[القواعد الكلية للإعجاز التربوي في سورة الفاتحة]
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[09 - 08 - 10, 09:11 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
[القواعد الكلية للإعجاز التربوي في سورة الفاتحة]
أولا: مفهوم القواعد الكلية للإعجاز التربوي في سورة الفاتحة:
يقصد بمفهوم القواعد الكلية للإعجاز التربوي في سورة الفاتحة هو أنها تضمنت: مقاصد القرآن ولذلك كان من أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب والأساس فصارت كالعنوان وبراعة الاستهلال قال الحسن البصري: إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن ثم أودع علوم القرآن في المفصل ثم أودع علوم المفصل في الفاتحة فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، وبيان اشتمالها على علوم القرآن قرره الزمخشري باشتمالها على الثناء على الله بما هو أهله وعلى التعبد والأمر والنهي وعلى الوعد والوعيد وآيات القرآن لا تخرج عن هذه الأمور.
قال الطيبي: وجميع القرآن تفصيل لما أجملته الفاتحة فإِنها بنيت على إجمال ما يحويه القرآن مفصلاً فإنها واقعة في مطلع التنزيل والبلاغة فيه: أن تتضمن ما سيق الكلام لأجله ولهذا لا ينبغي أن يقيد شيء من كلماتها ما أمكن الحمل على الإطلاق.
وقال الغزالي في «خواص القرآن»: مقاصد القرآن ستة ثلاثة مهمة وثلاثة تتمة الأولى: تعريف المدعو إليه كما أشير إليه بصدرها وتعريف الصراط المستقيم وقد صرح به فيها وتعريف الحال عند الرجوع إليه تعالى وهو الآخرة كما أشير إليه بقوله: (مالكِ يومِ الدين» والأخرى: تعريف أحوال المطيعين كما أشار إليه بقوله (الذينَ أَنعمتَ عَليهِم» وتعريف منازل الطريق كما أشير إليه بقوله: (إِياكَ نَعبُدُ وإِياكَ نَستَعين). [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
ذكر ابن جزي الفائدة العشرين من فوائد تفسير سورة الفاتحة: "هذه السورة جمعت معاني القرآن العظيم كله فكأنها نسخة مختصرة منه فتأملها بعد تحصيل الباب السادس من المقدمة الأولى تعلم ذلك في الألوهية حاصلا في قوله الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والدار الآخرة في قوله مالك يوم الدين والعبادات كلها من الاعتقادات والأحكام التي تقتضيها الأوامر والنواهي في قوله إياك نعبد والشريعة كلها في قوله الصراط المستقيم والأنبياء وغيرهم في قوله الذين أنعمت عليهم وذكر طوائف الكفار في قوله غير المغضوب عليهم ولا الضالين." [2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)
إن في هذه السورة من كليات العقيدة الإسلامية، وكليات التصور الإسلامي، وكليات المشاعر والتوجيهات، ما يشير إلى طرف من حكمة اختيارها للتكرار في كل ركعة، وحكمة بطلان كل صلاة لا تذكر فيها. . [3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
ثانيا: القواعد الكلية للإعجاز التربوي في سورة الفاتحة:
* قاعدة الإعجاز التربوي في التعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
يعلمنا- جل جلاله- الاستعاذة به من الشطان الرجيم، وهو نوع عظيم من التربية القرآنية؛ لكي نتغلب على هذا العدو الذي لا نراه، فمن استعاذ بالله صادقا أعاذه فعليك بالصدق ألا ترى امرأة عمران لما أعاذت مريم وذريتها عصمها الله. ففي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مولود إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا إلا ابن مريم وأمه. والشيطان عدو حذر الله منه؛ إذ لا مطمع في زوال علة عداوته وهو يجري من ابن آدم مجرى الدم فيأمره أولا بالكفر ويشككه في الإيمان فإن قدر عليه وإلا أمره بالمعاصي فإن أطاعه وإلا ثبطه عن الطاعة فإن سلم من ذلك أفسدها عليه بالرياء والعجب.
القواطع عن الله أربعة: الشيطان والنفس والدنيا والخلق، فعلاج الشيطان الاستعاذة والمخالفة له، وعلاج النفس بالقهر، وعلاج الدنيا بالزهد، وعلاج الخلق بالانقباض والعزلة. [4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
وفي هذا إعجاز تربوي لم تشر إليه أي تربية بشرية من قبل، ولا يخفى ما فيه من فوائد تريح النفس من وساوس هذا الشيطان البغيض، والذي ربما تنكره التربية الحديثة أو لا تؤمن به أصلا.
* قاعدة الإعجاز التربوي في البسملة:
¥