[عندما يوازن الشيطان بين التجويد و التدبر ويرجح أخفهما ضررا عنده ... !!]
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[16 - 09 - 10, 05:17 م]ـ
لعل العنوان غريب، لكنها مشاركة كانت في أصلها تعليقا على موضوع طرحه أحد الإخوة، حول سرعة قراءة القرآن بغرض المراجعة وهل يعتبر امتهانا له، وهو على الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1359004#post1359004 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1359004#post1359004)
لكن رأيت أن أفرد لها موضوعا خاصا لأن التعليق خارج بعض الشيء عن الموضوع كما أحببت مشاركات الإخوة والإدلاء بآرائهم وتجاربهم لعل الجميع ينتفع بها
" وإن كنت أظن أن لا ارتباط بين التلاوة المتأنية المجودة وبين التدبر والاعتبار، بل ربما كان الترتيل عائقا يحول دون استحضار العقل والقلب، وأظن كل مبتديء في التجويد يقع في هذا وقد يغتفر ذلك عند التعلم، لكن أن يستمر معه إلى ما بعد الإتقان ...
وكثيرا ما يحصل معي والله المستعان، ما إن أشرع في القراءة حتى يشرد ذهني، حتى إني أحيانا أتعمد ترك الترتيل وأخفض صوتي، وأقرأ بشكل عادي حتى يكون أدعى للتركيز، ومع ذلك كثيرا ما أجد نفسي مسوقا إلى التغني والشرود ثانية.
ومن تأملي في هذا بدا لي -والله أعلم- أن هذا من تلبيس الشيطان على من يريد التلاوة، حيث يزين له تحسين الصوت وضبط المخارج والاعتناء بالأداء - وهذا كله مطلوب قطعا - لكن يشغله بهذا عن التدبر في المعاني واستشعار كلام الله وهذا أعلى مرتبة بيقين " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ءاياته".
فالشيطان إذ لم يقدر أن يحول بينه وبين التلاوة جملة، عمل على تقليل الانتفاع ما أمكن فيشغله بمفضول عن أقضل، وبقليل النفع عن كثيره، وبقاصر ه عن متعديه (سبحان الله وكأنه ملم بفقه الأولويات وعلم المقاصد) ... وهذا مدخل من مداخله العجيبة (وأظنه المدخل السادس في عد ابن القيم لمداخل الشيطان)
وخير من هذا كله طبعا من جمع بين الأمرين: قراءة بترتيل وتدبر وتلك منزلة النبيئين والأصحاب ومن تبعهم بإحسان،
فيا لها من لذة وحلاوة ضللنا الطريق إليها وصدق من قال لو صفت قلوبنا ما شبعت من كلام الله.
وإنما تحصل هذه بالمجاهدة " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " ونعوذ بالله من قلب لا يخشع ".
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 02:23 ص]ـ
كلام رائع بارك الله فيك، وبلغنا هذا المقام وهذه المنزلة.
ـ[المخلصة]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:06 ص]ـ
صدقت
أعاني من هذا كثيرا
وقد اشتكت لي طالباتي عن هذا الأمر
عند الانتباه إلى التلاوة وقواعدها من إتمام حركات وأزمنة ومخارج وصفات ....
ينشغلن عن تدبر الآيات .. مع استخراج فوائد من الآيات ..
والمصيبة عندما تكون الآية آية عذاب
وقد مر معي مرة تدريب للطالبات على هذا المقطع:
(وإن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ... )
من حيث التفخيم والترقيق والأزمنة ..
وحزّ في نفسي أن أجعل الطالبات يتنبهن لما هو أقل في الأفضلية
أسأل الله أن يعينني على ما هو خير لي ولطالباتي ..
هل من طريقة مفيدة لتدبر الآيات والانتباه لأحكام التلاوة؟؟
ـ[(مريم)]ــــــــ[23 - 09 - 10, 12:39 ص]ـ
صحيح هذا يكون في مرحلة التعليم ... لكن بعد تمكن اللسان تنتهي المشكلة ... هذا من تجربة خاصة
ـ[أبو حمزة الدمشقي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 09:29 م]ـ
قيل: (إذا حسنت قراءة طالب العلم، بطلت صلاته)
طبعا لانشغاله بالتجويد عن التدبر،
سمعتها من شيخ كنت أقرأ عليه،
فهل هي صحيحة؟
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 04:18 م]ـ
قال د. عبد العزيز الحربي في كتاب تحزيب القرآن (ص 42):
أحفظ جملة عظيمة تنسب إلى ابن العربي، وهي:
" إن إبليس حين لم يستطع أن يشغل الناس عن القرآن شغلهم به عنه "