تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

امكاناته العقليه والقلبيه لفهم الحقيقه. ولذلك فان الانسان قد يحاول الوصول الى الحقيقه عن طريق قواعد هي في النهايه فكريه يلتزم بها على طول طريق المنهج. مجموع هذه القواعد العقليه او الفكريه تسمى المنهج الفلاني س، اما في المنهج الاخر المسمى ص فان القواعد العقليه الملتزم بها على طول المنهج قد تختلف عن تلك التي في س وهكذا فان النتائج النهائيه لتطبيق المناهج المختلفه قد تختلف وقد تتفق ولكنها تظل مناهج وفي افضل حالاتها تستخدم العقل والمنطق للوصول الى تفسيرالايه.

فمثلا في المنهج اللفظي لمعرفة معنى كلمه في اية س فاننا نذهب الى كل الايات التي فيها مشتقات هذه الكلمه ثم نحاول جهد الامكان ان نصل الى معنى يتوافق مع معنى كل الكلمات الوارده فيها مشتقات تلك الكلمه. اننا في الحقيقه نقوم باستقراء معنى هذه الكلمه من خلال كل الايات التي وردت مشتقاتها فيها ونحن شعرنا ام لم نشعر فاننا نعتمد على السياق لتحديد معنى الكلمة المشابهة للكلمه المطلوبه في الايه س في كل الايات تحت الدراسه ولما كانت الايات المدروسه ليس متكونه من كلمة واحده بل متكونه من عدّة كلمات فاننا في الحقيقه لكي نفهم السياق يجب علينا ان نفهم كل كلمات السياق ولكن هذه بدورها يتطلب فهمها فهم كل السياقات التي وردت فيها وهكذا العمليه عباره عن شبكات متصله فيما بينها يؤثر معنى كل كلمه فيها على معنى كل كلمه فيها فهو نظام شديد الترابط حيّ اشد الحياة. هذه الشبكه الكبيره المعقده لا ينجح الفكر وحده لفهم وادراك كل معانيها بل نحتاج الى وسيله اضافيه لمساعدتنا.

ان انكشاف الكثير من معاني الايات لا يحصل الا بعد التزكيه وسلامة او طهارة القلب ومن الواضح ان هذه المساله ليست عقليه او فكريه ولهذا لا يجوز الاحتجاج دائما بالمنهج اللفضي او العقلي في مقابل منهج القلب او التزكيه فهذا حال وذلك حال اخر. نعم يظل انكشاف الايات بمنهج التزكيه حجة على الانسان المتزكي نفسه وليس حجة على الانسان الذي لم ينكشف له المعنى بعكس المنهج اللفظي الذي يكون اكثر عمومية. ولكن هناك ايات في القران لايمكن تفسيرها بالاعتماد على الالفاظ فقط كما هو الحال في عائدية الضمائر وتغيرها من الغائب الى الحاضر الى - - -.

وهذا من اهم الفروقات بين العلوم الطبيعيه والعلوم الالهيه. ففي العلوم الطبيعيه من الرياضيات والفيزياء والطب والهندسه كلما كان الانسان اشد ذكاء كلما زاد تفوقه في هذه العلوم وهي لا تحتاج ان يكون الانسان عادلا او زكيا او تقيا. اما العلوم الالهيه فان من اهم شروطها العداله والتزكيه وكلما زادت العداله والتزكيه كلما زاد العلم الممنوح من الله تعالى الى العبد. فالمهم عنده تعالى هو شيئين، الهدى والضلال.

- مسألة اخرى هي مسألة العلاقه بين الانسان والملائكه في القران. فالقران يخبرنا ان للحادث سببان احدهما من الغيب والثاني من الشهاده. فبينما يشدد القران ويذكر بشكل ظاهر وبين و مستمر على ضرورة تقوية علاقة الانسان بالله تعالى في كل لحظه وزمان ومكان وفي كل عمل، لا يذكر القران هذا التشديد في علاقة الانسان مع الملائكه بل يكتفي في معظم الايات على الايمان بها بصوره قلبيه ولا يريد منه التفكير في عالم الملائكه الذي هو عالم الغيب. ولكن يشدد القران على علاقة الانسان بالله فقط ويطلب ان يكون الدليل على هذه العلاقه الجيده هوالعلاقة الجيده للانسان باخيه الانسان اما علاقة الانسان بالملائكه فلا توجد تعاليم وارشادات عن كيفية التعامل مع الملائكه بل نحن مأمورون بالايمان بها فقط عن طريق القران فقط. ولذلك فالقول بان الملائكه تشترك مع الله في الضمير نا في الكثير من الايات هو غير صحيح فاننا نشعر بالامتنان والشكر والخوف والرهبه لصاحب الضمير نا في تلك الايات وهذا ليس الملائكه او الملائكه مع الله بل هو الله وحده لا شريك له. ان الادعاء ان الضمير نا هو مشترك بين الله والملائكه يؤدي في النهايه الى تقديس الملائكه وربما الاشراك بها في النهايه ولو على مستوى مشاعر الانسان الداخليه وهذا منافي لمحكم القران والله العالم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير