[سؤال عن وجه الجمع بين آيتين]
ـ[أبو يوسف المسلم]ــــــــ[28 - 06 - 10, 03:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما وجه التوفيق بين هاتين الآيتين الكريمتين:
{وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} (الأعراف: 127)
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (القصص: 38)
جزاكم الله خيراً
أبو يوسف
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[28 - 06 - 10, 08:59 م]ـ
قرأت سؤالك أكثر من مرة.
والذي ظهر لي أنك ظننت أن {وآلهتك} جمع. و {إله} مفرد منفي وليس كذلك فإن آلهته عبادتهم له وليس كما ظننت.
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال القرطبي في تفسيره:-
(وَآلِهَتَكَ) قال الحسن: كان فرعون يعبد الأصنام، فكان يعبد ويعبد. قال سليمان التيمي: بلغني أن فرعون كان يعبد البقر قال التيمي: فقلت للحسن هل كان فرعون يعبد شيئا؟ قال نعم، إنه كان يعبد شيئا كان قد جعل في عنقه. وقيل: معنى" وَآلِهَتَكَ" أي وطاعتك، كما قيل في قول: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " إنهم ما عبدوهم ولكن أطاعوهم، فصار تمثيلا.
وفي التحرير والتنوير:-
وَالْآلِهَةُ جَمْعُ إِلَهٍ، وَوَزْنُهُ أَفْعِلَةٌ، وَكَانَ الْقِبْطُ مُشْرِكِينَ يَعْبُدُونَ آلِهَةً مُتَنَوِّعَةً مِنَ الْكَوَاكِبِ وَالْعَنَاصِرِ وَصَوَّرُوا لَهَا صُوَرًا عَدِيدَةً مُخْتَلِفَةً بِاخْتِلَافِ الْعُصُورِ وَالْأَقْطَارِ، أَشْهَرُهَا (فِتَاحُ) وَهُوَ أَعْظَمُهَا عِنْدَهُمْ وَكَانَ يُعْبَدُ بِمَدِينَةِ (مَنْفِيسَ)، وَمِنْهَا (رَعْ) وَهُوَ الشَّمْسُ وَتَتَفَرَّعُ عَنْهُ آلِهَةٌ بِاعْتِبَارِ أَوْقَاتِ شُعَاعِ الشَّمْس، وَمِنْهَا (ازيريس) وَ (إِزِيسُ) وَ (هُورُوسُ) وَهَذَا عِنْدَهُمْ ثَالُوثٌ مَجْمُوعٌ مِنْ أَبٍ وَأُمٍّ وَابْنٍ، وَمِنْهَا (تُوتْ) وَهُوَ الْقَمَرُ وَكَانَ عِنْدَهُمْ رَبَّ الْحِكْمَةِ، وَمِنْهَا (أَمُونْ رَعْ) فَهَذِهِ الْأَصْنَامُ الْمَشْهُورَةُ عِنْدَهُمْ وَهِيَ أَصْلُ إِضْلَالِ عُقُولِهِمْ.
وَكَانَتْ لَهُمْ أَصْنَامٌ فَرْعِيَّةٌ صُغْرَى عَدِيدَةٌ مِثْلَ الْعِجْلِ (إِيبِيسَ) وَمِثْلَ الْجِعْرَانِ وَهُوَ الْجُعَلُ.
وَكَانَ أَعْظَمَ هَذِهِ الْأَصْنَامِ هُوَ الَّذِي يَنْتَسِبُ فِرْعَوْنُ إِلَى بُنُوَّتِهِ وَخِدْمَتِهِ، وَكَانَ فِرْعَوْنُ مَعْدُودًا ابْنَ الْآلِهَةِ وَقَدْ حَلَّتْ فِيهِ الْإِلَهِيَّةُ عَلَى نَحْوِ عَقِيدَةِ الْحُلُولِ، فَفِرْعَوْنُ هُوَ الْمُنَفِّذُ لِلدِّينِ، وَكَانَ يُعَدُّ إِلَهَ مِصْرَ، وَكَانَت طَاعَته طَاعَتُهُ لِلْآلِهَةِ كَمَا حَكَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى [النازعات: 24] مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي [الْقَصَص: 38].
والله اعلم واحكم
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:00 م]ـ
لا تحر فإن الألوهية بمفهومهم تتدرج: إله درجة أولى تحته عصبة من آلهة الدرجة الثانية، فليس يمتنع أن يكون إلها وله آلهة، ولذلك عندهم منصب إله الآلهة، فأمثال فرعون يستخفون الناس بقولم إنا آلهة نصبتنا الآلهة التي يؤمن بها الناس حتى يضفوا لأنفسهم الشرعية. والعامة من الناس يصدقون، وذوو رأيهم يداهنون خوفا على مكانتهم. وصدق الله حيث قال "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين"
بارك الله فيكم