تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عذراً يا أُخَيّ فقد بدا لي في العبارة بعض التناقض والإشكال من جهة أني لم آت بأدلة على التواتر، وفي نفس الوقت أنك لا ترد التواتر، فعلام الإشكال على رواية حفص أو على سبيل الدقة في حروفه التي انفرد بها طالما أنك لا ترد تواترها؟!!!

ثالثا ما أراني ولا أي من الإخوة هنا إلا نحب كتاب الله ونذود عنه بأرواحنا

وهذا والله ما ألمسه، ومعاذ الله أن أشكك في حبِّ مسلمٍ (ولا سيما طالب علم وحق) لدينه وغيرته، فإنَّ المطلِّع على السرائر هو علام الغيوب -سبحانه-، ولكن ما أبتغيه هو التوضيح فقط.

ولكن فرق بين التحقيق العلمي وبين الرد العاطفي ولهذا فأنا أعفوا عنك لتطاولك في الكلام ووصفك لي بالجهل وأني أطعن في منهج السلف وأنا نطعن في عقائد المسلمين ونزعم عدم صحة القرآن عن النبي صلي الله عليه وسلم

عفا الله عني وعنك وعن كل الإخوة.

وأحسب أني لم أتطاول عليك في عبارة أو أتهمك -وحاشاك- بالجهل أو الطعن في منهج السلف أو الطعن في عقائد المسلمين، ولو كانت عبارتي تحتمل ذلك فإني أكرر إليك اعتذاري وأسفي.

وأشكر لك الدفاع عن كتاب الله تعالي علي كل حال وهذا والله أحب إلي ما دام في أسمي كلام وأرفع كتاب كتاب الله عز وجل

جزاك الله خيراً هذا من حسن أدب وجميل شيمك، وأنت الخليق بذلك.

رابعا قلت أني ما جئت بدليل واحد! بل أنت المطالب بالدليل فتواتر جميع رواية حفص لا يثبت بثناء علماء أثبات كبار كالذين نقلت عنهم إمامة حفص أو شهرته أو نحو ذلك فليس هذا دليلا علي تواتر جميع أفراد الرواية وإنما للتواتر شروط ليس هذا محلها

استشكلت عليّ هذه الجملة:

فالدليل الذي أوردناه هو قول الإمام البنا الدمياطي، وهذا ينطبق على جميع القراءات العشر، ورواتهم العشرون، ولا أدري بماذا يخرج حفص من هذا النقل؟ والبنا الدمياطي هذا هو أحد المحققين في هذا الفن، وأحد الذين تدور عليهم الأسانيد القرآنية في القراءات السبعة والعشرة، ولم ينفرد بهذا القول، بل سبقه إليه جماعةٌ من العلماء.

ثانياً: من المعلوم أن البينة على المدِّعي، وقد جاء عنكم أنكم تستشكلون رواية حفص أو الحروف التي انفرد بها، فالبينة تلزمكم، ولا تلزمنا.

ثالثاً: وهو إن شاء الله يحل النزاع في هذه المسألة، هو أن توفينا الكيل وتتفضل علينا فتأتينا بإحدى القراءات أو الرويات، ثم تطبق على حروفها التي انفردت بها عن سائر القراءات والروايات ما تطالبنا أن نطبقه على رواية حفص لنثبت تواترها، فيكون -تفضلا منك وتكرما- مثالا تطبيقيا علميا مفيدا.

وأذكر هنا (على سبيل المثال لا الحصر) أن رواية شعبة عن عاصم (كما ذكر أحد شيوخنا الأفاضل من علماء القراءات في كتاب له) بها ما يقارب 38 موضعاً قد انفرد بها عن القراء العشرة.

وهكذا كل القراء ورواتهم لهم انفرادات، وقد جمعها أحد الشيوخ في كتابٍ اطلعتُ عليه، ولكني لا أذكر اسمه الآن.

فإذا كان انفراد حفص ببعض الحروف يطعن فيها فهذا يلزم منه الطعن على ما انفرد به كل قاريء، وإن ليس فليس.

بيد أن انفرادات القراء هذه من قبيل الاصطلاح، وليس معناها -كما بينا سابقا- أنَّ القاريء أو الراوي هو الذي اختار هذه الرواية وانفرد بها، فإنفرادات الرواة والقراء تذكر ليعرفها الجامع للقراءات فلا يخلط بين القراءات أو الروايات أو يدخل بعضها في بعض، فهي تظهر مدى ضبط القاريء وإتقانه للقراءات والروايات.

ومن الأدلة على تواتر رواية حفص واشتهارها هو ذكر الأئمة لها في كتبهم، وأما دعوى الأخ سامح بأن رواية حفص اشتهرت عن طريق الدولة العثمانية، فأنا مستعدٌ أن أذكر له على الأقل أسماء عشرة كتب لم يدرك مؤلفوها الدولة العثمانية، وماتوا قبلها بزمنٍ طويل، يذكرون في كتبهم رواية حفص وأسانيدهم إلى رواية حفص.

قال السيوطي في الاتقان (1/ 209): تنبيهات: الأول لا خلاف أن كل ما هو من القرآن يجب أن يكون متواترا في أصله وأجزائه، وأما في محله وضعه وترتيبه فكذلك عند محققي أهل السنة للقطع بأن العادة تقضي بالتواتر في تفاصيل مثله، لا، هذا المعجز العظيم الذي هو أصل الدين القويم والصراط المستقيم مما تتوفر الدواعي على نقل جمله وتفاصيله، فما نقل آحادا ولم يتواتر يقطع ليس من القرآن قطعا ... إلخ كلامه رحمه الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير