تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اريد رائكم في هذا التاويل ومدي صحته؟؟؟؟]

ـ[راشد بن عيظة بخيت]ــــــــ[16 - 07 - 10, 01:56 ص]ـ

وقفتان مع أيه

{فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}

* هل استعظام العزيز لكيد النساء في الآية خاص بالنسوة التي كدَّنِ ليوسف أو حكم عام مطلق على كل كيد للنساء؟

قيل ان القول في صفة العظمة التي اكتسبها كيد النساء في هذه الآية على وجهين:

1 - إن الصفة العظمة التي نسبها العزيز لكيد النساء خاصة بكيد أولئك النسوة التي راودن يوسف وتعرضن للافتتان به ويدعم ذلك كون الخبر جاء في سياق قصة يوسف عليه السلام لمّا تبين للعزيز براءة يوسف من الاتهام الذي نتج عن ذلك الكيد ولكون امرأة العزيز لم تتوقف عن ذلك الكيد بعد ذلك بل أشركت معها فيه نسوة أخريات وقرنته بالوعيد والتهديد لأمر الذي جعل يوسف عليه السلام يفضل السجن من اجل الخلاص من ذلك الكيد ولو لم يكن ذلك الكيد عظيم لما أختار يوسف عليه السلام السجن يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في ذلك (وهل أعظم من هذا الكيد، الذي برأت به نفسها مما أرادت وفعلت، ورمت به نبي الله يوسف عليه السلام،) وقد جاء خطاب يوسف عليه السلام في دعاة باستخدام نون النسوة (كيدهن) وهو اسم يدل على جماعة الإناث غائبات أو مخاطبات ومن المعلوم إنه ليس كل النساء أشتركن في ذلك الكيد وراودن يوسف وإنما كن نساء محدودات جاء في الفتح القدير للإمام الشوكاني إنهن (امرأة ساقي العزيزوامرأة خبازه، وامرأة صاحب دوابه، وامرأة صاحب سجنه، وامرأة حاجبه) وأورد القرطبي في تفسيره (إنهن أمرنه بمطاوعة امرأة العزيز، وقلن له: هي مظلومة وقد ظلمتها. وقيل: طلبت كل واحدة أن تخلو به للنصيحة في امرأة العزيز; والقصد بذلك أن تعذله في حقها،وتأمره بمساعدتها، فلعله يجيب ; فصارت كل واحدة تخلو به على حدة فتقول له: يايوسف! اقض لي حاجتي فأنا خير لك من سيدتك ; تدعوه كل واحدة لنفسها وتراوده ; فقال: يا رب كانت واحدة فصرن جماعة. وقيل: كيدامرأة العزيزفيما دعته إليه من الفاحشة ; وكنى عنها بخطاب الجمع إما لتعظيم شأنها في الخطاب، وإما ليعدل عن التصريح إلىالتعريض ولكون الخطاب في وصف العزيز للكيد جاء باستخدام كاف المُخاطب فقال (إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) ولم يقل (إِنَّهُ مِن كَيْدِهَنَّ إِنَّ كَيْدَهَنَّ عَظِيمٌ) باستخدام ضمير هاء الغائب يدل ذلك إن رأي العزيز كان في من يخاطبهن فوصفه هنا بالعظمة، تهويل وتفخيم لهذا الكيد بخصوصه، من كونه صدر من امرأة العزيز، وكان عن إصرار، وقصد به الكيد لنبي من أنبياء الله، فاكتسب الكيد هذا الوصف، من هذه الحيثيات التي اكتنفته، وليس عام على كل النساء.


___

* إن صفة عظمة الكيد المنسوبة إلى النساء في الآية عام لكل النساء وفي هذا القول وجه لصوب في جزئيه معينه حينما يتعلق كيد للنساء بالدعوة إلى فعل فاحشة الزنا وذلك لامتلاكهن وسائل لإغراء وقدرتهن على الفتنه في ذلك لأمر بحكم الفطرة البشرية الناتجة عن ميول النفوس لذلك فالمرأة إذا فسدت وتمرغت في وحل المعصية والإثم وغاب عنها الوازع الديني والرادع الأخلاقي تكون أشد خبثًا وكيدًا ويؤيد ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) (1) فوصف العزيز لكيد النساء بالعظمة لما كان ذلك الكيد مقروناً بدعوة يوسف عليه السلام لفعل فاحشة الزنا وقد استعظم العزيز كيد النساء في الآية لكون امرأته أحكمت كل جوانبه وعدت له إعداد مع توفر كل وسائل الإغراء فهي امرأة ذات منصب, واختيار العزيز لها زوجة دليل على جمالها, وهي سيدة في بيتها, وقدهيأت المكان وتهيأت و غلقت الأبواب وكان يوسف عليه السلام شابا جميلاً أعزبا غريبا مملوكا وحين انكشف أمرها رمت به يوسف واتهمته بما لم يفعل؛ ولا شك بان للنساء كيدا على العموم ولكن ذلك الكيد يكون عظيما وأكثر تأثيرا في هذا الجانب أكثر من غيره من الجوانب التي قد يكون فيها كيد النساء اقل تأثيرا لأن ميل النفوس الفطري وانجذابها لذلك العمل اقوي إلا من عصمة الله بتقوى وخوف ومراقبة ولذا جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة) (2) ولو كان كيد النساء عظيماً على الإطلاق لما وصف الرسول صلي الله عليه وسلم المرأة بالضعف في هذا الحديث ولكانّ استخدمن النساء ذلك الكيد من اجل الحصول على حقوقهن لذا فأن كيد النساء لا يكون عظيماً دائما، بل عظمته بما يترتب عليه من مفاسدوبناء على هذا، فكل كيد يجر إلى مفسدة عظيمة، في المجتمع من قذف العفيف، وأشاع الإفك، والتخرص بالشناعات، هو من قبيل الكيد العظيم سوء كان صادرا عن النساء أو غيرهن.والله تعالى اعلم واحكم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير