تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 ـ أنها وردت في قصة موسى عليه السلام.

2 ـ أنها وردت في الجزء الشمالي من جزيرة العرب.

والذي يظهر ظنًّا ـ والله أعلم ـ أن إطلاق الطور على الجبل في عهد موسى عليه السلام كان شهيرًا، يوازي إطلاق لفظ الجبل، فذكر الله ما كان منطوقًا عندهم في وقتهم.

ويكون إطلاق الطور على جبل بعينه؛ كالطور الذي كلَّم الله عليه موسى عليه السلام، أو الطور الذي ووُعِد عنده بنو إسرائيل، أو أن الطور ما يكون فيه نبات، فإن ذلك كله من باب إطلاق اللفظ المطلق على فرد من أفراده، وذلك معروف من أساليب العرب في الخطاب، وقد ورد في القرآن؛ كقوله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم)، و لا تخرج هذه الأقوال في الطور به عن أن يكون المراد به الجبل.

ولا يقال: إن من كان في ذلك الوقت لم يكونوا عربًا، فكيف حَكَمْتَ بذلك؟

والجواب عن ذلك أن يقال: إن العربية قديمة جدًّا، ولا يماري في ذلك إلاَّ ممارٍ جَدِلٌّ لا يريد الوصول إلى الحقِّ، وأُلْمحُ إليك بتلميح سريع جدًّ:

1 ـ النبي صالح عليه السلام من أنبياء العرب الذين ظهروا في جزيرة العرب، واسمه مأخوذ من مادة (صَلَحَ)، وهي مادة ـ كما ترى ـ عريقة قديمة، وغيرها كثيرٌ جدًّا.

والنبي صالح عليه السلام سابق للنبي إبراهيم عليه السلام، ومن باب أولى أن يكون سابقًا لبني إسرائيل، فالعربية قديمة جدًّا، وهي قبل هؤلاء بلا مراء.

2 ـ أنه قد ذكر المؤرخون أنه قد خرجت خمس هجرات ضخمة من جزيرة العرب إلى شمالها في بلاد العراق والشام، وكانت أوائلها قديمة جدًّا، وقد استوطنت هذه الشعوب العربية المهاجرة من جنوب الجزيرة ووسطها مناطق الشمال في العراق والشام، وتناسلوا فيها وأقاموا حضارات لازالت بعض آثارها شاهدة عليهم. بل انطلقوا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وعمروا أجزاء من شواطئه، كما عمروا مصر وليبيا، وحالهم في ذلك كحالنا نحن العرب اليوم من الامتداد والاتساع.

لكن الذي حصل ـ مع الأسف ـ أنَّ منطقتنا العربية قد غُرِّبت في دراساتنا، فصرنا نتلقَّف ما يمليه الأساتذة المستشرقون دون وعي لما حصل منهم من تزييف لتاريخ هذه المنطقة العريق عروبةً لغة وتاريخًا، والله المستعان.

ومن الملاحظ أنهم اعتمدوا الأسماء التي وردت في التوراة على أنها أسماء لا خلاف فيها، وأنهم أقوامٌ متعدِّدوا الجنسيات لا علاقة بينهم، كما لا علاقة بين العربي والهندي، والعربي والبريطاني. والأمر ليس كذلك، فهم شعوب عربية تتحدث لغة مشتركة، وينفرد كلٌّ منهم بلهجته الخاصة، كما هو الحال يوم نزلت الرسالة، والحال التي نعيشها اليوم.

وهذا موضوع قد طرحه بعض المعاصرين، ووضحوه وضوحًا بيِّنًا، منهم الدكتور محمد بهجت القيسي في كتابه المتميِّز (ملامح في فقه اللهجات العربيات من الأكادية والكنعانية وحتى السبئية والعدنانية).

والمقصود أنَّ لفظ الطور مما نطق به موسى عليه السلام، وهو مما بقي من الألفاظ العربية في اللهجة السائدة في عصره، ونطق به العرب من بعده، والله أعلم.

ولا تفهم من قولي هذا أن موسى عليه السلام كان يتكلم لغة العرب التي استقرت ونزل بها القرآن، وإنما كان يتكلم بلغة عربية قديمة فيها أصول اشتقاق الألفاظ التي نطق بها العرب، وإن كان قد يختلف طريق نطقها عما هو عليه نطق من قاربه من الشعوب العربية الأخرى، كما أنه ـ بلا شكٍّ ـ يخالف اللغة التي نزل بها القرآن نطقًا ونحوًا، وإن اتفق معها جذورًا، والله أعلم.

هذا وللحديث بقية، والله الموفق.


الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض
[email protected]
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1788

ـ[نياف]ــــــــ[23 - 11 - 05, 10:43 م]ـ
(2) نظرات في المعرب (موسى عليه السلام في مدين)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير