أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3

[ماذا عن تفسير صلاح الخالدي للقرآن؟]

ـ[ماهر الغامدي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 05:11 م]ـ

ترامى إلى أسماعنا كتابة تفسير القرآن الكريم للدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي، منذ أكثر من سنتين، وقال - حفظه الله - بأنه أنتهى من كتابة التفسير، وبانتظار أهل الخير - على حد تعبيره - لدعم نشر الكتاب.

فهل تم طبع الكتاب ونشره في المكتبات، أم أنه لم يطبع لحد الآن ..

وإن كان الجواب (بنعم)، فأي دار قامت بنشره، وفي كم مجلد يقع الكتاب؟ كيف يمكن الحصول عليه؟

أرجو الرد على هذه الأسئلة .. فهي مهمة جداً بالنسبة لي.

و الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي (حفظه الله) قد قام بالعمل على تقريب وتهذيب تفسير الطبري المعروف بـ (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) وسمّاه بـ (تفسير الطبري: تقريب وتهذيب)، ويقع في سبع مجلدات ضخمة ..
وكذلك تهذيب كتاب (تفسير القرآن العظيم) لابن كثير - رحمه الله. ولا أدري أطبع أم لم يطبع.
الدكتور صلاح الخالدي لديه طريقة خاصة بالتفسير .. فهو لا يعتمد في تفسيره على إعادة ما قاله السابقون، إنما يستخرج بطريقته الرائعة لألئ مخفاة، ولطائف قرآنية فريدة، وكنوز إيمانية عظيمة، ومكنونات المعاني والألفاظ .. ولديه تأثير ملموس لدى قارئ كتبه ومألفاته ..
فكلامه يلامس شغاف القلوب، ويجعل من عباراته الرنانة جواً إسلامياً يخلو بالقارئ إلى ظلالٍ إيمانية بعيدة عن الواقع المرير .. فتشعر وأنت تقرأ كلماته بأن الأوامر الربانية في القرآن العظيم موجة إليك مباشراً .. دون النظر إلى المسافة الزمنية التي تفصل بينك وبين فترة الوحي .. فتنشط - بحول الله - إلى امتثال أوامر الله، والانتهاء عما ينهى عنه .. وتلك رائعة من روائع هذا الشيخ المفضال ..
فهو يُجَرد تفسيره للآي من الأقوال الضعيفة والتأويلات الفاسدة والإسرائيليات .. ويُبقي لكَ النصوصَ واضحة المعالم، جلية المعاني، عصرية التفسير ..
كذلك وبعيداً عن الأجواء الإيمانية التي يستشعرها القارئ بحيث تجرك الكلمات تلو الكلمات حتى لكأنك تنسى نفسك واهتماماتك أثناء قراءتك لكتبه .. وما تلبث حتى تفاجئ بأنهاءك من قراءة الكتاب كله دون شعور منك!
أقول؛ بعيداً عن الأجواء الإيمانية، الشيخ يُبرز بصورة أساسية النموذج المثالي للإنسان - كما يريده الله - ويقارنه بالواقع الحظيظ الذي يعيشه الإنسان بعيداً عن منهاج الله في مجتمعات أسنت الحياة فيها فغدت في خواء وانتكاس!
الشيخ يركز في كتاباته لا - سيما في المؤلفات التي تعنى بالقرآن والتفسير والتأويل - على الشخصية الإسلامية .. في إخلاصها وتجردها، في عبوديتها وخضوعها - لله وحده، في هدفها وغاياتها، في شجاعتها وتوكلها، في ريادتها للأمم وعلوها للهمم، في تقواها لله ورقة قلبها منه .. وبغضها لأعدائه والغلظة عليهم، في ولائها وبراءها، في تعاملها مع الإخوة المؤمنون .. والأعداء الكافرون.
ومنهجه الدعوي الإيماني الجهادي يكاد ينفرد به في هذا العصر .. فيركز على حقيقة اليهود من خلال النصوص القرآنية التي عنت في إظهار حقيقتهم .. عبر الزمان المتطاول .. مع انبياءهم وصالحيهم .. ومن خلال تاريخهم الأسود.
وله في هذا المجال كتب رائعة منها (الشخصية اليهودية من خلال القرآن)، (إسرائيليات معاصرة)، (حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية)، (حديث القرآن عن التوراة.) .. إلخ.
وكذلك تركيزه على جيل الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - كونهم الرعيل الأول الذي تربى على يد النبي صلوات الله وسلامه عليه، وفيهم كان يُنزل القرآن، وعنه كانوا يذودون، ولراياته ناصرون .. فكانوا بذلك (خير أمة أخرجت للناس)، وله بذلك دراسات مستقلة هادفة منها (الخلفاء الراشدون بين الاستخلاف والاستشهاد)، (صور من جهاد الصحابة .. عمليات جهادية خاصة تنفذها مجموعات خاصة من الصحابة
)، (سعد بن أبي وقاص: السبّاق إلى الإسلام والمبشر بالجنة والقائد المجاهد)، ..
فهم الجيل المثالي الذي يجب على الأمة أن تحذو حذوه، وتأخذ من المنبع الذي أخذوا منه - وهو كتاب الله وسنة رسوله.
¥