تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللاَّتي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَ ما مَلَكَتْ يَمينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُعَلَيْكَ (من يحلل ويحرم بحق غيره تعالى؟!)

-إِنَّا كُلَّ شَيْ ءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (49) وَ ما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (طبعا الامر هنا هو امر الله)

اننا في هذا العالم (عالم الوسائط والاسباب،عالم الدنيا) لا نستطيع ان ندرك الله تعالى بصوره مباشره الا في حالات خاصه جدا وقليله. ولكنّا نعرف الله تعالى من خلال افعاله واسماءه التي ملأت اركان كلّ شيء، فالله تعالى الواحد الاحد هو واحد ولكن له اسماء وافعال كثيره فهو تعالى يتجلّى في اسماءه وافعاله. فاذا استخدم ضمير الجمع "نا" فانه تعالى يشير الى تجليّاته، الى تلك الكثره في الافعال والاسماء (مقام الكثره) واذا اشار الى نفسه بضمير المفرد فانه يشير الى مقام التوحيدفحين يتكلم الحق سبحانه وتعالى عن شهادة التوحيد يقول "إنني أنا الله" ولا يقول: إنما نحن الله. هل قال اذكرونا نذكركم او اذكروني اذكركم؟ كمالم يرد اي أمر بالذكر اوبالعبادة اوبالدعاء بضمير الجمع مطلقا في القران. لاحظ ان اوامر العباده (اعبدني، لا تعبدوا الا الله) والنهي عن الشرك (لا تشركوا بي شيئا، لا تشرك بالله) دائما يكون الضمير فيها مفردا ولا ياتي مطلقا جمعا في كل القران. والله العالم.

مثلا نحن في حالة الالم نسميه وندعوه باسم الرحمن او باسم الرحيم او بكليهما وفي حالة الفقر ندعوه باسم الكريم الرحيم الوهاب وهكذا--- وكل الاسماء مجرّد اشاره اليه هو جلّ شانه وتقدّست اسمائه الواحد الاحد الصمد الملك. هو تعالى الذي علمنا ان نناديه و ندعوه بعدّة اسماء مختلفه وليس باسم واحد، قال تعالى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـ?نَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى?).

فاشارات الجمع ب نحن، نا، انّا------ تشير الى مقام الكثرات او مقام التجلي (وهو كل مقام غير مقام الوحده) حيث ان اسماء الله تتجلى في كل مكان وزمان و حال، فالله يتجلى لمخلوقاته (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا)، (فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَاوَسُبْحَانَاللَّهِرَبِّ الْعَالَمِينَ ?8? يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ?9?) وهذا في عالمنا نفهمه ونراه نحن (المخلوقات) بانه كثره في النعوت والاسماء والافعال له تعالى. فهو تعالى له الاسماء الحسنى فنحن نفهم و نعرف الله عن طريق اسماءه وافعاله الكثيره وهي في عالمنا (من عوالم الكثرات) تبدو هكذا اما في حقيقتها فهي واحده من واحد وهي حقيقة التوحيد. اي اننا لا نستطيع ان نرى او نعرف الله على حقيقته جلّ اسمه العظيم ولكننا كلما سرنا في مقامات القرب باتجاه مقام التوحيد كلما عرفنا و ادركنا الله تعالى اكثر و اكثر. ولأنّ كلام الله القران انزل الينا والى الخلق فانه يجب ان يراعي هذه التصورات في الكلمات و بما يسمح به عالم الكثرات والله العالم.

كذلك فان الله تعالى نادى موسى ع فقال (وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52)) فالله ناداه باي صوت؟ ومن اين جاء هذا الصوت وكيف نشأ؟ كل هذا مناسب لقوله ناديناهوهو نداء الله تعالى لموسى في عالم الكثرات حيث يظهر الله تعالى باسماء كثيره وافعال كثيره. فسمع موسى ع نداء الله تعالى ثم قربه الله تعالى نجيّا. وهذه المناجات لانعرف كيف تحصل الشيء الوحيد انه تبادل الكلام بين الله العظيم الواحد الذي ليس مادة وموسى ذو الجسم المادي. وان كلام الله لموسى لم يكن من خلال ملك.

ولقد بحثت في القران العظيم فوجدت انه فيكل القران يكون الأمر (فعل الامر) بالدعاء او الأمر بالذكر او الأمر بالعباده او الأمر بالاتقاء (او التقوى) او الأمر بالخشيه او الأمر بالخوف او الأمر بالرهبه او الحضّ على ابتغاء الوجه او ارادة الوجه او ابتغاء المرضات او اسلام الوجه فانه دائما ياتي بصيغة المفرد ولم يرد ولا مره واحده في القران بصيغة الجمع او مشيرا الى الجمع ذلك لأهمية هذه الامور في التوحيد له تقدّست اسماءه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير