تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

انه الله تعالى هو الذي يتكلم بدليل (فَأُولَـ?ئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْوَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) وهو الذي يقول "أُولَـ?ئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ" وليست الملائكه هي التي تقول، لا حظ انه لم يقل "أُولَـ?ئِكَ العَنُهُم" كما انه في ايه 161 لم يقل " أُولَـ?ئِكَ عَلَيْهِمْ لعنتي و لعنة الْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ “. وهذا يدل على ان الخطاب القراني لا يشبه تماما الخطاب الموجود في كتب البشر بل ان له اسلوب اخر فهو يتبدل من الغيبه الى الحضور وبالعكس حسب قوانين وحسابات ليست دائما ظاهره للعقل ولكن يستشعر بها القلب والعقل اللاواعي!)

فلو استخدم الانسان ضمير الجمع والذي يدل على الجمع فهذا لا يعني انه اذا استخدم الله ضمير الجمع فان المعنى هو نفس المعنى فهل اذا استخدم الله في الكتاب اليد في (خلقت بيديّ) معناه نفس يد الانسان؟ نفس الشيء للضمير نا. فمثلا الانسان له جسد واحد ولا يستطيع ان يتواجد في كل زمان ومكان (محدود) بينما الله تعالى هو ليس شيئا محدودا وهو جل شانه يتجلّى لمخلوقاته في كل زمان ومكان وحال، فلا نتوقع ان استخدامه للضمائر (الضمير هو المؤشر الذي يشير الى صاحب الفعل) يشابه استخدامنا له مئه بالمئه. فالخطاب والكلام الذي على شكل اصوات واشكال هو صادر في الاصل من الله (نور السماوات والاض) الذي هو ذو طبيعه نورانيه و نحن نجهل كيف يحصل هذا والمشكله موجوده في محدودية فهمنا وقدراتنا.

ان الملائكه لا تعلم الغيب وهي لذلك لا تستطيع ان تضيف شيئا الى علم الله وكلامه، وعندما يقول الله ان القران هو كلامه فهذا يعني انه كلام الله مئه بالمئه ولذلك فانه لا وجود لتاثير ما يسمى الراوي او الرسول الملاك او المَلَك او البشر في نفس القران بل ان الرسول مكلّف بايصال او ابلاغ الرساله كما هي بالضبط بالحرف والنص. و اقوال الملائكه في القران هي اقوال الله (الا اذا صدّرت بمشتقات قول فانها حينئذ قد تكون قول الملائكه الخاص بهم وهو من غير وحي الله تعالى كما في (قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها)) اما قول الشيطان لعنه الله، فان الشيطان الملعون يتكلم ويفعل ويكذب ويفجر كثيرا منذ خلقه والى قيام الساعه ولكن الله تعالى اختار من كلام الشيطان مايريده الله تعالى في كتابه وليس مايريده الشيطان حيث ان الشيطان عليه اللعنه وفرعون يتكلمون ويفعلون الكثير ولكن الله تعالى لم يختار من قولهم وفعلهم ليخبرنا به الا ما يريده هو تعالى حيث وضعه تعالى بنفسه في كتابه الكريم لارشادنا وتنبيهنا كما وضع فيه اسماء الاصنام والتي هي اكره الاسماء اليه جلّ شأنه فمعرفة اسماء اللات وهبل والعزى ويغوث ويعوق ونسرا وبعلا هي مهمه لكل مسلم وارادنا الله جل شانه منّا ان نعرفها والا لا حاجه ان يذكرها ويعدد اسماءها في كتابه الكريم وهي ابغض الاسماء اليه تقدّست اسماءه العلي العظيم الرحيم.

ان من اخطر الامور في ازالة تاثير الاوامر الالهيه على العقل الواعي والباطن للانسان هو ان نوجه كل حب المؤمنين بالله من مرسل الرساله (الله) الى الرسول (الملك او محمد) عن طريق الاعتقاد بوجود تاثير لما يسمى الراوي الذي نجعله هو المتكلّم في اغلب القران ممهدين لمفهوم عبادة الملائكه عن طريق الشعور الداخلي على الاقل وهذا ما سوف يهدم كل الدين والقران في النهايه. وان من اعجب العجب ان يقول الانسان ان القران هو كتاب الله ولكن القول الذي في الكتاب هو قول الرسول (الملك او محمد) فكيف يكون كتابا لله؟ هل هو كتاب الله بالاسم فقط؟ طبعا لا، انه كتاب الله،وغير الله من كل الخلق لم يزد ولم ينقص كلمه واحده منه. اذن فالراوي في القران هو الله تعالى نفسه وليس الملك. فكلام الشيطان الرجيم الذي كلّه ضلال عندما يذكره الله تعالى في القران يتحول الى هدى للمؤمنين!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير