[القارئ المنافق]
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[22 - 10 - 10, 01:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ..
والصلاة والسلام على محمد خير من سار على التراب
وبعد:
[القارئ المنافق]
يا له من عنوان أليم!
قال صلى الله عليه وسلم
" أكثر منافقي أمتي قراؤها " ورواية " أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها "
رواه أحمد والبيهقي والطبراني وقال الأرناؤوط صحيح وهذا إسناد حسن
وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 386: ورد من حديث عبد الله بن عمرو
و عقبة بن عامر، و عبد الله بن عباس، و عصمة بن مالك.
بعض الشروح:
- قال البيقهي شارحا: القراء: حفظة القرآن ومن يجيدون قراءته!
- وفي فيض القدير ج2:
[ .. أي الذين يتأولونه على غير وجهه ويضعونه في غير مواضعه أو يحفظون القرآن تقية للتهمة عن أنفسهم وهم معتقدون خلافه، فكان المنافقون في عصر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة، ذكره ابن الأثير .. وقال الزمخشري: أراد بالنفاق الرياء لأن كلا منهما إرادة ما في الظاهر .. ] ا هـ
- وقال صاحب معاني الأخيار في مقارنة بين حال المنافق والقارئ المرائي:
[ .. والله أعلم هذا نفاق العمل لا نفاق الاعتقاد، وذلك أن المنافق هو الذي أظهر شيئا وأضمر خلافه، أظهر الإيمان بالله لله، وأضمر عصمة ماله ودمه، والمرائي بعمله الدار الآخرة، وأضمر ثناء الناس وعرض الدنيا، والقارئ أظهر أنه يريد الله بعمله ووجهه لا غير، وأضمر حظ نفسه وهو الثواب، ويرى نفسه أهلا لذلك، وينظر لعمله بعين الإجلال، فلأن كان باطنه خلاف ظاهره صار منافقا إذ المنافق بإيمانه قصد حظ نفسه، والقارئ بعمله قصد حظ نفسه فاستويا في القصد، ومخالفة الباطن والظاهر، فاستويا في الإثم لاستوائهما في القصد والصفة، فالمنافق راءى الإمام والسلطان وعوام المسلمين، والمرائي راءى الزهاد والعباد، وأرباب الدين، والقارئ راءى الله عز وجل فصال بعمله، وأعجب بنفسه، وتمنى على ربه.
- وقال شارح كتاب الاستذكار لابن عبد البر:
[ .. أن القرآن قد يقرؤه من لا دين له ولا خير فيه ولا يجاوز لسانه وقد مضى هذا المعنى عند قول بن مسعود {وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير قراؤه تحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده}
وذكرنا هناك قول رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر منافقي أمتي قراؤها وحسبك بما ترى من تضييع حدود القرآن وكثرة تلاوته في زماننا هذا بالأمصار وغيرها مع فسق أهلها والله أسأله العصمة والتوفيق والرحمة فذلك منه لا شريك له .. ] ا هـ
...
وبغض النظر عن الاختلاف حول إن كان نفاق اعتقاد أو عمل وما إلى ذلك
فالحديث مخيف .. مخيف جدا .. حتى بأخف معانيه!
فيا قارئ القرآن احذر احذر احذر ولا تغفل عن قلبك طرفة عين ..
سَلِّم أمرك لله وتذكر أنه أخفى من دبيب النمل .. فعليك بما وُّصِيَ بِه صِدِّيق هذه الأمة:
" اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلم "
وحين تصبح وحين تمسي
" يا حي يا قيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين "
...
فأخلِص تُخْلص (وتكون من المُخلَصين المتخلصين مِن احتناك إبليس)
واصدُقْ تُصدق (فإن النبي لما رأى مصرع عبد الله بن جحش قال: صدق الله فصدقه الله)
أتُراك
تتخذ القرآن حبل نجاتك .. أم يكون بِه هلاكُكْ
أحملته مسارعا نحو الجِنان .. أم كالحمار يحمل أسفارا!
أعلم أنها وقفة مؤلمة وقاسية .. ولكن .. هي الحقيقة ولا بد من المواجهة
وأعدكم بالأمل في وقفتي التالية بإذن الله
وخلاصة العِلاج:
بالقرآن عالج نفسك وطهر قلبك .. تَدَبّر وستجد فيه دوائك!
طهر الله قلبك ونوره بنوره.
(وأقم من الإخلاص قصرا شامخا؛*؛ يدني على عينيك كل بعيد
كم قارئ في الناس يحمد ذكره؛*؛ ويكون عند الله غير حميد
....
يا قارئ القرآن لا تركن إلى؛*؛ مدح العباد ومنطق التمجيد (
شعر , عبد الرحمن العشماوي .. مقتبس من موقع صيد الفوئد
ـ[محمد حمدي عبد الوهاب]ــــــــ[22 - 10 - 10, 04:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 10 - 10, 04:51 م]ـ
سبحان الله إن الشيطان و الهوى يحثان الإنسان على النفاق في هذا الجانب فتجد المرء يشرك حب الرياء بإخلاص العمل لله وحده و هذا هو الخسران. نعوذ بالله من النفاق و الرياء و الكِبر و نعوذ به سبحانه من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا.
بارك الله فيكم على الطرح الموفق (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى? تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ?55?)
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[22 - 10 - 10, 05:53 م]ـ
لعلَّ هذا الرَّابط فيه ما يفيد في هذا الحديث:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=124875#post124875
ـ[أبو ابراهيم البريطاني]ــــــــ[23 - 10 - 10, 12:13 ص]ـ
لعلَّ هذا الرَّابط فيه ما يفيد في هذا الحديث:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=124875#post124875
الشيخ المفضال أبو إسحاق الحضرمي
الرجاء الاتصال بي
أخي لقد استجزت لك من بعض المشايخ وأحتاج ايميلك لكي أرسلهم لك