ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[10 - 12 - 10, 11:10 م]ـ
الاستدراك الثاني:
قال ابن الجزري:
وَغَيْرُ هَذَا بَيْنَ بَيْنٍ وَنُقِلْ ... يَاءٌ كَيُطْفِئُوا وَوَاوٌ كَسُئِلْ
قال الشيخ سعيد زعيمة مستدركا علي ابن الجزري ويري تغيير البيت هكذا:
وَغَيْرُ هَذَا بَيْنَ بَيْنٍ وأبدل ... يَاءٌ كَيُطْفِئُوا وَوَاوٌ كَسُئِلْ
أي قام بتغيير كلمة (ونقل) لابن الجزري إلي كلمة (وأبدل) لأن كلمة " ونقل " توهم حكما جديدا وهو حكم النقل، وليس هنا نقل.
قال الشيخ سعيد في هذا الصدد بعد تغييره البيت:
"هذه مصطلحات لابد أن نحترمها ونحترم الجاهل الذي ربما يفهم أن له النقل وليس له نقل بل له إبدال)) ا. هـ كلامه حفظه الله.
الشيخ يريد تغيير الكلمة لأجل احترام المصطلح، ولأجل احترام الجهال. وابن الجزري في وجهة نظره لم يراع هذين الأمرين.
وهذا بالطبع كلام من لم يفهم ما يريده ابن الجزري من قوله " ونقل " ولو عرف غرضه ما أبدلها بكلمة " وأبدل " ولرفض رفضا تاما هذا التغيير.
أولا: مذهب الأخفش مختلف في الأخذ به إلي ثلاث مذاهب:
اختلف العلماء في العمل بمذهب الأخفش:
منهم من أهمل العمل بمذهب الأخفش.
ومنهم من عمل بالمذهب مطلقا.
ومنهم من عمل بها في حالة وجود صورة للهمز في نحو (سنقرئك)، وترك العمل في حالة عدم وجود صورة الهمز في نحو (مستهزءون)
وعليه فمذهب الأخفش ليس مجمعا عليه، فالبعض يأخذ به والبعض يتركه.
والجمهور في زمن ابن الجزري علي إلغاء مذهب الأخفش قال في النشر: وذهب جمهور أئمة القراءة إلى إلغاء مذهب الأخفش في النوعين في الوقف لحمزة وأخذوا بمذهب سيبويه في ذلك وهو التسهيل بين الهمزة وحركتها وهو مذهب أبي طاهر .. ) ا. هـ ج1ص444
إذن الأخذ بمذهب الأخفش غير معمول به لدي الجمهور علي ما نقله ابن الجزري رحمه الله.
وذكر ابن الجزري أيضا أن ما نقل عن الأخفش غير دقيق حيث قال: وذهب بعض النحاة إلي إبدال الهمزة المضمومة بعد كسر المكسورة بعد ضم حرفاً خالصاً فتبدل في نحو (سنقريك ويستهزونك) ياء: وفي نحو (سئل واللؤلؤ) واواً ونسب هذا على إطلاقه إلى أبي الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش النحوي البصري أكبر أصحاب سيبويه فقال الحافظ أبو عمرو الداني في جامعه هذا هو مذهب الأخفش النحوي الذي لا يجوز عنده غيره وتبعه على ذلك الشاطبي وجمهور النحاة على ذلك عنه والذي رأيته أنا في كتاب معاني القرآن أنه لا يجيز ذلك إلا إذا كانت الهمزة لام الفعل نحو (سنقريك، واللولو) وأما إذا كانت عين الفعل نحو (سئل) أو من منفصل نحو (يرفع إبراهيم، ويشاء إلى) فإنه يسهلها بين بين كمذهب سيبويه والذي يحكيه عنه القراء والنحاة إطلاق الإبدال في النوعين.)) ا. هـ نفس الصفحة
إذن يري ابن الجزري أن ما نقله الداني بخلاف ما رآه هو ـ أي ابن الجزري ـ ولذا عبر بقوله: عنه والذي رأيته أنا في كتاب معاني القرآن أنه لا يجيز ذلك) ا. هـ
إذن قوله "ونقل " يريد أن يشير إلي تضعيف هذا النقل، ولو قلنا مثل ما قال الشيخ سعيد زعيمة " وأبدل " لفاتت الإشارة إلي تضعيف ما نقل عن الأخفش،ويبقي الأمر علي الجزم بمذهب الأخفش لأنه قال " وأبدل " بصيغة الجزم، والمراد بخلاف ذلك.
حتي لو فكر قليلا كيف يجمع ابن الجزري بين النقل المعروف اصطلاحا (أي نقل حركة الهمزة للساكن قبلها مع حذف الهمزة) وبين إبدال الهمزة ياء أو واوا في بيت واحد؟
أي كيف يعطي حكمين متضادين في آن واحد؟
فقوله "ياء" دل علي الإبدال ياء، وقوله "واو" دل علي الإبدال واوا .. فأين مدخل النقل هنا؟
فلابد من فهم جيد لكلام الأئمة، وهذه المتون لم توضع للجهال إنما وضعت مختصرات للكتب فالطيبة نظم للنشر، والشاطبية في الأصل نظم للتيسير مع مراعاة زياداتها، والدرة نظم للتحبير وهكذا الأمر.
فما أشكل علينا في متن ذهبنا نتحرى مقصد صاحبه من الكتاب الذي نظمه.
وهذا استدراك عجيب وغريب نتج عن عدم فهم جيد لمذاهب الأئمة الأعلام.
نسأل الله العافية.
والسلام عليكم
ـ[السيد زكي]ــــــــ[10 - 12 - 10, 11:57 م]ـ
أولا نشكر الأخ مصطفى جعفر على إنصافه (ومع العلم أرجو أن يعلم أن الدكتور سعيد صالح مؤهل لهذا العلم ومجاز بالعشر الصغرى والكبرى وخريج معهد القراءات وكلية علوم القرآن وعضو نقابة القراء) وأحب أن أذكر أن الشيخ الدكتور سعيد صالح ذهب يوم الخميس 3 محرم 1432 الموافق 9/ 12/2010 إلى الشيخ العلامة محمد عبد الحميد عبد الله خليل وتناقش معه في هذا الأمر الخاص بالمسألة الخاصة بالاستدراك الاول المذكور: وعنه تسهيل (تخفيف) كخط المصحف ... فنحو منشون مع الضم احذف
وألف النشأة (وهمز النشأة) مع واو كفا (مع همز كفا) ....... فأنكر الشيخ العلامة محمد عبد الحميد عبد الله على من يشككون في قراءة الدكتور سعيد عليه ثم أقر بكلام الدكتور سعيد قائلا لن نكون أفضل من هؤلاء الأئمة مهما كنّا ثم قال في النقطة الأولى: التسهيل بخلاف الحذف وفي النقطة الثانية قال: تحذف الهمزة. وبهذا يرفع الإيهام ويزول الإشكال.
¥