تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولعل الأمر اتضح لك شيخنا الكريم بأن نستدرك علي الناظم بمخالفته لقواعده هو لا بقواعدنا. والله أعلم

والسلام عليكم

ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[22 - 12 - 10, 11:55 م]ـ

قال الشيخ سعيد زعيمة:

أيضا يقول الشاطبي رحمه الله:

110 - عَلَيْهِمْ إِلَيْهِمْ حَمْزَةٌ وَلَدَيْهِموُ جَمِيعاً بِضَمِّ الْهاءِ وَقْفاً وَمَوْصِلاَ

والضم عكسه الفتح، وقال الشاطبي: وكن عند شرطي وقال أيضا:

62 - وَحَيْثُ أَقُولُ الضَّمُّ وَالرَّفْعُ سَاكِتاً فَغَيْرُهُمُ بِالْفَتْحِ وَالنَّصْبِ أَقْبَلاَ

فلو قال:

110 - عَلَيْهِمْ إِلَيْهِمْ حَمْزَةٌ وَلَدَيْهِموُ جَمِيعاً بضم الكسر وَقْفاً وَمَوْصِلاَ

لخرج من الإشكال.

وضم الهاء علي الصلة، والكسر لمناسبة الياء)) انتهي كلامه حفظه الله.

وأود القول أن فضيلته نسبَ هذا الاستدراك لنفسه وكأنه هو الذي استدركها، وهذا الكلام بعينه في الحقيقة كلام أبي شامة في إبراز المعاني حيث قال: أي قرأ حمزة هذه الألفاظ الثلاثة بضم الهاء وحذف واو العطف من إليهم ضرورة وسيأتي له نظائر فموضع عليهم وإليهم ولديهم نصب على المفعولية ويجوز الرفع على الابتداء وخبره حمزة أي يقرؤهن بالضم أو قراءة حمزة والأولى أن يلفظ بالثلاثة في البيت مكسورات الهاء ليتبين قراءة الباقين لأن الكسر ليس ضدا للضم فلا تتبين قراءتهم من قوله بضم الهاء ولو قال: بضم الكسر لبان ذلك ولعله أراده وسبق لسانه حالة الإملاء إلى قوله بضم الهاء وسيأتي في قوله كسر الهاء بالضم شمللا وقف للكل بالكسر مكملا ما يوضح أن الخلاف في هذا الباب دائر بين كسر الهاء وضمها .. ) ا. هـ57

والشاهد من كلام أبي شامة: ولو قال: بضم الكسر لبان ذلك ولعله أراده وسبق لسانه حالة الإملاء إلى قوله بضم الهاء)) ا. هـ

وأيضا ذكر الإمام الفاسي هذا الاستدراك (ج1ص142)

وهو عين الاستدراك الذي استدركه الشيخ زعيمة ولكنه نسبه لنفسه.

قال العلامة الألباني رحمه الله في معرض ردّه على بعض من يسرقون جهوده في التحقيقات دون عزو إلى صاحبها موهمين القرّاء أنّ ذلك من كيسهم و كدّهم، قال: " ولعلّ الشيخ ... ... يذكر قول العلماء: (من بركة العلم عزو كل قول إلى قائله)، لأنّ في ذلك ترفّعا عن التزوير الذي أشار إليه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في قوله: "المتشبّع بما لم يعط كلابس ثوبي زور " متفق عليه ... " انتهى. [مقدمة تحقيق " الكلم الطيب " لشيخ الإسلام ابن تيمية. مكتبة المعارف، الطبعة الأولى 1422 ص 11]

وهذا الاستدراك ليس الأول الذي يأخذه من أبي شامة وينسبه لنفسه، بل والاستدراك التالي ـ إن شاء الله ـ كذلك هو عين كلام أبي شامة.

ونعوذ بالله أن نكون ممن قال الله فيهم: لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [أل عمران 188]

ونعود لتحليل الاستدراك:

الإمام أبو شامة حاول التبريرللإمام الشاطبي وقال: ولعله أراده وسبق لسانه حالة الإملاء)) ا. هـ

وذكر أيضا جوابا حيث قال: وسيأتي في قوله كسر الهاء بالضم شمللا وقف للكل بالكسر مكملا ما يوضح أن الخلاف في هذا الباب دائر بين كسر الهاء وضمها .. ) ا. هـ

وذكر الجعبري رحمه الله أن قوله " كسر الهاء بالضم" يؤخذ منه الضد.

وهناك أيضا دليل مفاده أن الهاء لا يمكن فتحها لغة ولذا ترك الإمام الشاطبي الضد هنا لا ستحالة فتح الهاء في هذه الكلمات.

ألا أن الإمام الفاسي اعترض علي هذا الكلام بقوله:" واعتذر عنه بأنه اعتمد علي ما استقر وثبت من أن الهاء لا تفتح لغة وليس بذلك؛ لأنه احترز فيما هذا سبيله، ألا تراه قال: "وكسر بيوت والبيوت يضم " ولم يقل " وبا بيوت والبيوت يضم " ومثله في القصيد كثير ولو قال هاهنا "بضم الكسر " لم يلزمه شئ، ولو جاءت رواية الكسر ملفوظا به لم يلزمه شئ أيضا)) (ج1ص142)

أقول: أما قول الفاسي:ولو جاءت رواية الكسر ملفوظا به لم يلزمه شئ أيضا)) إذن من السهولة أن تكون رواية البيت بالكسر وينتهي الإشكال مادام علي هذا الأمر لا يلزمه شئ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير