وقال الجعبري: "ولم يُنبّه – أي الداني في التيسير – على ما نبّه عليه الناظم من أنّ قياس التخفيف عند النحاة إبدال الهمزة ياءً مكسورة وبه أخذ مكّي وابن شريح. وليس معنى كلامه أنّ كلّ القراء سهّلوا وكلّ النحاة أبدلوا بل الأكثر من الكلّ على ما ذكروا الأقلّ على العكس، ووافق في قوله: وفي النحو أبدلا قول مكي، والنحويون يقولون إنّ الثانية ياء مكسورة." (كنز المعاني 2/ 416 الطبعة المغربية).
وقول الجعبري "ولم ينبه" هذا بمجرد التنبيه فقط وليس أخذا للقراءة وهذا يدلك عليه قوله " قياس التخفيف عند النحاة إبدال الهمزة ياءً مكسورة وبه أخذ مكّي وابن شريح." انظر كيف نسب وجه البدل ياء إلي مكي وابن شريح فقط ولم ينسبه للشاطبي أو الداني.
أما قول العلامة ابن القاصح وهو يتحدث عن كلمة " أئمة ":" .. قلت يريد التسهيل وأما البدل فمن الزيادات.
توضيح ":اعلم أن في لفظ " أئمة " أربع قراءات لنافع وابن كثير وأبي عمرو قراءتان:
* التسهيل * البدل ... ) ص68
فابن القاصح رحمه الله أخذ بهذا القول علي ما استقر عنده من صحة القراءة بوجه الياء وهو بعد ابن الجزري وهو ينقل عن ابن الجزري دائما كما في رسالته في وقف حمزة. وليست دلالة علي جواز الوجه للشاطبي.
حجة قوية في أن الشاطبي لا يأخذ بالبدل كقراءة:
قال ابن الجزري في نشره: فالمتحركة لا تكون إلا بالكسر وهي كلمة واحدة في خمسة مواضع "" أئمة "" ...... واختلف عنهم في كيفية تسهيلها فذهب الجمهور من أهل الأداء إلى أنها تجعل بين بين كما هي في سائر باب الهمزتين من كلمة وبهذا ورد النص عن الأصبهاني عن أصحاب ورش فإنه قال: " أئمة " بنبرة واحدة وبعدها إشمام الياء. وعلى هذا الوجه نص طاهر بن سوار والهذلي وأبو علي البغدادي وابن الفحام الصقلي والحافظ أبو العلاء وأبو محمد سبط الخياط وأبو العباس المهدوي وابن سفيان وأبو العز في كفايته ومكي في تبصرته وأبو القاسم الشاطبي وغيرهم وهو معنى قول صاحب التيسير والتذكرة وغيرهما بياء مختلسة الكسرة. ومعنى قول ابن مهران بهمزة واحدة غير ممدودة. وذهب آخرون منهم إلى أنها تجعل ياء خالصة نص على ذلك أبو عبد الله بن شريح في كافيه وأبو العز القلانسي في إرشاده وسائر الواسطيين وبه قرأت من طريقهم قال أبو محمد بن مؤمن في كنزه: إن جماعة من المحققين يجعلونها ياء خالصة" وأشار إليه أبو محمد مكي والداني في جامع البيان والحافظ أبو العلاء والشاطبي وغيرهم أنه مذهب النحاة.
(قلت): وقد اختلف النحاة أيضاً في تحقيق هذه الياء أيضاً وكيفية تسهيلها.) ا. هـ
العلامة ابن الجزري قال: أشار الداني والشاطبي أنه مذهب النحاة ولم يذكر أنه من طريقهما والكلام مفهوم فعند ذكره لمن قالوا بالياء ذكر بعدها " وبه قرأت من طريقهم" ثم قال: وأشارإليه ... أنه مذهب النحاة " أي ليس بمذهبٍ للقراء.
أما في التسهيل فقد جزم بذلك وقال: أنها تجعل بين بين كما هي في سائر باب الهمزتين من كلمة ..... وعلى هذا الوجه نص ..... ومكي في تبصرته وأبو القاسم الشاطبي وغيرهم).
ويؤكد هذا القول ما قاله ابن الناظم في شرح متن الطيبة: "" أئمة سهل أو ابدل .... "
والحاصل: أنه سهل الهمزة الثانية من "" أئمة "" أبو عمرو ورويس والمدنيان وابن كثير وعنهم أيضا ابداله ياء مكسورة وجعله الشاطبي ثانيا في النحو، فأَفْهَمَ أنه لا يجوز في القراءة وكلام الكشاف يؤكد ذلك مع أنه خلاف المفصل،والصواب ثبوته في القراءة ... ) ص79
فكلامه في غاية الوضوح وأكد كلام الشاطبي بما قاله صاحب الكشاف وهذا ما ذكره السخاوي والفاسي والجعبري ـ أي الاستناد لقول صاحب الكشاف ولم يتعقبه السخاوي ـ كما سبق ـ وهو لمذهب والده أدري ومن ثَم تعقَّبَ الشاطبيَ وهذا أقوي دليل في حمل قول الشاطبي علي عدم صحة وجه البدل.
ولذا قال الصفاقسي في كتابه غيث النفع: "وأمّا أبدالها ياءً محضة فهو وإن كان صحيحاً متواتراً فلا يُقرأ به من طريق الشاطبيّ لأنّه نسبه إلى النحويين يعني معظمهم ولم أقرأ به من طريقه على شيخنا رحمه الله." (ص270 (.
وقال الشيخ عبد الفتاح القاضي في البدور الزاهرة: "وأمّا إبدالها ياء محضة لنافع ومن معه فليس من طرق الحرز وأصله، بل هو من طريق النشر."ا. هـ
¥