تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المقام المقعد، فهذا إن أراد أن المقام والمقعد بالذات شيء واحد، وإنما يختلفان بنسبته إلى الفاعل كالصعود والحدور فصحيح، وإن أراد أن معنى المقام معنى المقعد فذلك بعيد؛ فإنه يسمى المكان الواحد مرة مقاما إذا اعتبر بقيامه، ومقعدا إذا اعتبر بقعوده، وقيل: المقامة: الجماعة، قال الشاعر:

*وفيهم مقامات حسان وجوههم*

(الشطر لزهير بن أبي سلمى، وعجزه:

*وأندية ينتابها القول والفعل*

وهو في ديوانه ص 60 من قصيدة مطلعها:

*وأقضر من سلمى التعانيق فالثقل) *

وإنما ذلك في الحقيقة اسم للمكان وإن جعل اسما لأصحابه. نحو قول الشاعر:

*واستب بعدك يا كليب المجلس*

* (هذا عجز بيت لمهلهل بن ربيعة من أبيات يرثي بها أخاه.

وصدره:

*نبئت أن النار بعدك أوقدت*

وهو في ديوانه ص 280)

فسمى المستبين المجلس. والاستقامة يقال في الطريق الذي يكون على خط مستو، وبه شبه طريق المحق. نحو: {اهدنا الصراط المستقيم} [الفاتحة/6]، {وأن هذا صراطي مستقيما} [الأنعام/153]، {إن ربي على صراط مستقيم} [هود/56]. واستقامة الإنسان: لزومه المنهج المستقيم. نحو قوله: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} [فصلت/30] وقال: {فاستقم كما أمرت} [هود/ 112]، {فاستقيموا إليه} [فصلت/6] والإقامة في المكان: الثبات. وإقامة الشيء: توفية حقه، وقال: {قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل} [المائدة/68] أي: توفون حقوقهما بالعلم والعمل، وكذلك قوله: {ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل} [المائدة/66] ولم يأمر تعالى بالصلاة حيثما أمر، ولا مدح بها حيثما مدح إلا بلفظ الإقامة، تنبيها أن المقصود منها توفية شرائطها لا الإتيان بهيئاتها، نحو: {أقيموا الصلاة} [البقرة/43]، في غير موضع {والمقيمين الصلاة} [النساء/162]. وقوله: {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى} [النساء/142] فإن هذا من القيام لا من الإقامة، وأما قوله: {رب اجعلني مقيم الصلاة} [إبراهيم/40] أي: وفقني لتوفية شرائطها، وقوله: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة} [التوبة/11] فقد قيل: عني به إقامتها بالإقرار بوجوبها لا بأدائها، والمقام يقال للمصدر، والمكان، والزمان، والمفعول، لكن الوارد في القرآن هو المصدر نحو قوله: {إنها ساءت مستقرا ومقاما} [الفرقان/66]، والمقامة: الإقامة، قال: {الذي أحلنا دار المقامة من فضله} [فاطر/35] نحو: {دار الخلد} [فصلت/28]، {وجنات عدن} [التوبة/72]، وقوله: {لا مقام لكم فارجعوا} [الأحزاب/13]، من قام، أي: لا مستقر لكم، وقد قرئ: {لا مقام لكم} (وهي قراءة حفص وحده، والباقون بفتح الميم. الإتحاف ص 353) من: أقام. ويعبر بالإقامة عن الدوام. نحو: {عذاب مقيم} [هود/39]، وقرئ: {إن المتقين في مقام أمين} (وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب) [الدخان/51]، أي: في مكان تدوم إقامتهم فيه، وتقويم الشيء: تثقيفه، قال: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} [التين/4] وذلك إشارة إلى ما خص به الإنسان من بين الحيوان من العقل والفهم، وانتصاب القامة الدالة على استيلائه على كل ما في هذا العالم، وتقويم السلعة: بيان قيمتها. والقوم: جماعة الرجال في الأصل دون النساء، ولذلك قال: {لا يسخر قوم من قوم} الآية [الحجرات/11]، قال الشاعر:

*أقوم آل حصن أم نساء*

(عجز بيت لزهير، وصدره:

*وما أدري وسوف إخال أدري*

وهو من قصيدة مطلعها:

عفا من آل فاطمة الجواء * فيمن فالقوادم فالحساء

وهو في ديوانه ص 12؛ واللسان (قوم))

وفي عامة القرآن أريدوا به والنساء جميعا، وحقيقته للرجال لما نبه عليه قوله: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض} الآية [النساء/34].

ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[09 - 07 - 10, 07:46 م]ـ

ذو

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير