف ". و تبنى في " الكاشف " قول أبي حاتم في تليينه.
8 - و لخص هذه الأقوال ابن حجر في " التقريب " فقال: " صدوق يخطىء ".
و لا يخالف هؤلاء قول ابن المديني: " صدوق ". و قول البغوي: " صالح الحديث "، لأن الصدق لا ينافي سوء الحفظ. و أما قول البغوي فشاذ مخالف لمن تقدم ذكرهم فهم أكثر و أعلم، و كأنه لذلك لم يورده الحافظ في ترجمة عبد الرحمن هذا من " مقدمة الفتح " (ص 417) بل ذكر قول الدارقطني و غيره من الجارحين، و لم يستطع أن يرفع من شأنه إلا بقوله: " و يكفيه رواية يحيى القطان عنه ".
و قد ساق له حديثا (ص 462) مما انتقده الدارقطني على البخاري لزيادة تفرد بها، فقال الدارقطني:" لم يقل هذا غير عبد الرحمن، و غيره أثبت منه و باقي الحديث صحيح " و لم يتعقبه الحافظ بشيء بل أقره فراجعه إن شئت.
و بالجملة فضعف هذا الراوي بعد اتفاق أولئك الأئمة عليه أمر لا ينبغي أن يتوقف فيه باحث، أو يرتاب فيه منصف.
و إن مما يؤكد ذلك ما يلي:و الأخرى: مخالفة الإمام مالك إياه في رفعه، فقال في " موطئه " (3/ 149):
عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح السمان أنه أخبره أن أبا هريرة قال: فذكره موقوفا عليه و زاد: " في الجنة ".
فرواية مالك هذه موقوفا مع هذه الزيادة يؤكد أن عبد الرحمن لم يحفظ الحديث فزاد في إسناده فجعله مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، و نقص من متنه ما زاده فيه جبل الحفظ الإمام مالك رحمه الله تعالى. و ثمة دليل آخر على قلة ضبطه أن في الحديث زيادة شطر آخر بلفظ: " و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم ".
فقد أخرجه الشيخان من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا به إلا أنه قال:
" .. ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق و المغرب ".
و عند الترمذي و حسنه بلفظ:" .. لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار ".
و قد خرجت هذه الطريق الصحيحة مع شاهد لها في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " برقم (540). ثم خرجت له شاهدا من غير حديث أبي هريرة برقم (888).
و بعد فقط أطلت الكلام على هذا الحديث و راويه دفاعا عن السنة و لكي لا يتقول متقول، أو يقول قائل من جاهل أو حاسد أو مغرض:
إن الألباني قد طعن في " صحيح البخاري " و ضعف حديثه، فقد تبين لكل ذي بصيرة أنني لم أحكم عقلي أو رأيي كما يفعل أهل الأهواء قديما و حديثا، و إنما تمسكت بما قاله العلماء في هذا الراوي و ما تقتضيه قواعدهم في هذا العلم الشريف و مصطلحه من رد حديث الضعيف، و بخاصة إذا خالف الثقة.
والله ولي التوفيق".أهـ من كلام الشيخ بتمامه
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[29 - 01 - 08, 11:32 م]ـ
ابو جنة جزاك الله الجنة فهذا مثال من نوع ثالث فيه تضعيف حديث في البخاري وقد كنت أبحث عن ذلك وكما مر الحاديث الضعيفة في الصحيحة قليلة جدا لا يجاوز عددها اصابع اليد او اليدين كما قال الألباني رحمه الله