تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قراءات عصرية للقرآن الكريم]

ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[13 - 07 - 10, 04:57 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد.

ما زال أهل العلم يواصلون جهودهم في التصدي لمعارضي الحديث وأعدائه ا الذين أدخالوا عليه ما ليس منه أو حرفوا مقاصده ومعانيه وحاربوا نقلته الثقات وما صنف وجمع من مروياته تحت دعاوى كثيرة غايتها ظاهرة، ومقاصدها بينة عند أهل العلم والإسلام - إذ غاية قصدهم إبطال السنة وأهلها وإسقاط هيبتها من نفوس أهل الإسلام ليكو ن مدخلا للطعن في الدين، فقام حرّاس السنة وحملة لوائها ببيان جهلهم وعوار مذهبهم وترسيخ حق من لزوم الأخذ بها والتحذير من ال‘راض عنها.

ولما دار الزمان وقل أنصار الحديث وخبى نور دعوتهم وما عاد كأول ظهورهم وحمل رسالتهم عن نبيهم صلى الله عليه وسلم تطاول أعداء الإسلام والمسلمين بتصدير قوم من أبناء جلدتنا ليرتقوا بهم بالتثريب والتعنيف على القرآن تحت عناوين مختلفة من ذلك قولهم (قراءات حداثية ومعاصرة للقرآن الكريم).

إذا ما قرأ الناس هذا العنوان حاروا في معناه الإجمالي بين مادح وذام، ومؤيد ومخالف.

فإذا ما وقفنا حقيقة المضمون وفحواه ومقاصد دعاته علمت أن الأمر يتعدى سما زعافا يأكله فرد بل هم سم يقتل أمة، ويبغي إطفاء نور الحق بفيه في ظنه ذلك لدعوتهم تفسير القرآن بعصرنة تفضي إلى دعوة الناس إلى دين جديد غير الذي أنزله الله تبارك وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ذلك لما نعلم التالي.

إن من الأسس التي تقوم عليها هذه الأفكار الدخيلة.

1 - : عدم إعطاء القدسية للقرآن بل التعامل معه على اعتبار ه كتابا كسائر الكتب يقبل النقد والتفسير، واحتمال التغيير والتبديل.

2 - تفسير القرآن بطريقة عصيرية وفق ما يراه ويفهمه كل أحد بغض النظر عن نتائج هذا الفهم؛ لأن العبرة من التفسير مخاطبة الناس وفق أفهامهم وواقع عصرهم.

3 - عدم النظر إلى السنة اصلا على أنها وحي مفسر للقرآن بل هي كالقرآن قابلة للأخذ والرد وفق فهم الناقد للقرآن - وفق قولهم -.

4 - إبطال اعتبار فهم الصحابة والتابعين في التفسير، واعتبار ذلك تصورا شخصيا ومحاولة منهم- أي الصحابة والتابعين ومن بعدهم - إلى فهم النص القرآني وتوجيهه.

5 - من ضروريات القراءة القرآنية المعاصرة فصل الماضي عن الحاضر، مما يعني إسقاط أسباب النوزل والتفسيرات النبوة بل وكل علوم القرآن.

6 - ومن ضرورياتهم تفسير القرآن الكريم بطريقة علمية واقعية معاصرة وكذا في الواقع الاجتماعي والسلوكي.

7 - اعطاء الحق لكل من يفسر القرآن أن يفسره بطريقته أو باي ثقافة يراها، لجعل ذلك عالميا، بغض النظر عن نتائج تلك الدراسات وغاياتها.

وغير ذلك الكثير.

والحال في هذه الدعوى وزلتي تتبناها مؤسسات تحمل اسم الإسلام بقالب المعاصرة وتحت مظلة محاكاة الواقع، وترى دعاتها والمتصدرون للحديث فيها على باب الدعوة والانتصار لها من ابناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتا ويقولون أنهم حملة الاسلام وحماته.

فهل هذه الدعوى منهم حقيقية، الحق أنهم أهل أماني باطلة وأهل عورة ظاهرة وحالهم كما قال الله تعالى: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).

فأين أنتم يا أهل القرآن - وكلنا أهله - من هؤلاء وتحذيركم منهم و مواجهتكم لهم والرد عليهم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير