تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الرابعة: قوله تعالى: {فمن تطوع خيرا فهو خير له} قال ابن شهاب: من أراد الإطعام مع الصوم وقال مجاهد: من زاد في الإطعام على المد ابن عباس: فمن تطوع خيرا قال: مسكينا آخر فهو خير له ذكره الدار قطني وقال: إسناد صحيح ثابت و خير الثاني صفة تفضيل وكذلك الثالث و خير الأول وقرأ عيسى بن عمر ويحيى بن وثاب وحمزة و الكسائي يطوع خيرا مشددا وجزم العين على معنى يتطوع الباقون تطوع بالتاء وتخفيف الطاء وفتح العين على الماضي

الخاسمة: قوله تعالى: {وأن تصوموا خير لكم} أي والصيام خير لكم وكذا قرأ أبي أي من الإفطار مع الفدية وكان هذا قبل النسخ وقيل:: وأن تصوموا في السفر والمرض غير الشاق والله أعلم وعلى الجملة فإنه يقتضي الحض على الصوم أي فاعلموا ذلك وصوموا

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون (185)

قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}

فيه إحدى وعشرون مسألة:

الأولى: قوله تعالى: {شهر رمضان} قال أهل التاريخ: أول من صام رمضان نوح عليه السلام لما خرج من السفينة وقد تقدم قول مجاهد: كتب الله رمضان على كل أمة ومعلوم أنه كان نوح أمم والله أعلم والشهر مشتق من الإشهار لأنه مشتهر لا يتعذر علمه على أحد يريده ومنه يقال: شهرت السيف إذا سللته ورمضان مأخوذ من رمض الصائم يرمض إذا حر جوفه من شدة العطش والرمضاء (ممدودة): شدة الحر ومنه الحديث:

[صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال] خرجه مسلم ورمض الفصال أن تحرق الرمضاء فتبرك من شدة حرها فرمضان ـ فيما ذكروا ـ وافق شدة الحر فهو مأخوذ من الرمضاء قال الجوهري: وشهر رمضان يجمع على رمضانات وأرمضاء يقال إنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر فسمي بذلك وقيل: إنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها بالأعمال الصالحة من الإرماض وهو الإحراق ومنه رمضت قدمه من الرمضاء أي احترقت وأرمضتني الرمضاء أي أحرقتني ومنه قيل: أرمضني الأمر وقيل: لأن القلوب تأخذ فيه من حرار الموعظة والفكرة في أمر الآخرة كما يأخذ الرمل والحجارة من حر الشمس والرمضاء: الحجارة المحماة وقيل: هو من رمضت النصل أرمضه وأرمضه رمضا إذا دققته بين حجرين ليرق ومنه نصل رميض ومرموض ـ عن ابن السكيت ـ وسمي الشهر به لأنهم كانو يرمضون أسلحتهم في رمضان ليحاربوا بها في شوال قبل دخول الأشهر الحرم وحكى الماوردي أن اسمه في الجاهلية ناتق وأنشد للمفضل:

(وفي ناتق أجلت لدى حومة الوغى ... وولت على الأدبار فرسان خثعما)

و {شهر} بالرفع قراءة الجماعة على الابتداء والخبر {الذي أنزل فيه القرآن} أو يرتفع على إضمار مبتدأ المعنى: المفروض عليكم صومه شهر رمضان أو فيما كتب عليكم شهر رمضان ويجوز أن يكون شهر مبتدأ و {الذي أنزل فيه القرآن} صفة والخبر {فمن شهد منكم الشهر} وأعيد ذكر الشهر تعظيما كقوله تعالى: {الحاقة * ما الحاقة} وجاز أن يدخله معنى الجزاء لأن شهر رمضان وإن كان معرفة فليس معرفة بعينها لأنه شائع في جميع القابل قاله أبو علي: وروي عن مجاهد و شهر بن حوشب نصب شهر ورواها هارون الأعور عن أبي عمرو ومعناه: الزموا شهر رمضان أو صوموا و {الذي أنزل فيه القرآن} نعت له ولا يجوز أن ينتصب بتصوموا لئلا يفرق بين الصلة والموصول بخبر أن وهو خير لكم الرماني: يجوز نصبه على البدل من قوله {أياما معدودات}

الثانية: واختلف هل يقال رمضان دون أن يضاف إلى شهر فكره ذلك مجاهد وقال: يقال كما قال الله تعالى وفي الخبر:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير