3 - حفظ العورات وعدم إبداء الزينة. وذلك من قوله تعالى: (وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) (وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ). قال الإمام ابن جزي -رحمه الله-: "وحفظ الفرج المأمور به: هو عن الزنى، وقيل: أراد ستر العورة، والأظهر أن الجميع مراد " [8] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn8)
وقال تعالى: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور/31]
وذلك أن من أهم أسباب البعد عن الفاحشة = ستر العورات، لاسيما من النساء، وعدم إبداء الزينة، وقد حرم الإسلام على المرأة الزينة التي تفتن بها الرجال، سواء كان عن طريق النظر أو الشم أو السمع.
- فقد حُرّم على المرأة كشفُ شيءٍ من بدنها كالساقين والعضدين فضلاً عن غيرها من مواضع البدن (وهذا النظر)
- ونُهيت المرأةُ عن التعطر ثم الخروج للرجال، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه y قال: قال رسول الله r" أيما امرأة استعطرت فمرت على قومٍ ليجدوا من ريحها = فهي زانية" [9] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn9) .( وهذا الشم).
- ونُهيت المرأةُ أيضاً عن ضرب الأرض برجلها ليُسمع صوت خلخالها ونحوه من الزينة، قال تعالى: (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ) [النور/31].
قال الإمام ابن عطية –رحمه الله-: " وسماع هذه الزينة أشد تحريكاً للشهوة من إبدائها، ذكره الزجاج" [10] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn10).
وكذلك قال تعالى: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا) [الأحزاب/32] (وهذا السمع).
وبهذا نعلم أن الشريعة قد مَنَعت المرأة عن فتنة الرجال بأي طريقٍ كان، سواء عن طريق سمعه أو بصره أو شمه، فضلاً عن بقية حواسه.
4 - الزواج وتيسير أموره:
وهذا من أهم العلاجات والحلول لمشكلة الشهوة للنساء والرجال، وقد حث الله عليه هنا. فقال: (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ .. ) [النور/32].
" والأيامى جمع أيم، ويقال ذلك للمرأة التي لا زوج لها، وللرجل الذي لا زوجة له، وسواء كان قد تزوج ثم فارق، أو لم يتزوج واحد منهما" [11] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn11) .
وعن ابن مسعود y أن النبي rقال " يا معشر الشباب. من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج." [12] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn12).
- ومن كانت عنده مشكلة تعوقه عن هذا الزواج فلا يلتفت لها، وليتوكل على الله، قال تعالى: (.إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [النور/32].
وعن أبى هريرة y عن النبي rقال: "ثلاثةٌ حقٌ على الله عونهم: المكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف، والمجاهد في سبيل الله " [13] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn13)
5- الصبر والاستعفاف:
ومَنْ ضَاقت عليه السُبل ولم يستطع النكاح، فعليه أن يطلب العفاف، قال تعالى: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ .. ) [النور/33]
وقد حث ديننا على الصوم فإنه يقلل الشهوة، وذلك كما في حديث ابن مسعود y الآنف الذكر. و تتمته " .. ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء ".
¥