تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) طه14 فهنا المباشرة اكبر وظهوره لموسى اقل كثرة بل ربما هو في مقام الوحده فمن المعروف ان موسى كان هو النبي الكليم الوحيد و الله اعلم. لاحظ كذلك انه في مريم 52 قال (وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا) فالمناداة والتقريب كان في مقام كثرة (ظهور متعدد او كثير و اقل مباشرة) ربما لانه تعالى (استخدم) الصوت و النار و ربما اشياء او احساسيس جسديه و نفسيه اخرى داخل موسى لظهور النداء المقدّس. فظهوره جلّ شانه في كل هذه المراتب هو الذي يعبّر عنه بالاسماء، تقدّست (كل اسماءه) وهي ليست و سائل و لكنها ظهورات له تعالى و تقدّس (انتبه الظهور لا يعني الحلول فالحلول تجسيم) (وهنا يا اخي الكريم تلاحظ كيف بدأت الكلمات قاصرة عن التعابير الحقيقيه لما حصل و لكن كلمات البشر محدودة و تنفد بعكس كلماته تعالى). وليس نفس الشيء عندما امره بالتوحيد و العبادة و اقامة الصلاة في ((إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) طه14) فالخطاب هنا مباشر و مقامه مقام الوحده و الله اعلم.

نعود الى (يجادلنا) و لنفرض ان الملائكه هي التي كانت تنطق مع ابراهيم و لكن الحقيقه انها كانت تقول كلام الله له وفي هذه الاثناء فان كيفية احساس الملائكه بكلام الله لكي تنقله لابراهيم يكون عن طريق ظهورات مختلفه له تعالى عليها لكي تقول ما قاله الله عيناً فالملائكه قد تنفصل في بعض المواضع و لا تفهم الغرض الحقيقي من فعل او امر الله تعالى كما حدث في خلق ادم و سؤالها (اتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء) ثم اضافت بشكل غريب (ونحن نسبح بحمدك و نقدّس لك)؟؟! فظهر هنا انفصالها عن فهم الامر الالهي و لو حصل نفس الشيء اثناء الجدال مع ابراهيم لكان الجدال مع الملائكه و ليس مع الله تعالى. هذا من جهة ما يتبين لي من ايات القران و ربما هناك اشياء خفيه في كيان الملاك تحتاج ظهورات مختلفه منه تعالى لكي يقوم الملاك بالحركه السريعه في اقطار السماوات و حفظ الرساله هل تظن ان جبريل امين من نفسه بدون مساعدة و تاييد الله تعالى بل ان ابسط جزيئه و ذره في الكون المرأي و غير المرأي لو رفع الله يده عنها لانهارت قال تعالى العظيم (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ) لاحظ تعبيره يمسك أي انها تحتاجه في كل لحظة وليس كما يعتقد الناس ان الله خلق الكون بالاسباب ثم ترك العالم وهو فقط يراقبه من بعيد تعالى الله عن ما يصفون وقال (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) حتى الطير يمسكهن الله تعالى والظاهر لنا هو فقط الاجنحه (الاسباب).والان هذا سوف يقودنا الى مسالة اخرى و هي مسالة الاختيار و القدر ولن اخوض فيها الان.

ولما كان هناك مسافه بين العبد و الله تعالى فانه لكي يحصل اتصال فانه يحصل الظهور او التجلّي وهذه هي الاسماء. فالام ترحم ابنها بظهوره (جل شانه و تقدست اسماؤه) عليها (على خلايا الدماغ وخلايا الحليب في الصدر)، هذا الظهور اسمه الرحيم الرؤوف اما الله تعالى بدون ظهور فانه لا يشار اليه بل يستخدم ضمير "هو"وهو خالي من الرسم و الاسم و الوصف وخالي من الاشارة لاحظ التدرّج في (قل هو الله احد) "هو" مقام جدا عالي وهو حتى ليس اسم و لاظهور فيه ولا يمكن ان تاتينا أي معلومة من لفظ"هو.، ثم "الله" الذي هو اسم"هو" قبل الظهور ثم احد و هو اسم لظهوره بمقام الاحديه فالاسماء الألهيه هي اسماء للظهورات و ليست هي الظهورات نفسها. هذا والله اعلم

-اما قولك ان (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ?لْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) لاجدال أن ال نا هنا لاتعود على الرب وحده.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير