تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[نياف]ــــــــ[23 - 11 - 05, 10:39 م]ـ

نظرة في صفات الحروف


بمناسبة طرح الأستاذ فرغلي لتجويد الحروف، وبيان ما يقع من الخطأ في نطقها، حيث رأيته يذكر صفات كل حرف من الحروف، أقول:
إن صفات الحروف من الموضوعات المهمة في الدراسات الصوتية التجويدية، وبمعرفتها يتبن كثير من الفوائد الصوتية؛ كمعرفة أسباب قلب حرف إلى حرف آخر ـ مثلاً ـ وإدغام حرف في حرفٍ، وغيرها من الفوائد.
وعندي في صفات الحروف تساؤلات، منها:
1 ـ هل الصفات التي تُدرس من خلال الجزرية ثفات متفق عليها بحيث لا يُزاد عليها ولا ينقص منها؟
2 ـ ما حال الصفات التي ذكرها السابقةن، ولم يتعرض لها ابن الجزري، كالصفات التي ذكرها مكي بن أبي طالب في كتابه الرعاية.
إن المتأمل في الصفات التي ذكرها ابن الجزري يجد الملحوظات الآتية:
أولاً: إن بعض الصفات لا علاقة لها بالصوت، ولا تؤثر في طريقة خروج الحرف، وهي صفة الذلاقة وضدها الإصمات، فهاتان الصفتان لهما علاقة بالعربية، حيث يعرف العربي من الحرف المُعرَّب أو الأعجمي، كما نصَّ على ذلك الخليل في كتاب العين، قال: (( ... فإذا وردت عليك كلمة رابعية أو خماسية مُعرَّاة من حروف الذلق أو الشفوية، ولا يكون في تلك الكلمة من هذه الحروف حرف واحد أو اثنان أو فوق ذلك؛ فاعلم أن تلك الكلمة محدثة مبتدَعة ليست من كلام العرب؛ لأنك لست واجدًا من يسمع من كلام العرب كلمة واحدة رباعية او خماسية إلا وفيها من حروف الذلق والشفوية واحد أو اثنان أو أكثر ... )) العين 1: 52.
وحروف الذلق والشفوية عنده هي (ر ل ن ف ب م) ثلاثة ذلقية، وهي (ل ن ر) وثلثة شفوية (م ب ف) العين 1: 51.
وما كان هذا شأنه من أمر الصفة، فهو بمعزل عن أن يكون له تأثيرٌ في صوت الحرف.
وإذا كان كذلك فذكره في صفات الحروف فضلة، بل لا داعي له، والله أعلم.
ثانيًا: من الصفات ما يكون له أثر في قوة الحرف دون أن يكون له أثر مباشر في نطقه، فالهمس ـ مثلاً ـ لو نُطِقَ حرف من حروفه بدونه لم يخرج هذا الحرف، أما الإطباق، فلا يُتصَّورُ عدم الإتيان به، وكذا الانفتاح، لذا لا تجد مقرئًا يُدرِّس التجويد يقول للمتعلم أطبق هذا الحرف أو افتح هذا الحرف.
وذكر الإطباق والانفتاح إنما يفيد في معرفة الحروف التي اشتملت على صفات قوية وصفات ضعيفة.
والذي يظهر لي الآن أنه لو لم تُذكر هاتان الصفتان فإنهما لا تؤثِّران في أداء الحرف من الجهة الصوتية بخلاف ترك الهمس أو الشدة وما يضادهما، أو ترك القلقلة، فإن لتركها أو العمل بها أثر في نطق الحرف، والله أعلم.
ثالثًا: تذكر صفات بعض الحروف، ولا يُحرَّر المراد بالكيفية، فالصفير ـ مثلاً ـ في السين والصاد والزاي هل المطلوب الإتيان بالحرف مصفورًا واضح الصفير، أم المراد أنهما قابلان للصفير؟
والمراد بكلامي هنا: مالمقدار المطلوب في هذه الصفة؟
فأنت تقول للمتعلم: قلقل حرف القاف، ولا تراك تقول له: اصفر حرف الصاد.
رابعًا: صفة الانحراف التي في اللام والراء من حقها أن تُذكر في المخارج دون الصفات، ولا أثر لمعرفة هذه الصفة في باب الصفات، ومما يدل على ذلك ما يقع من الغفلة عن التنبيه على مخرج اللام بدقَّة بسبب عدم الكلام عن الانحراف في مخرج اللام، فإنهم يصفون مخرج اللام فيقولون: أدنى حافة اللسان إلى منتهاها مع ما يحاذيها من اللثة العليا.
ويصفون مخرج النون فيقولون: طرف اللسان تحت مخرج اللام قليلاً مع ما يليه من لثة الأسنان العليا.
لاحظ قولهم: تحت مخرج اللام، واللام لا تخرج من طرف اللسان بل من حافته، فمن أين جاءت تحتية الطرف للام؟
جاءت هذه من كونه يقع للام بعد استوائها في هذا المخرج المذكور انحرافٌ للطرف، فيعمل الطرف مع الحافة عند خروج اللام، فالحافة أصل في المخرج وعمل الطرف بسبب الانحراف عند نطق اللام.
فقولهم تحت مخرج اللام غير دقيق، إذ لابدَّ من تقييدة بعبارة المنحرف، فيقال: تحت مخرج اللام المنحرف؛ لأنه هو الذي يكون تحته مخرج النون.
أما في الراء، فهم يشيرون ـ في الغالب ـ إلى الانحراف الكائن في الراء، حيث ينحرف من الطرف إلى ظهره، وقد يسميه بعضهم رأس ظهر الطرف.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير