تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأتمنى أن يعلم كل أخ أو أخت أني لا أقصد أن أسيطر على فكر الآخرين أو فهمهم أو أحجر عليهم، ولم أفهم ذلك من أساتذتي ولا من قراءتي في كتب الائمة الأعلام، لكل وجهة هو موليها اخواني.

لكن المشكلة أني وجدت كتابا قرأت فيه ما جانب الإنصاف في وجهة نظري، ولا أعتقد أن أحدا يخالفني في ذلك، حتى من غير المسلمين من أهل العلم كل في تخصصه، فأي إنسان يريد أن يصحح فكرة في علم ما، لابد أن لا يلغي من كان لهم الفضل من بعد الله تعالى في هذا العلم فيطلق تقيما عاما كما اطلقه كاتب الكتاب.

هذه هي كليات الطب في أوروبا تفتخر بابن سينا مع أنه طبيب مسلم وتدرس كتبه وتمجده، لما لم يدحروه ويشككوا فيه وقد باتت العلاجات متطورة جدا في هذا الزمان.

أما ما يخص حاجة القرآن لغيره، ووجود المتشابه، وفكرة الكاتب، فالمتشابه نوعين نوع لا يعلمه إلا الله تعالى وهذا واضح كما ذكر أهل العلم في الغيبيات المذكورة في القرآن الكريم، ونوع متشابه يعلمه البعض ويخفى على البعض، وكيف إذن بربك سريفع الله تعالى أهل العلم بعضهم فوق بعض، ففوق كل ذي علم عليم، وهنا سندخل في حاجة القرآن لغيره، فبالطبع سيسأل المسرشدين بالقرآن أهل العلم عند عجزهم عن فهم آية من القرآن الكريم مثلا، فقد أرشدهم القرآن لذلك، وبالنسبة لحاجة القرآن للسنة، فالسنة مبينة للقرآن، وهذه بفضل الله تعالى من إشارات القرآن الكريم، فإن كان أحد يريد أن يقول أن القرآن بين لنا ما سبق، أي أن المسلم بحاجة للسنة ولمن فوقه في العلم ليتعلم القرآن ويستهدي به، فسأقول لك لقد وصلت للنقطة التي سأتفق معك فيها فالشريعة لا يناقض بعضها بعضا وكذلك القرآن الكريم، وقول أهل العلم أن القرآن بحاجة لما سبق قصدوا أننا بحاجة لما سبق لنفهم القرآن الكريم ونستهدي به.

إن كاتب الكتاب رأى في نفسه الأهلية لأن يبين ويوضح الإشكال الذي طرحه، والإشكال متعلق بالقرآن الكريم، لماذا يتكبد هذه المشقة لماذا يجعل الحاكمية له كمفسر، إن القرآن الكريم ليس في حاجتنا نعم، لكنه رأى أن الناس متفاوتين في الفهم والإدراك فراح يكتب ليوضح ما ظن أنه مشكل، وعندما يتحدث ويقول:

" ولا ريب أن القول بوجود غوامض في القرآن، يحول دون التدبر المأمور به انطلاقا من حاكمية القرآن "

لماذا إذن يفترض هو أن الأمر غامض حتى الآن علينا ألم يوضح القرآن الكريم هذا المصطلح القرآني!

عجبي من الكاتب لا ينتهي.

أما حديثة عن لغة القرآن العالمية، فهي أيضا ضده وليست معه، فالقرآن الكريم بأحكامه ونوره صالح لكل زمان ومكان، ولكن مبينه هو الرسول صلى الله عليه وسلم فلهجة الرسول صلى الله عليه وسلم وأساليب قومه وحياتهم وأقوال آله وأصحابه رضي الله عنهم مهمة لتعلقها بالسنة، وهذا لا يتناقض مع عالمية الدين وقوة الرسالة وأنها لكل زمان ومكان.

والله أعلم وأحكم.

والحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير