وقال العلامة الضباع في إرشاد المريد عند شرحه لكلام الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى: (وسهّل سما وصفاً وفي النحو أُبدلا) "وسهّل أيّها المخاطب همزته الثانية عن نافع وابن كثير وأبي عمرو، وحققها للباقين، وجاء عن النحاة إبدالها ياء خالصة، وأجاز هذا الوجه لنافع وابن كثير وأبي عمرو: صاحب النشر، وإليه أشار صاحب إتحاف البريّة لقوله: و" أئمة " سهّل وأبدل لنافع ..... ومك وبصري ففي النشر عوّلا."أ. هـ
وعلق الشيخ عبد الرزاق علي موسي علي قول الضباع في الفتح الرحماني قائلا: وما ذكره الضباع من زيادة الياء فى إرشاد المريد ص 58 فقد ذكره نقلا عن صاحب النشر ومادام لم يذكر فى التيسير فهو من طريق الطيبة وذِ كْرالشاطبى له على سبيل الحكاية عن النحويين لا الرواية.
وقال العلامة الإبيارى: ................ أئمة الإبدال فاتركه موقنا. والله أعلم) ا. هـ 95
وذكر الأئمة إبدال الهمز ياء من الأوجه الزائدة علي الشاطبية والدرة جزما منهم أن وجه الياء ليست من الشاطبية:
قال العلامة محمد بن الرحمن البنا (كان حيا عام 1291) في منظموته " الكوكب الدري زيادات علي التيسير والشاطبية " أي زيادات من متن الطيبة علي هذين الكتابين:
............................ ... وحرم حلا غوثا " أئمة " أبدلا) ص155
أقول: وقوله "حرم حلا غوثا " يقصد بهم " أئمة " التسهيل نافع وأبو عمرو. وابن كثير وأبي جعفر ورويس وزاد لهم وجه الإبدال ياء مع ما ذُكر لهم في الشاطبية من التسهيل.
وكذا قال العلامة الإبياري في منظومته "منحة مولي البر فيما زاده النشر في القراءات العشر علي الشاطبية والدرة ":
................... وأبدلوا ... " أئمة " كلا لمن يسهل) ص67
فكون هؤلاء الأئمة يذكرونها في الزيادات دلّ ذلك علي أن صاحب التيسير والشاطبية لم يأخذا بوجه البدل.
وقال الجمزوري في الفتح الرحماني تحقيق الشيخ عبد الرزاق علي موسي:
وسهل سما وصفا وفي النحو ابدلا ... وليس سما في الحرز بالياء مبدلا) ص95
وقال صاحب إتحاف البريّة: و" أئمة " سهّل أوابدل لنافع ..... ومك وبصري ففي النشر عوّلا."أ. هـ68
هذه أقوال الأئمة الأعلام وكل هؤلاء يقرُّون بضعف البدل من طريق الشاطبي وإن صح عندهم من النشر.
وخلاصة المسألة:
أن قول ابن الناظم حجة قوية في توضيح ما انبهم من أقوال الشراح، وعدم ذكر ابن الجزري لهذا الوجه للشاطبي كقراءة واضح بيّن.
وذكر الياء للشاطبي من باب التحريرات وزيادات من المحررين اعتمدوا فيه علي صحة الوجه من طريق الطيبة. والأفضل إلا يقرأ به من طريق الشاطبية. والله أعلم
هذا ما من الله به علينا وأسأل الله السلامة من كل زلل وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل آمين.
والحمد لله رب العالمين
أبو عمر عبد الحكيم