تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

{وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} وخطوات الشيطان فى هذه المرحلة تكون بمحاولة التثبيط عن السنن والتقليل من أهميتها، ليسهل عليه بعد ذلك التثبيط عن الفرائض، فالشيطان لن يأتى لمن يقيم الليل ويقل له اترك صلاة الفجر.

وأيضا من خطواته الأز على التوسع فى المباحات، فتكون الخطوة الثانية الوقوع فى المكروهات، والخطوة الثالثة ارتكاب المحرمات.

لذلك قال تعالى {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} ولم يقل ولا تتبعوا الشيطان، لأن هذا قد يخفى عن البعض، نسأل الله السلامة.

إذاً السبب الثانى من أسباب الإنتكاس: التوسع فى المباحات وفعل المكروهات.

فإذا تمسك الإنسان بشرائع الإسلام ولم يتوسع فى المباحات ولم يرتكب المكروهات وكان ذو علم وعبادة ولكنه زل وانتكس!!!!!!!

لا يوجد سبب ظاهر للإنتكاس، فيبين الله لنا السبب فى قوله تعالى {فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)}

فهذا الذى زل شهد الله له بالعلم {مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ} وكان متمسك بشرائع الإسلام صوام قوام طالب علم مجتهد، ولكنه زل وانتكس والسبب بينه الله فى تذيل الأية {فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} فهذا الذى زل لم يعلم أن الله عزيز، لم يعلم العلم المقتضى للعمل، أى لم يعمل بمقتضى الإسم، لم يذل لله عز وجل، إنما رأى عمله فتكبر وأصابه العجب والغرور، فكان مقتضى اسم الله الحكيم أن ينتكس، ليعلم أن توفيقه من الله جل وعلا فيتضرع لله ويذل نفسه له سبحانه وتعالى، فيكون بهذا تعبد باسم العزيز، فالله جل وعلا أزله بمقتضى "الحكيم" ليتعبد بمقتضى "العزيز" لذلك ذيل الله الأية بهذين الإسمين {فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}

فأسباب الإنتكاس من هذه الآيات:

1 - التفريط فى بعض شرائع الإسلام.

2 - التوسع فى المباحات وارتكاب المكروهات.

3 - العجب والغرور ورؤية النفس.

4 - عدم فقه التعبد بأسماء الله وصفاته.

والله أعلم.

الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

ـ[عبد الله العايضي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 06:48 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[30 - 10 - 10, 08:15 م]ـ

وجزاك بالمثل أخى الحبيب.

ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[31 - 10 - 10, 09:33 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،

قال تعالى: {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}

كلنا نعلم أن أية الكرسى هى أعظم أية فى القرآن بنص كلام النبى صلى الله عليه وسلم، وذلك كونها تضمنت أكثر من اثنين وعشرين (اسم، ووصف، وفعل) لله جل وعلا، فأحاول الوقوف عليهم وفهم معانيهم بايجاز، والله المستعان.

1 - اللَّهُ: الاسم العلم على ذات الله جل وعلا، وهو متضمن معانى التوحيد الثلاثة، كما أنه مرجع جميع الأسماء الحسنى.

لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ: كلمة التوحيد، وهى نفى الألوهية عن الجميع، واثباتها لله وحده لا شريك له، وهى تضمنت صفتين لله تعالى:

2 - أحدهما: الألوهية.

3 - الثانية: الوحدانية، فالله جل وعلا انفرد بالوحدانية، وتفرد بالكمال المطلق فى كل شئ سبحانه وتعالى.

4 - الْحَيُّ: اسم من أسماء الله الحسنى، فهو سبحانه حى لا يموت، وجميع الأسماء تدل على اسم الله الحى باللزوم.

5 - الْحَيُّ: منه صفة الحياة، وحياة الله جل وعلا أولية بلا ابتداء، آخرية بلا انتهاء، لا يعتريها نقص ولا مرض، وهى من الصفات الذاتية اللازمة التى لا تتعدى لمفعول.

6 - الْقَيُّومُ: القائم بنفسه سبحانه، قيم السموات والأرض، القائم على جميع أحوال الخلائق.

7 - الْقَيُّومُ: ومنه صفة القيومية، وهى صفى ذاتية متضمنة لجميع صفات الأفعال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير