تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صلى الله عليه وسلم بسوط لم تقطع ثمرته (جديد) فقال إيتوني دون هذا، واتي بسوط قد أرم (قديم جدا) فقال إيتوني فوق هذا. وكذلك أمر سيدنا عمر للجلاد أن لا يرفع ذراعه عند الجلد وأن يوزع الجلد في مواطن متفرقة من الظهر وان يتجنب المواطن القاتلة كالرقبة مثلا والراس ... ويمكنك مراجعة هذه الآثار في موطأ الامام مالك.

كل هذا يفهمنا أن إقامة الحد رحمة، وأنه يبقى تعالى هو أرحم الراحمين مع انه امر بهذا الحد.

وأحيلك على كتاب (تفسير سورة النور لأبي الأعلى المودود) وليتني سطرت تفسيري لهذه السورة كاملا لكنت أرفقت لك نسخة فلطالما عشت مع هذه السورة ونفحاتها وأصلت دراستها من أمات كتب التفسير.

أما قولك:"وهذه عقوبةٌ نفسية غير تلك الجسدية، وذلك أن بعض الناس لا يهمه أن يُضرب مئات السياط والجلدات، ولكن لا يهون عليه ولا يتحمل الذل والفضيحة بين الناس، فمن لم تردعه العقوبةُ البدنيةُ وُضعت له العقوبةُ النفسيةُ " أيضا ليس هذا المراد: بل تقيد المشاهدين للعذاب بكونهم مؤمنين هو التخفيف على هذا الجاني مصابه، أن يفهم أن الحد رحمة به، وأن يفهم أن من تمام الرحمة أن الذي يشاهد عذابه مؤمن يتعظ لا منافق أو كافر يتشفى ويشمت، ولو كان المراد عقوبة نفسية كما ذكرت لسلط عليه المنافقون يرونه في التعذيب، ولا يخفى عليك حدة لسان المنافق.

والكافر سيقول اي دين هذا الذي اصحابه يزنون. لأجل ذكل كله قيد أن الطائفة المشاهدة للحد موسومة بالايمان.

ولاحظ أخي الكريم: أن هذا الجاني جاد بنفسه لحكم الله، ألا تذكر معي حديث النبي عليه الصلاة والسلام في شان الغامدية التي رجمت وإليك محل الشاهد كما هو في رواية مسلم:" ... ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر تصلي عليها؟ يا نبي الله وقد زنت فقال (لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى؟.

إذاً مشاهدة المؤمنين للعقاب ليس تعذيبا نفسيا بل مواساه له، فلولا إيمانه بعدل الله لما أسلم نفسه للحد.

ومن جهة أخرى لم يشهد تاريخ الحدود عند سلفنا أن أقيم الحد لشهود أربعة كما شرط القرآن. وكلهم أقيم عليهم الحد إقرارا وليس مشاهدة، وهذا يدل على مدى عظيم هذا التشريع.

الحقيقة في جعبتي الكثير حول قضية عقوبة الزنى وحكمة الشرع فيها لكن حسبي ما ذكرت.

وعذرا ان زل القلم او تعثر اللسان بشيء من مقامكم الكريم. وشكر الله لك موضوعك القيم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير