تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويبدو لي أن عبارة (يعني أبا عمر القارئ) مما أضافه ابن أبي حاتم إلى الرواية، حتى لا ينصرف الذهن إلى حفص آخر، ولكن من المحتمل أن يكون ابن أبي حاتم قد وَهِمَ في إضافة هذه العبارة، كما وَهِمَ في نسبة قول شعبة في استعارة حفص للكتب إلى حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ في الموضع نفسه (26)، فقد يكون المقصود بذلك حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) المنقري.

(4) عُبيد بن الصبَّاح الكوفي ثم البغدادي، تلميذ حفص:

نقل الذهبي عن أحمد بن سهل الأشناني (ت307هـ) أنه قال:" قرأت على عبيد بن الصباح، وكان من الورعين المتقين، قال قرأت القرآن كله على حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، ليس بيني وبينه أحد" (27). ويدل قول عبيد هذا على افتخاره بأخذه القراءة عن حفص مباشرة، ولو كان حفص بالصورة التي تصورها كتب الجرح ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) والتعديل ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) من كونه متروك الحديث، كذاباً، لما كان لقوله معنى، لاسيما أن تلميذه أحمد بن سهل وصفه بأنه كان من الورعين المتقين.

(5) الفضل بن يحيى الأنباري، تلميذ حفص:

ذكر أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري أنه أخذ رواية أبي عمر حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، عن أبيه، وقال أبوه:" أقرأني عمي أحمد بن بشار بن الحسن الأنباري، عن الفضل بن يحيى الأنباري، عن أبي عمر، عن عاصم ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html). قال أبي: قال لي عمي: كان الفضل قد أقام بمكة مجاوراً حتى أخذ القراءة عن أبي عمر" (28).

ونقل ابن الجزري عن الفضل أنه قال:" قرأت على حفص وكتب لي القراءة من أول القرآن إلى آخره بخطه" (29)، وفي قول الفضل هذا من الفخر والاعتزاز ما يدل على ثقته بشيخه أبي عمر حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ.

رابعاً: مناقشة واستنتاج:

إن ما تقدم من بيان لأقاويل المُجَرِّحِينَ لحفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) الأسدي ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html)، وأقوال المُعَدِّلِينَ له، يقتضي إعادة النظر في الموضوع كله، في ضوء الحقائق التي تكشفت من خلال البحث، وعلى النحو الآتي:

(1) إن تضعيف حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ في الحديث يحتاج إلى مراجعة، بل قد يحتاج إلى تعديل وتصحيح، وذلك بتغليب أقوال المعدِّلين له، لأن التعديل يُقبل من غير ذكر سببه، على الصحيح المشهور، ولا يُقبل الجرح ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) إلا مُبَيَّن السبب (30).

وقد اتضح أن سبب تضعيف حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) القارئ الرئيس هو قول شعبة بن الحجاج، وقد بان أن شعبة كان يعني حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) المنقري البصري، ويؤكد ذلك أن ابن سعد نقل عن شعبة أن حفصاً المنقري كانت لديه كتب استفاد منها أخو زوجته أشعث بن عبد الملك في معرفة مسائل الحسن، لأن حفصاً هذا كان أعلمهم بقول الحسن (31).

ولا يخفى أن تضعيف يحيى بن معين لحفص القارئ كان مبنيا ًعلى فهم غير دقيق لقول أيوب بن المتوكل، على نحو ما بيَّنت من قبل. وبناء على ذلك ينبغي أن يعتمد قول الإمام أحمد بن حنبل في توثيق حفص القارئ، ويحمل ما ورد من تضعيف على حفص آخر، لأن وجود عدد من الأشخاص يحملون اسم حفص بن سليمان ( http://www.maroc-quran.com/vb/t15388.html) قد أوقع بعض العلماء في الخلط بينهم، على نحو ما سنوضح بعد قليل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير