ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[07 - 11 - 10, 11:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
قال تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (24)} [الأنعام:22 - 24]
هذه الأيات نزلت فى كفار قريش لكن بها معانى عظيمة نريد أن نسقطها على واقعنا، وكأن الله جل وعلا يتكلم عن مشركى زماننا فى هذه الأيات.
قال تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ}
هذا هو الخطر العظيم أن يكون بداخل الواحد منا شرك خفى وهو لا يدرى، فالله جل وعلا يقول {ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ} فشهد جل وعلا أنهم مشركين، وهم يقولون {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِين} فهم يقسمون بالله أنهم ما كانوا مشركين، فقد يكون بداخل أحدنا شرك وهو لا يدرى، كحب أى أحد مثل حب الله، أو تعلق القلب بالأسباب، أو خشية أى مخلوق كخشية الله؛ فأى منا إلا من رحم الله حين يوجه إيه هذا الكلام، يقول أنا؟!! لا لا أنا بحب ربنا أكثر من أى حاجة، أنا أخشى الله وأتوكل عليه، وقد يكون فيه كل هذا وهو لا يدرى، ويشهد لهذا قول النبى صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس رضى الله عنهما " الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا " (صححه الألبانى، صحيح الجامع 3730) فالنبى صلى الله عليه وسلم بَين أن الشرك فى هذه الأمة أخفى من أن يُرى أو يحس به، ومن أخطر أنواع هذا الشرك الخفى الرياء، لأنه مدخل الشيطان على العلماء وطلبة العلم خاصة، وهو أخفى من غيره، فالواحد منا قد يطلب العلم ويجتهد فى تحصيله طلبا للشهرة والرئاسة، أو ليقصده الناس ويستفتونه، ويقال عليه عالم وفقيه إلى آخره، والأخطر أن لا نشعر ولا ندرى ونظن أننا نخلص لله جل وعلا ونقول {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}، ومثله حديث أول ثلاثة يسعر بهم النار، فأولهم العالم الذى علم ليقال عالم، فهو كان يظن أنه مخلص، لذلك حين عرفه الله نعمه عليه وسأله ماذا عملت، قال علَّمت فيك العلم يا رب، نسأل الله السلامة.
ثم قال تعالى {انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} هذا فى الدنيا، أى انظر نظر تعجب ممن يزكى نفسه ويقول أنا أعلم من نفسى الإخلاص، أنا عملى خالص لله، ولا أحب غيره، ولا أخشى سواه، أنا لا أريد بعملى إلا الله، أنا أبعد الناس عن الشرك فيقول الله جل وعلا {انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} فهو يكذب على نفسه وهو لا يدرى، فإذا كان نبى الله إبراهيم عليه السلام وهو شيخ الموحدين وإليه تنسب ملة الإسلام وخليل الرحمن يقول {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} فهو يخشى على نفسه من الشرك الظاهر، فكيف بى وبك ألا نخشى على أنفسنا من الشرك الخفى الذى أخفى من دبيب النمل.
فعلينا أن نتفقد قلوبنا هل بها تعلق بغير الله، حب لغير الله إلى غير ذلك، وأعمالنا هل هى خالصة لله أم نريد بها ثمنا قليلا، فعلينا أن نتهم أنفسنا، وأن نتحرى الإخلاص فى القول والعمل، والله الموفق.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[07 - 11 - 10, 11:46 م]ـ
نفع الله بكم
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[08 - 11 - 10, 12:30 ص]ـ
ونفع بك؛
جزاك الله خير
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[11 - 11 - 10, 07:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
¥