{النكت الملمّة بتضعيف وجه الإبدال في كلمة (أئمّة) (من طريق الشاطبية)}
ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[20 - 11 - 10, 07:35 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد
فقد أورد الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف بحثا وسمه بـ (الإبدال في " أئمة " صحيح ومقروء به من طريق الشاطبية) ذكر فيه أن وجه الإبدال ياء من طريق الحرز ويؤخذ من قول الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى: (وسهّل سما وصفاً وفي النحو أبدلا) ثم استشهد ببعض النقولات للأئمة " الأعلام.
وذكر الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف سبب بحثه في هذا الأمر فقال:
عند مطالعتي لكتاب الضابطيّةُ للشاطبيّة اللاميّة للعلامة ملا علي القارئ (ت1014) وقفت على تعليقه لكلام الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى: (وسهّل سما وصفاً وفي النحو أبدلا): فقال عليه رحمة الله تعالى مستدركاً عليه: "فقلتُ: (وسهّل سما وأبدل وفي النحو فُضّلاَ)، أي فُضّل الإبدال عند النحاة عكس القراء حيث فُضّل التسهيل عندهم مع اتّفاق الفريقين على جواز الوجهين."انتهى كلامه عليه رحمة الله تعالى. قال المحقق للكتاب: "قلتُ: وجه اعتراض المؤلف هنا غير صحيح لأنّ وجه الإبدال مع كونه صحيحاً متواتراً إلاّ أنّه ليس من طريق الشاطبية ولا يُقرأ به من طريق التيسير." انتهى كلامه. ثمّ نقل كلام صاحب غيث النفع، وذكر بعض المراجع كالنشر والوافي في شرح الشاطبية للشيخ القاضي عليه رحمة الله تعالى.) ا. هـ
وقبل الجواب علي ما ذهب إليه أقدم مقدمة يسيرة في أصل الموضوع فأقول:
اختلف القراء في كلمة " أئمة " وقد وردت في خمسة مواضع:
"" أئمة "" في التوبة (فقاتلوا " أئمة " الكفر) وفي الأنبياء (" أئمة " يهدون بأمرنا) وفي القصص (ونجعلهم " أئمة ") وفيها (وجعلناهم " أئمة " يدعون إلى النار) وفي السجدة (وجعلنا منهم " أئمة ").
فحقق الهمزتين جميعاً في الخمسة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي.
وقرأ الباقون بالتسهيل وهم: نافع وأبو عمرو. وابن كثير.
قال الشاطبي رحمه الله:
و" أئمة " بالخلف قد مد وحده ... وسهّل سما وصفاً وفي النحو أبدلا.
ومنظومة الشاطبية نظم لكتاب التيسير ومختصر له "وفي يسرها التيسير رمت اختصاره " وكذا مستقل بزياداتها "وألفافها زادت بنشر فوائد".
فالبحث إذن من جهتين:
الأولي: جهة الداني سواء كان الوجه ثابتا عند الداني في التيسير أو في كتاب آخر عنده.
الثانية: جهة الشاطبي بالنظر في أقوال شراح المتن.
أخذ الداني بالتسهيل قولا واحدا:
قال الداني في التيسير:"قرأ الكوفيون وابن عامر {" أئمة " الكفر} بهمزتين حيث وقع وأدخل هشام من قراءتي على أبي الفتح بينهما ألفاً والباقون بهمزة، وياء مختلسة الكسرة من غير مد" (ص302).
وذكر الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف مقصد الداني قائلا: ومراده بياء مختلسة الكسر بين بين لقول ابن الجزريّ بعد عزوه وجه التسهيل لأصحابه: "وهو – أي التسهيل بين بين – معنى قول صاحبي التيسير والتذكرة وغيرهما بياء مختلسة الكسرة." (النشر1/ 379).
أقول: ولم يذكر ابن الجزري في تحبير التيسير سوي التسهيل فقال: قرأ الكوفيون وابن عامر {" أئمة " الكفر} بهمزتين حيث وقع وأدخل هشام من قراءتي على أبي الفتح بينهما ألفاً والباقون بهمزة، وياء مختلسة الكسرة من غير مد أي بين بين لكن أبوجعفر بالمد علي أصله) ص388 فلم يتطرق ابن الجزري لذكر البدل ياء هنا.
وقال أبو عمرو الداني في جامع البيان: "وإنّما يتحقّق إبدالها ياءً محضة الكسرة في مذهب من لم ير التحقيق ولا بالفصل، وهو مذهب عامّة النحويين والبصريين، فأمّا من يرى ذلك وهو مذهب " أئمة " القراء، فلا يكون إلاّ بين بين." (ص534).
وقوله " فأمّا من يرى ذلك وهو مذهب " أئمة " القراء، فلا يكون إلاّ بين بين" أي أن مذهب القراء بين بين.
¥