تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا تقولوا رمضان بل انسبوه كما نسبه الله في القرآن فقال شهر رمضان وكان يقول: بلغني أنه اسم من أسماء الله وكان يكره أن يجمع لفظه لهذا المعنى ويحتج بما روي: رمضان اسم من أسماء الله تعالى وهذا ليس بصحيح فإنه من حديث ابي معشر نجيح وهو ضعيف والصحيح جواز إطلاق رمضان من غير إضافة كما ثبت في الصحاح وغيرها روى مسلم عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

[إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين] وفي صحيح البستي عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

[إذا كان رمضان فتحت له أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين] وروي عن ابن شهاب عن انس بن ابي انس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول فذكره قال البستي: أنس بن ابي أنس هذا هو والد مالك بن أنس واسم أبي أنس مالك بن ابي عامر من ثقات أهل المدينة وهو مالك ابن ابي عامر بن عمرو بن الحارث بن عثمان بن خثيل بن عمرو من ذي أصبح من أقيال اليمن وروى النسائي عن ابي هريرة قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم] وأخرجه أبو حاتم البستي ايضا وقال: فقوله: [مردة الشياطين] تقييد لقوله: [صفدت الشياطين وسلسلت] وروى السنائي أيضا عن ابن عباس قال [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: إذا كان رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة] وروى النسائي أيضا عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

[إن الله تعالى فرض صيام رمضان عليكم وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه] والآثار في هذا كثيرة كلها بإسقاط شهر وربما أسقطت العرب ذكر الشهر من رمضان

قال الشاعر:

(جارية في درعها الفضفاض ... أبيض من أخت بني إباض)

(جارية في رمضان الماضي ... تقطع الحديث بالإيماض)

وفضل رمضان عظيم وثوابه جسيم يدل على ذلك معنى الاشتقاق من كونه محرقا للذنوب وما كتبناه من الأحاديث

الثالثة: فرض الله صيام رمضان أي مدة هلاله وبه سمي الشهر كما جاء في الحديث:

[فإن غمي عليكم الشهر] أي الهلال وسيأتي وقال الشاعر:

(أخوان من نجد على ثقة ... والشهر مثل قلامة الظفر)

(حتى تكامل في استدارته ... في أربع زادت على عشر)

وفرض علينا عند غمة الهلال إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما وإكمال عدة رمضان ثلاثين يوما حتى ندخل في العبادة بيقين ونخرج عنها بيقين فقال في كتابه {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} وروى الأئمة الإثبات عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

[صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدد] في رواية [فإن غمي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين] وقد ذهب مطرف بن عبد الله بن الشخير وهو من كبار التابعين و ابن قتيبة من اللغوين فقالا: يعول على الحساب عند الغيم بتقدير المنازل واعتبار حسابها في صوم رمضان حتى أنه لو كان صحوا لرؤي لقوله عليه السلام: [فإن أغمي عليكم فاقدروا له] أي استدلوا عليه بمنازلة وقدروا إتمام الشهر بحسابه وقال الجمهور: معنى فاقدروا له فأكملوا المقدار يفسره حديث أبي هريرة [فأكملوا العدة] وذكر الداودي أنه قيل في معنى قوله [فاقدروا له]: أي قدروا المنازل وهذا لا نعلم أحدا قال به ألا بعض أصحاب الشافعي أنه يعتبر في ذلك بقول المنجمين والإجماع حجة عليهم وقد روي ابن نافع عن مالك في الإمام لا يصوم لرؤية الهلال ولا يفطر لرؤيته وإنما يصوم ويفطر على الحساب: إنه لا يقتدى به ولا يتبع قال ابن العربي: وقد زل بعض أصحابنا فحكى عن الشافعي أنه قال: يعول على الحساب وهي عثرة لا لعا لها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير