تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقد كان يُلحُّ عليَّ بعض الأصحاب في فتح درس في علوم القرآن؛ نظرًا لخلوِّ مدارس المساجد من هذه المادة الهامَّة، وكنت أقدِّم رجلاً وأُأخِّر أخرى؛ تهيُّبًا لهذا الموضوع، وخشية من ازدحام الوقت فيضعف التحضير لهذه المادة العلمية، وما زلت أُمنِّي النفس به، وأرجو أن يحصل، حتى كان ما كان، إذ ألحَّ عليَّ أخوين كريمين من أهل مكة في أن أفتح درسًا شهريًّا في الإتقان يكون في يوم واحد منه بواقع ثلاثة دروس، فاستجبت لهما تحت إلحاحهما، وتركت الأمر لله يفعل ما يشاء.

ولما رأيت الأمر يتوجَّه عمدت إلى جلسة التفسير التي أعقدها في تفسير الطبري، فاقترحت على من يحضر معي أن نجعل نصف ساعة للإتقان نتدارسه ونعلق عليه بما يمُنُّ الله به، فكان ولله الحمد نافعًا مفيدًا. واستمر الحال كذلك حتى بدأت بإلقاء هذه الدروس في مكة المكرمة، فكانت بدايتها في شهر محرم من سنة 1426، حيث ألقيت ثلاثة دروس في مقدمة تشمل (علوم القرآن .. المصطلح ومراحل النشأة والكتب)، وقد ظهر لي في ألقائها فوائد جديدة تتعلق بعلوم القرآن، فلله الحمد والمنَّة، ثم ألقيت في شهر صفر من هذا العام ثلاثة دروس، وقد شملت مقدمة كتاب الإتقان، والنوع الأول من أنواع علوم القرآن (المكي والمدني)، وقد رأيت ـ بعد الاستشارة ـ أن أطرح في الملتقى خلاصة ما ألقيه من هذه الدروس على أسلوب التعليق والنُّكت، فأذكر ذلك في نقاطٍ لتكون أيسر وأضبط.

وإني إذ أطرح ذلك لأرجو أن يُتحفني إخواني باقتراحاتهم حول دراسة هذا الكتاب الذي صار أصلاً من أصول كُتب علوم القرآن، وأتمنى أن يسددوا ما يرون من نقص فيما أكتب، والله أسأل لي ولكم التوفيق والسداد.

هذا، وقد سمَّيت هذه التعليقات بهذا العنوان:

النكت على الإتقان في علوم القرآن

تيمُّنًا بفعل أسلافنا من العلماء، ولأنَّ المقصود ليس شرح الكتاب بحذافيره، وإنما التعليق على ما يحتاج إلى تعليق، والتنبيه على لطائف وفوائد ومستدركات، فأسأل الله في ذلك المعونة التوفيق، إنه سميع مجيب.

قال السيوطي:

(1:4) ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدونوا كتابا في أنواع علوم القرآن كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث فسمعت شيخنا أستاذ الأستاذين وإنسان عين الناظرين خلاصة الوجود علامة الزمان فخر العصر وعين الأوان أبا عبد الله محيي الدين الكافيجي مد الله في أجله وأسبغ عليه ظله يقول:» قد دونت في علوم التفسير كتابا لم أسبق إليه «، فكتبته عنه، فإذا هو صغير الحجم جدا وحاصل ما فيه بابان الأول في ذكر معنى التفسير والتأويل والقرآن والسورة والآية والثاني في شروط القول فيه بالرأي وبعدهما خاتمة في آداب العالم والمتعلم فلم يشف لي ذلك غليلا ولم يهدني إلى المقصود سبيلا.

التعليق:

1 ـ الكافيجي: محمد بن سليمان (ت: 879) لُقِّب بذلك لكثرة اشتغالة بالكافية في النحو لابن الحاجب.

2 ـ يُفهم من قوله:» مد الله في أجله وأسبغ عليه ظله «يشير إلى أن السيوطي كتب كتابة قبل وفاة شيخه؛ أي قبل سنة 879، والله أعلم.

3 ـ جاء عنوان كتاب الكافيجي في أحد النسخ التي اعتمد عليها محقق الكتاب ناصر بن محمد المطرودي (التيسير في قواعد علم التفسير).

4 ـ استفاد السيوطي من كتاب الكافيجي ـ على صغر حجمه ـ في كتابية التحبير والإتقان.

5 ـ اختزل السيوطي ذكر عناوين كتاب شيخة، وكذا ذكر أنواع العلوم التي تطرَّق إليها، أو أشار إليها، ويظهر هذا بقراءة ما دوَّنه الكافيَجي، وموازنته بعرض السيوطي لكتاب (التيسير في قواعد علم التفسير).

فالباب الأول: الذي قال عنه السيوطي:» الأول في ذكر معنى التفسير والتأويل والقرآن والسورة والآية «فيه عدد من المسائل المتعلقة بعلوم القرآن، منها: حكم التفسير بالرأي، والعلوم التي يحتاج إليها المفسر، وإعجاز القرآن، ووجوب التواتر في نقل القرآن، وشروط القراءة الصحيحة، والمحكم والمتشابه، ونزول القرآن، وأسباب النُّزول «. أفاده محقق كتاب التيسير.

قال السيوطي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير