تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول أبو شامة: ((قال الشيخ أبو عمرو: سميت بذلك إما لأن صوتها صوت أشد الحروف أخذ من القلقلة التي هي صوت الأشياء اليابسة وإما لأن صوتها لا يكاد يتبين به سكونها ما لم يخرج إلى شبه التحريك يشبه أمرها من قولهم قلقلة إذا حركه وغنما حصل لها ذلك لاتفاق كونها شديدة مجهورة فالجهر يمنع النفس أن يجرى معها والشدة تمنع أن يجرى صوتها فلما اجتمع لها هذان الوصفان وهو امتناع جرى النفس معها وامتناع جرى صوتها احتاجت إلى التكلف في بيانها , فلذلك يحصل من الضغط للمتكلم عند النطق بها ساكنة حتى تكاد تخرج إلى شبه تحركها لقصر بيانها إذ لولا ذلك لم يتبين لأنه إذا امتنع النفس والصوت تقدر بيانها ما لم يتكلف بإظهار أمرها على الوجه المذكور.

ثم قال أبو شامة: (وقال أبو مريم الشيرازي وهى حروف مشربة من مخارجها إلا أنها لا تضغط ضغط الحروف المطبقة غير أنها قريبة منها.فإن فيها (أصواتا كالحركات تتقلقل عند خروجها أى تضطرب) أ. ه باختصار.

انظر أخي إلي هذه العبارة:" حتى تكاد تخرج إلى شبه تحركها لقصر بيانها " فشبه التحرك يدل علي وجود جزء من الحركة لأن المشبه والمشبه به بينهما توافق إما كلي وإما جزئي .. فدل علي وجود جزء مشترك بينهما في الحركة

فكما قرأت أخي القارئ: إن القلقلة قريبة من الحركة سواء إلى الفتح مطلقا , أو تابعة لما قبلها كما بينا فالمهم أنها قريبة من الحركة , وقد تبين لك أخي القارئ فساد قول من ذهب إلى أن القلقلة ذاتية ليست قريبة من أي حركة ,وقوله ((إلى ذلك من الآراء الاجتهادية) فليست صحيحة حيث إن لهم سلفا في المسألة مثل من ذكرهم أبو شامة ........ وأسأل الله السلامة من ذلك وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل آمين.

شبهات:

قالوا: إن هذا الكلام يدل على أن مرادهم فتح المخرج (أى تباعد جزئيه) عند النطق بحرف القلقلة لصعوبة النطق به مع تلاصق جزأى المخرج.

الجواب: إن ما تقولونه لمخالف لما عليه الكلام فهو يقول إلى شبه التحريك لا إلى شبه تحرك جزئي المخرج ....

قال أبو شامة: قال الشيخ أبو عمرو: " وإما لأن صوتها لا يكاد يتبين به سكونها مالم يخرج إلى شبه التحريك"

وإن سلمنا لكم جدلاً أن ما تقولونه صحيح فماذا تقول فى تعريف الشيرازى (أن فيها أصواتا كالحركات؟ فهل يقصد أن كلمة " أصواتا كالحركات" يقصد بها انفتاح جزئى المخرج!! لا أعتقد من يوافقكم على ذلك فى تأويلكم لكلام القدامى.

وقلقلة قرّب إلى الفتح مطلقا ... ً ولا تتبعنها بالذى قبل تقبلا

قال السمنودى:

قلقلة قطب جد وقربت ... لفتح مخرج على الأولى ثبت

فهل يقصدون فتح الجزئين،أو خفض الجزئين فيما قبله كسر، أو ضم الجزئين فيما قبله ضم؟!!

فهؤلاء فهموا ما قلته بأنها قريبة إلى الحركة وهكذا نحن تلقيناه فى مصر فلا يمكن أن يكون هؤلاء الأفذاذ لم يفهموا المراد من القلقلة. وهؤلاء إليهم المنتهي في هذا العلم كما هو معروف ....

والدليل على ما قلته لكم كلام الشيخ محمد مكى نصر فى كلامه علي صفة القلقلة فى كتابه (نهاية القول المفيد) حيث يقول:

" ... يحدث بفتح المخرج فحاصل تحريك مخرج الحرف وتحريك صوته ... " فالشيخ قال بتحريك المخرج وتحريك الصوت هل يكون التحريكان متحدين؟ فدل ذلك علي أن تحريك المخرج شيء، وتحريك الصوت ــ أي جزء من الحركة ــ شيء آخر

ثم قال ــ رحمه الله ــ بعد ذلك بعدة أسطر:

" ... وقال الشيخ حجازى فى شرحه ... بحيث تشبه الحركة أو حركة ما قبله وتتبع الحرف بعد سكونه كما هو كلام الشيخ حفظه الله نقلا عن الكتب المعتبرة "ا. هـ

والذى يظهر من كلام الشيخ أنه قال يحدث بفتح المخرج هذا أولا ثم نقل كلام الشيخ حجازى بأنها تشبه حركة ما قبلها وهذا دليل على أننا وافقنا القدامى فيما قلنا ... فلا يقصدون من فتح جزئى المخرج أنها تبقي ساكنة،لأن هذه الأحرف لا يمكن نطقها ساكنة كما علمت ... فلماذا لم يعلق على كلام الشيخ حجازى؟

قالوا: إن ما تسمونه قريبة إلى الحركة هي في الحقيقة: إما روم وإما اختلاس.

الجواب: ليس بصحيح لأن هذه الحروف لايمكن النطق بها ساكنة فيأتون بصوت زائد ليتمكنوا بالنطق بهذه الأحرف ... وإليكم أقوال الأئمة:

قال ابن الجزرى فى التمهيد" ... وقيل أصل هذه الصفة القاف لأنه لا يقدر أن يؤتى به ساكنا لشدة استعلائه , وأشبهه فى ذلك أخواته" أ. هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير