عن ابن عباس في قوله: (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) قال: هذه مفصولة (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ).
وعن أبي الضحى: (أولئك هم الصديقون)، ثم استأنف الكلام فقال: (والشهداء عند ربهم).
وعن الضحاك قال: (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) هذه مفصولة، سماهم الله صديقين بأنهم آمنوا بالله وصدقوا رسوله، ثم قال: (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ). الآثار في تفسير الطبري، ط: الحلبي (27: 230 ـ 231).
4 ـ قوله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ 0 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَام) (الرحمن: 26 ـ 27).
قال السيوطي: ((وصح عن الشعبي أنه قال: إذا قرأت: (كل من عليها فان) فلا تسكت حتى تقرأ: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام). قلت: أخرجه ابن أبي حاتم)) الإتقان (1: 222).
5 ـ قوله تعالى: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ) (الرعد: 17).
قال ابن جريج: أخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهدا يقول: (((أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها) قال: ما أطاقت ملأها فاحتمل السيل زبدا رابيا، قال: انقضى الكلام، ثم استقبل، فقال: (ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله) قال: المتاع: الحديد والنحاس والرصاص وأشباهه (زبد مثله) قال: خبث ذلك مثل زبد السيل. قال: وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض فأما الزبد فيذهب جفاء، قال: فذلك مثل الحق والباطل)) تفسير الطبري، ط: الحلبي (13: 135).
6 ـ قوله تعالى: (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) (الذاريات: 17).
قال الطبري: ((حدثت عن الحسين قال سمعت أبا معاذ يقول أخبرنا عبيد قال سمعت الضحاك يقول في قوله: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون): قال الله: (إن المتقين في جنات وعيون) إلى (محسنين)؛ كانوا قليلا، يقول: المحسنون كانوا قليلا، هذه مفصولة، ثم استأنف فقال: (من الليل ما يهجعون). تفسير الطبري، ط: الحلبي (26: 199).
7 ـ قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ) (محمد: 20 ـ 21).
قال الطبري: ((حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة: (فأولى لهم) قال: هذه وعيد، (فأولى لهم)، ثم انقطع الكلام، فقال: (طاعة وقول معروف))). تفسير الطبري، ط: الحلبي (26: 55).
8 ـ قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الأعراف: 189 ـ 190).
عن السدي قال: ((هذا من الموصول والمفصول؛ قوله: (جعلا له شركاء فيما آتاهما) في شأن آدم وحواء، ثم قال الله تبارك وتعالى: (فتعالى الله عما يشركون)، قال: عما يشرك المشركون، ولم يعنهما)) تفسير الطبري، ط: الحلبي (9: 149).
قال السيوطي: ((وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: (فتعالى الله عما يشركون) هذه فصل بين آية آدم خاصة في آلهة العرب.
¥