تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وجعلنا من الماء كل شيء حي]

ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 09:19 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين أما بعد،،

إن مما أحدثه أهل هذا الزمان أنهم صاروا يقرأون القرآن من غير تدبر فيه ولقد قرأ ابن عمر رضي الله عنه سورة البقرة في ثماني سنين يتدبر معانيها و أحكامها حلالها وحرامها محكمها ومتشابهها

وصاروا يفسرون القرآن بالرأي واللهجة المعاصرة وذلك من تحريف المعاني أو لايحققون المعنى الصحيح من معاني الآية المحتملة بل يروحون يستشهدون بلا روية وتحقيق

فمن ذلك قولهم في قوله تعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي

فجعلوها في لوحات كبيرة رسموا فيها مايفيد أن معنى الآية أن انقطاع الماء سبب لموت الخلائق

وليس على التحقيق هذا معنى الآية وانما معناها أن الخلائق الحية كالطيور والبهائهم خلقت من ماء

كما قال تعالى الله خلق كل دابة من ماء

فهذا مفسر لقوله تعالى الله خلق كل دابة من ماء

وذلك كقول الرجل جعلت كل أثاث بيتي من شجر الغابة

أي انشأته ونحته من الشجر وليس معناه أن بقاء شجر الغابة سبب لبقاء الاثاث

قال الامين الشنقيطي في أضواء البيان

ه تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ}.

الظاهر أن "جَعل" هنا بمعنى خَلَق. لأنها متعدية لمفعول واحد. ويدل لذلك قوله تعالى في سورة "النور": {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ}.

واختلف العلماء في معنى خلق كل شيء من الماء. قال بعض العلماء: الماء الذي خلق منه كل شيء هو النطفة. لأن الله خلق جميع الحيوانات التي تولد عن طريق التناسل من النطف، وعلى هذا فهو من العام المخصوص.

وقال بعض العلماء: هو الماء المعروف، لأن الحيوانات إما مخلوقة منه مباشرة كبعض الحيوانات التي تتخلق من الماء. وإما غير مباشرة لأن النطف من الأغذية، والأغذية كلَّها ناشئة عن الماء، وذلك في الحبوب والثمار ونحوها ظاهر، وكذلك هو في اللحوم والألبان والأسمان ونحوها: لأنه كله ناشىء بسبب الماء.


ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار

ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 09:37 م]ـ
وقول من قال: أن المراد بالماء النطفة التي يخلق منها الحيوانات بعيد لوجهين:
أحدهما: أن النطفة لا تسمى ماء مطلقا بل مقيدا لقوله تعالى: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ، يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} [الطارق: 6, 7] وقوله تعالى: {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} [المرسلات:20].
والثاني: أن من الحيوانات ما يتولد من غير نطفة كدود الخل والفاكهة ونحو ذلك فليس كل حيوان مخلوقا من نطفة والقرآن دل على خلق جميع ما يدب وما فيه حياة من ماء فعلم بذلك أن أصل جميعها الماء المطلق ولا ينافي هذا قوله .... تعالى: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ} [الحجر:27] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خلقت الملائكة من نور" فإن حديث أبي هريرة دل على أن أصل النور والنار الماء كما أن أصل التراب الذي خلق منه آدم الماء فإن آدم خلق من طين والطين تراب مختلط بماء أو التراب خلق من الماء كما تقدم عن ابن عباس وغيره وزعم مقاتل: أن الماء خلق من النور وهو مردود بحديث أبي هريرة هذا وغيره ولا يستنكر خلق النار من الماء فإن الله عز وجل جمع بقدرته بين الماء والنار في الشجر الأخضر وجعل ذلك من أدلة القدرة على البعث وذكر الطبائعيون أن الماء بانحداره يصير بخارا والبخار ينقلب هواء والهواء ينقلب نارا والله أعلم

لطائف المعارف / ابن رجب / ص32/دار الفجر/ تحقيق محمد سيد

ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 09:34 م]ـ
وقول من قال: أن المراد بالماء النطفة التي يخلق منها الحيوانات بعيد لوجهين:
أحدهما: أن النطفة لا تسمى ماء مطلقا بل مقيدا لقوله تعالى: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ، يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} [الطارق: 6, 7] وقوله تعالى: {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} [المرسلات:20].
والثاني: أن من الحيوانات ما يتولد من غير نطفة كدود الخل والفاكهة ونحو ذلك فليس كل حيوان مخلوقا من نطفة والقرآن دل على خلق جميع ما يدب وما فيه حياة من ماء فعلم بذلك أن أصل جميعها الماء المطلق ولا ينافي هذا قوله .... تعالى: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ} [الحجر:27] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خلقت الملائكة من نور" فإن حديث أبي هريرة دل على أن أصل النور والنار الماء كما أن أصل التراب الذي خلق منه آدم الماء فإن آدم خلق من طين والطين تراب مختلط بماء أو التراب خلق من الماء كما تقدم عن ابن عباس وغيره وزعم مقاتل: أن الماء خلق من النور وهو مردود بحديث أبي هريرة هذا وغيره ولا يستنكر خلق النار من الماء فإن الله عز وجل جمع بقدرته بين الماء والنار في الشجر الأخضر وجعل ذلك من أدلة القدرة على البعث وذكر الطبائعيون أن الماء بانحداره يصير بخارا والبخار ينقلب هواء والهواء ينقلب نارا والله أعلم

لطائف المعارف / ابن رجب / ص32/دار الفجر/ تحقيق محمد سيد

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك يا أخي الحبيب على هذه الافادة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير