والأسانيد في القراءات هي مبثوثة في كتب أهل العلم, حتى إن من أهل الحديث من كان متقدماً في الإسناد في القراءات ثم الحديث, وكذلك الفقهاء كانوا كذلك ومن اطلع على كتب القراءات وكتب تراجم القراء مثل غاية النهاية وطبقات القراء للإمام الذهبي وغيرهم فإنه سيجد الكمَّ الهائل من علماء الحديث وعلماء اللغة وعلماء الفقه كانوا أهل إقراء وكانوا يجيزون حينما أخذوا هذه الإجازات, فالإجازات والإسناد أمرها كبير وشأنها عظيم, ولكنها في الأزمان المتأخرة خبت أو خفيت عن كثير من الناس حتى جاء هذا الوقت بحمد الله تعالى وأحيا هذا العلم, ونتطلع أن يكون لهذه الجمعية إن شاء الله تعالى بمساعدة أعضائها وتكاتفهم في الأعمال أن يكون لهذا العلم وغيره من العلوم التي تخدم القرآن الأثر الظاهر لهذه الأمة الذي به عصمتها وحمايتها وعزها ونصرها, اه ـ من الندوة الأولى للملتقى الأول للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بتاريخ 22/ 10 / 1424 هـ. وذلك بالقاعة
الكبرى بكلية أصول الدين ـ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ الرياض
**************
س3: هل من حصل على شهادة من معهد القراءات أو كلية علوم القرآن سواء في حفص أو في القراءات أصبح مجازا في ذلك وله الحق في إجازة غيره؟
مقدمة:
معهد القراءات جهة تابعة للأزهر الشريف والدراسة فيه 8 سنوات, سنتان في حفص وبنهايتها يحصل الطالب على"شهادة التجويد"المعتمدة من الأزهر الشريف, وإذا أراد أن يكمل الطالب الدراسة بعد هذه المرحلة, فله أن يدخل مرحلة"عالية القراءات"وفيها يدرس الطالب القراءات العشر الصغرى مع حفظ متن"الشاطبية والدرة"وبنهايتها يحصل الطالب على شهادة"عالية القراءات", وإذا أراد الطالب أن يكمل الدراسة فله أن يدخل مرحلة"التخصص"وفيها يدس الطالب القراءات العشر الكبرى من خلال متن"طيبة النشر"لابن الجزري, وبنهايتها يحصل الطالب على شهادة التخصص, وإذا أراد أن يكمل بعد ذلك فله الدراسة في كلية علوم القرآن بطنطا ومدة الدراسة أربع سنوات يحصل بعد نهايتها على البكرليوس.
وبعد هذه المقدمة نقول: إن الذي يحصل على شهادة من المعهد أو الكلية لا تعتبر هذه الشهادة بمثابة الإجازة لماذا؟:
1 ـ غالبا الشيوخ الذين يُدِّرسون في المعهد ليس معهم إجازات, إلا من قرأ على المشايخ خارج المعهد, وهؤلاء المجتهدون الذين يعدون على الأصابع.
2 ـ غالبا الذين يَدْرسون في الجهات الرسمية تكون غايتهم الشهادة ليعملوا بها في الداخل أو الخارج.
3 ـ أن الطالب لا يعرض القرآن كله على الشيخ في خلال السنة الدراسية, لان هذا الطالب يقرأ جزءا والذي بعده يقرأ جزءا, وهكذا, فينتهي الطالب من السنة الدراسة وما يكون قرأ ربع القرآن على الشيخ.
4 ـ أن أكثر الطلاب يغيبون ولا يحضرون إلا على وقت الامتحان, ثم ينجحون في النهاية بالغش أو غيره كما هو حال أكثر من 70 % من الطلاب, وأنا أقول هذا الكلام لأنه"ليس الخبر كالمعاينة", وكثيرا ما كنت اصطدم مع بعض المدرسين بسبب ذلك الغش خاصة في القرآن الكريم والمواد الشرعية, ويغضب علىّ كثير من إخواني.
5 ـ أن كثيرا من الطلبة الذين تخرجوا من معاهد القراءات مستوياتهم دنيئة جدا ولا يحسنون قراءة حفص فضلا عن القراءات.
وغير ذلك من الأمور والأسباب التي تجعل الشهادة لا تكون بمثابة الإجازة, ولكن الجمع بينهم طيب وأفضل, فيحاول الطالب أن يجمع بين الاثنين"الشهادة والإجازة", والله أعلم.
******************************
س4 هل يجوز للطالب أن يقرأ على شيخه عبر التليفون أو الإنترنت؟
لقد كثُر الكلام على القراءة عبر التليفون والإنترنت في هذه الآونة الأخيرة, وذلك لأن التليفون وغيره لم يكن في عهد المتقدمين, فأقول وبالله التوفيق:
يجوز أن يقرأ الطالب على شيخه عبر التليفون وغيره خاصة إذا كان الشيخ كفيفاً فمن المعلوم أن الشيخ الكفيف لا يرى من يقرأ عليه وهو جالس معه في الغرفة, فما الفرق بين أن يقرأ الطالب عليه أمامه وبين أن يقرأ عليه عبر التليفون وغيره؟!
ولكن هناك بعض الضوابط وهي:
1 ـ أن يكون الشيخ عنده قوة ملاحظة في حركات فم الطالب من إتمام الحركات, وعدم ضم الشفتين في غير موضعه, وغير ذلك من الأشياء الدقيقة التي تتم بالمشافهة, فمتى فقدت المشافهة فيحتاج الشيخ إلى مزيد من الدقة في الملاحظة.
¥