أفلا يحب مثل هذا الكتاب؟
ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[24 - 07 - 10, 08:41 م]ـ
معنى تدبر القرآن الكريم:
هو حصول الفهم والإدراك للمعاني العظيمة لمدلول الآيات، بحيث يظهر أثر ذلك على المؤمن اهتماماً وتعظيماً واجلالاً.
ويعني أيضاً، تركيز اهتمام القلب وتوقفه عند آيات القرآن الكريم بقصد فهمها وإدراك معانيها.
العلامات التي من حصلها (أو حصل واحدة منها) فقد وصل إلى تدبر آيات القرآن الكريم
لقد ذكر الله عز وجل العلامات التي من حصل واحدة منها أو حصلها جميعاً فقد توصل إلى تدبر آيات القرآن فقال جل وعلا "إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) " الإسراء، ويقول تبارك وتعالى "وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) " الأنفال، وقول الله تعالى "وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) " التوبة، وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) " القصص، وقول الله تعالى "وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) " الفرقان، وقول الله تعالى "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) " الزمر.
فتحصل بإيجاز من الآيات السابقة سبع علامات لتدبر القرآن:
- السجود تعظيماً لله عز وجل.
- البكاء من خشية الله تعالى.
- زيادة الخشوع.
- زيادة الإيمان.
- الفرح والاستبشار عند سماعه
- القشعريرة خوفاً من الله تعالى ثم غلبة الرجاء والسكينة.
- اجتماع القلب وإقباله على سماع القرآن وعدم الالتفات لأمر آخر.
فمن وجد في نفسه واحدة من هذه فقد سلك إلى تدبر القرآن وإلا فلا.
يقول إبراهيم التيمي "من أوتي من العلم ما لا يبكيه فخليق ألا يكون أوتي علماً، لأن الله نعت العلماء بأنهم يخرون للأذقان سجداً ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً.
وتقول أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما " كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا قرئ القرآن كما نعتهم الله تعالى تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم.
ويقول مالك بن دينار " ما ضرب الله عبداً بعقوبة أعظم من قسوة القلب".
ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[24 - 07 - 10, 09:01 م]ـ
أسعدنا الله و اياكم في طاعته و مرضاته
جزاكم الله خيرا
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[24 - 07 - 10, 09:32 م]ـ
في البخاري "مثل المؤمن الذي يقرأ القران مثل الاترجة ريحها طيب وطعمها طيب" اوكما قال صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[27 - 07 - 10, 01:52 م]ـ
الحلقة الرابعة: إحياء القلوب بمكابدة القرآن
لقد أجمع العلماء والدعاة على أن هذا الدين - كتاباً وسنةً - مِنْهَاجُ حياة.
وإنه لن يكون كذلك في واقع الناس، أفراداً وجماعات ومؤسسات إلا باتخاذه مَشْرُوعَ حَيَاةٍ، تُفْنَى في سبيله الأعمار.
وهذه قضية منهجية أساسٌ لتلقي موازينه الربانية، والتخلق بحقائقه الإيمانية؛ حتى يصبح هو الفضاء المهيمن على حياة المسلم كلِّها دِيناً ودُنْياً.
إن هذا الهدف العظيم لا يمكن أن يتحقق للإنسان، إلا بعقد العزم على الدخول في مجاهَدات ومكابَدات مستمرة للتحقق بمنازل القرآن ومقاصده التعبدية، من الاعتقاد إلى التشريع، إلى مكارم الأخلاق وأشواق السلوك، سيراً بمسلك التلقي لحقائق القرآن الإيمانية، والمكابدةِ الجَاهِدَةِ لتكاليفها الشرعية، والسير إلى الله من خلال مِعراجها العالي الرفيع.
¥