تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مسألة التكرار وخلاف العلماء هذا خلاف نظري لأن الكل متفق علي عدم حصرمة الراء ـ أي إخراجها كالطاء ـ وهذا رد قديم عندي علي فضيلة د/ محمد حسن جبل عند تعقبه للقراء في هذه المسألة:

( ......... وانظر أخي الكريم إلي طريقة تعامله مع كلام القراء؟ وعدم معرفته لطريقة القراء في التعبير عن بعض الأحكام، ومن ثم سارع في تخطئة القراء دون حصر لأقوالهم، وأخذه بظاهر الأقوال، دون معرفة حقيقة اللفظ، وأضرب لك مثالا من كتابه (تحقيقات في التلقي والأداء) عند حديثه عن تكرارالراء صـ36: ( .... وقد نبه علي عدم المبالغة في التكرار مع إبقاء أصله شريح الرعيني (539هـ) وابن الجزري والمرعشي وغيرهم.

ولعل أول من جر عدم المبالغة في التكرار إلي منع التكرار كلية هو الإمام مكي ـ ثم ذكر قول مكي ـ فوجب علي القارئ أن يخفي تكريره ولا يظهره.ا. هـ وجاء الفخرالموصلي (621هـ) فعد التكرير لحنا ثم جاء الجعبري (732هـ) فقال: "فتكراره لحن فيجب التحفظ عنه ... وطريق السلامة منه أن يلصق اللافظ ظهر لسانه بأعلى حنكه لصقاً محكماً مرة واحدة بحيث لا يرتعد لأنه متى ارتعد حدث من كل مرة راء أهـ

وهذا الذي قاله الجعبري غلط محض، لأن إلصاق اللسان بأعلي الحنك مرة واحدة تخرج به لاما لا راء، وقد تقعروا في هذا الغلط وأصلوه حيث قال صاحب كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد": "الغرض من هذه الصفة تركها " وقال الشيخ المرصفي "وخلاصة القول أن الغرض من معرفة صفة التكرير للراء ترك العمل به عكس ما تقدم في الصفات وما هو آت بعد إذ الغرض منها العمل بمقتضاها." وقد وافق علي هذا التأويل الملتوي المغالط عدد آخر من المؤلفين في التجويد "ثم أحال إلي بعض كتب التجويد مثل الطرازات المعلمة والمنح الفكرية وغيرهما")) ا. هـ

وهكذا تري أخي القارئ كيف وصف ما قاله القراء بالغلط المحض دون فهم لقصدهم. ونقول مستعينين بالله:

قبل الجواب علي ما قاله، ننظر ماذا قال من استدل بهم من القراء وهم: ابن شريح وابن الجزري والمرعشي.

: وقال شريح (539): ذهب قوم من أهل الأداء إلي أنه لا تكرير فيها مع تشديدها، وذلك لم يؤخذ علينا، غير أنا لا نقول بالإسراف فيه، وأما ذهاب التكرار جملة فلم نعلم أحدا من المحققين بالعربية ذكر أن تكريرها يسقط بحال "ص24

قال في النشر ج1ص230: وقال المحققون: هو بين الشدة والرخاوة وظاهر كلام سيبويه أن التكرير صفة ذاتية في الراء وإلى ذلك ذهب المحققون فتكريرها ربوها في اللفظ وإعادتها بعد قطعها ويتحفظون من إظهار تكريرها خصوصاً إذا شددت ويعدون ذلك عيباً في القراءة. وبذلك قرأنا على جميع من قرأنا عليه وبه نأخذ.)) ا. هـ

وقال في متن الجزرية: وأخف تكريرا إذا ما تشدد"

قال في نهاية القول المفيد "وقال أيضا ـ أي المرعشي " ... ويخفي تكريرها فإخفاء التكرير كأنه زيادة في التشديد لأن إخفاءالتكرير يحتاج إلي شدة لصق اللسان علي أعلي الحنك كما نقل عن الجعبري "ا. هـ ص124

فابن شريح تأول النص القائل بإخفاء التكرير بأنهم قصدوا المبالغة لعدم وجود من قال بإخفاء التكرار عند أهل اللغة.

وابن الجزري قال "وأخف تكريرا " فهو يقصد المبالغة لأنه نهي عن الحصرمة.

ويكفيه لو أمعن النظر قول ابن الجزري: وأخف تكريرا إذا ما تشدد.وقال أيضا" فتكريرها ربوها في اللفظ وإعادتها بعد قطعها ويتحفظون من إظهار تكريرها خصوصاً إذا شددت ويعدون ذلك عيباً في القراءة. وبذلك قرأنا على جميع من قرأنا عليه وبه نأخذ.)) ا. هـ

هل يفهم منه الإخفاء الكامل؟ أم يقصد عدم المبالغة؟ فقد نهي عن المبالغة وعدم الإتيان بها محصرمة وهكذا تلقاه ابن الجزري علي جميع شيوخه ومنهم تلميذ الجعبري

والمرعشي الذي جعله د/ جبل ممن قالوا بالتكرار استدل بقول الجعبري لأنه يعلم مقصد الجعبري ويفهم مراده، ولكن د/ جبل أصرَّ علي تخطئة الجعبري وغيره .. فبما يجيب عما مضي ممن استدل بهم؟؟

هناك فرق في مسألة تكرار الراء بين تكرار الحرف وربوها في الفم، وبين تكرار الراء في مخرجه حتي يتولد منه راءات، وهذا ما حذر منه القراء،ولذا قال مكي: " ... ومتي أظهره فقد جعل من الحرف المشدد حروفا ومن المخفف حرفين "الرعاية 85

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير