تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يذكر فيها مقدمة بسيطة ثم اسم الطالب ثم السند باختصار, كالشيخ الزيات ـ رحمه الله ـ , وغيره.

أقول: والأفضل للشيخ أن يكتب عنده في دفتر خاص به أو كراسة اسم الطالب الذي ختم عليه وأن يكتب تاريخ الختمة, وعنوان الطالب إن أمكن ورقم هاتفه, ويعرِّف الشيخ أبناءه بكل طالب قرأ عليه, فإن هذا أوثق في عدم التدليس وغيره, وإن أمكن للطالب أن يسجل في نهاية الختمة الإجازة شفويا فهذا أوثق, ليكون معه إجازة مكتوبة وأخرى شفوية, وقد فعلت ذلك مع شيخي العلامة / بكري الطرابيشي وغيره.

*************************

س7: هل الطالب الذي عنده خلل في نطق بعض الحروف كـ"الراء, والسين, والصاد"وغير ذلك يأخذ الإجازة إذا ختم القرآن على شيخه؟

هناك بعض الناس قراءته طيبة ومتقنة إلا أن عنده عيبا في نطق بعض الحروف كاللدغة في"اللام", وتكرير"الراءات"بشكل مفرط, فهذا الطالب إذا لم يستطع أن يغير هذا الخلل يوما بعد يوم وعجز عن إصلاحه فلا شيء عليه والدليل قوله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) , وقوله: (لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) , والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول في الحديث: "إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان. ..... "الحديث وما دام أن الخطأ صاحبه غير متعمد فمعفو عنه بإذن الله.

وعلى ذلك فإذا كان الخلل بسيطا كبعض الحروف فالشيخ يعطي هذا الطالب الإجازة بشرطين:

الأول: أن ينص الشيخ على ذلك في الإجازة.

الثاني: ألا تكون هذه الأخطاء في كل الحروف أو أكثرها.

*******************

س8: هل يجوز للشيخ أن يشترط"الهدية"على الطالب عند نهاية الختمة كما يفعل البعض الآن؟ قال ابن الجزري ـ رحمه الله ـ في منجد المقرئين ص 60:

"وأما قبول الهدية ممن يقرأ عليه؛ فامتنع من قبولها جماعة من السلف تورعا من أنها تكون بسبب القراءة".

قلت: هذا إذا لم يشترط الشيخ على طالبه؛ بل برغبة الطالب, أما الآن فلا حول ولا قوة إلا بالله الشيخ يشترط قبل القراءة ويقول مثلا: أنا بأخذ كذا في الشهر, وفي الإجازة كذا, وأما الهدية فإما أن تأتي بكذا وكذا وإما أن تأتي بكذا وكذا.

قال الإمام النووي ـ رحمه الله تعالى ـ في التبيان ص44/ 45:

"ولا يشين المقرئ إقراءه في طمع في رفق يحصل له من بعض من يقرأ عليه, سواء كان الرفق مالا, أو خدمة وإن قلّ, ولو كان على صورة الهدية, التي لولا قراءته عليه لما أهداها إليه"أهـ.

قال ابن الجزري تعليقا على كلام النووي في المنجد ص 61:

"وحسن التفصيل, كما قيل في القاضي: لا يخلو؛ إما أن يكون القارئ كان يهدي للشيخ قبل قراءته عليه, أو لا, فإن كان؛ فلا يكره"أهـ

قلت: إذا أعطى الطالب شيخه الهدية برغبته ودون عسر عليه فلا شيء في ذلك, وإنما مربط الكلام في الذين يشترطون ويشقون على الطالب وإذا لم يستطع أن يأتي بالهدية فضحه الشيخ, وربما منع منه الإجازة حتى يأتي بالهدية, نسأل الله العفو والعافية.

ولله در شيخنا الجليل العلامة / بكري الطرابيشي ـ حفظه الله ـ الذي كان يرفض حتى زجاجة العطر من الطالب, وأخبرني أحد الإخوة أنه أهدى له هدية بسيطة بعد إلحاح شديد على الشيخ فأخذها الشيخ, وردها عليه الشيخ بهدية ثمينة جدا, والله أعلم.

******************

س9: ما هي الفترة التي يختم فيها الطالب القرآن برواية أو قراءة أو أكثر على شيخه لينال الإجازة؟

أوردت هذا السؤال لأن بعض إخواننا من القراء المتقنين ذهب إلى شيخ وقرأ عليه القرآن في أربعة أيام, فقيل له: أخذ الإجازة في أربعة أيام, ما هذا التساهل؟ وذلك لأن المتكلم لا يفرق بين متقن وغيره, وعلى العموم أنقل ما قاله ابن الجزري في هذه المسألة, حيث قال في المنجد (64 ـ 65 ـ 66) دار الفوائد:

"ويستحب أن يسوّي بين الطلبة بحسبهم, إلا أن يكون أحدهم مسافرا, أو يتفرس فيه النجابة, أو غير ذلك, وله أن يقرئهم ما شاء كثرة وقلة".

وأما ما ورد عن السلف من أنهم كانوا يقرئون ثلاثا ثلاثا, وخمسا خمسا, وعشرا عشرا, لا يزيدون على ذلك, فهذه حالة التلقين, وأما من يريد تصحيح قراءة أو نقل رواية, أو نحو ذلك؛ فلا حرج على المقرئ أن يقرئه ما شاء.

وقد قرأ ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أول سوة النساء إلى قوله تعالى (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) (النساء /41).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير