تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن علماء الجرح ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) والتعديل ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) نسبوا حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ إلى الضعف في الحديث، مستندين إلى قول شعبة: إنه كان يستعير كتب الناس فينسخها، ولا يردها. وإلى قول أيوب: أبو بكر أوثق من أبي عمر. وكلا الأمرين لا يصلح أن يكون علة لتضعيفه، أما الأول فقد بان أنه وَهْمٌ، وأما الثاني فإن قول أيوب يمكن أن يعني أن حفصاً ثقة لكن شعبة أوثق منه. وسوف أعود لمناقشة ذلك بعد عرض أقوال الموثقين لحفص.

ثالثاً: أقوال المُوَثِّقين:

لا تخلو كتب التراجم وكتب الجرح ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) والتعديل ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) من أقوال في توثيق حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ، لكنها قليلة، غطَّت عليها أقاويل المجرحين، ولعل ما ذهب إليه العلماء من " أن تقديم الجرح ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) على التعديل مُتَعَيِّنٌ" (17) قد حجب ما ورد من أقوال في توثيقه. وما ورد من أقوال في توثيقه على قلتها تدل على أن حفصاً كان موضع ثقة من علماء عرفوه أو أخذوا عنه. ومن العلماء الذين وثقوه:

(1) وكيع بن الجراح، الكوفي (ت 196هـ):

نقلت مجموعة من كتب الجرح ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) والتعديل ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) عن أبي عمرو الداني الأندلسي (ت 444هـ) قوله في حفص القارئ:" مات قريباً من سنة تسعين ومئة، قال: وقال وكيع: كان ثقة " (18). وللداني كتاب في طبقات القراء، لعله ذكر قول وكيع فيه.

وقول وكيع هذا مهم جداً في توثيق حفص لسببين: الأول: كونه من الكوفة، وأهل الكوفة أعرف بعلمائهم، والثاني: كونه معاصراً لحفص، وما رَاءٍ كمَنْ سَمِعَ!

(2) سعد بن محمد بن الحسن العوفي، تلميذ حفص:

انتقل حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) الأسدي ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ من الكوفة إلى بغداد، ولعل ذلك حصل في منتصف القرن الثاني الهجري أو بعده بقليل، وكان له من العمر قريباً من ستين سنة، ونزل في الجانب الشرقي منها، ونقل الخطيب البغدادي عن ابن مجاهد (ت 324هـ) قوله:"حدثنا محمد بن سعد العوفي، حدثنا أبي، حدثنا حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، وكان ينزل سُوَيْقَةَ نصر، لو رأيته لَقَرَّتْ عَيْنُكَ به علماً وفهماً " (19).

وسعد بن محمد العوفي هذا أحد تلامذة حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ في بغداد، وأخذ عنه قراءة ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) عاصم ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، قال ابن مجاهد في كتابه السبعة:" حدثني محمد بن سعد العوفي، عن أبيه، عن حفص، عن عاصم ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html): أنه كان لاينقص نحو (هزواً) و (كفواً)، ويقول: أكره أن تذهب مني عشر حسنات بحرف أدَعُهُ إذا هَمَزْتُهُ " (20).

(3) الإمام أحمد بن حنبل (ت241 هـ):

ذكر الخطيب البغدادي أربع روايات منقولة عن الإمام أحمد، في ترجمة حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) الأسدي ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) المقرئ، ثلاث منها فيها توثيق، ورواية فيها تضعيف، والروايات المُوَثَّقَةُ له هي قوله:

أ- هو صالح (21).

ب- ما كان بحفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) المقرئ بأس (22).

ج- عن حنبل، قال سألته، يعني أباه، عن حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) المقرئ، فقال هو صالح (23)، وقوله: (أباه) يعني عمه أحمد بن حنبل.

أما الرواية التي ورد فيها تضعيف لحفص فقال فيها عنه وأبو عمر البزاز متروك الحديث (24).

ونقل ابن أبي حاتم رواية التضعيف على هذا النحو:" أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، في ما كتب إليَّ، قال سمعت أبي يقول: حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، يعني أبا عمر القارئ، متروك الحديث" (25).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير