ـ[فيصل]ــــــــ[09 - 04 - 06, 01:54 ص]ـ
الأخ الحبيب فيصل ...
كلامك وفقك الله خارج عن محل النزاع ... وكان يتم لك كلامك لو كان ابن قدامة قد استدل بالآية على إثبات الاستواء أما وقد استدل بها على إثبات العلو فلا تدخل معنا ... فحتى الأشاعرة الأول يثبتون العلو على نزاع بينهم هل ثبت بالعقل أم بالسمع ... فكون الله سبحانه على العرش ماكان ينازع فيه أحد غير الجهمية وهو الذي يستفاد منه العلو ... وإنما المحك الذي يظهر فيه التفويض من عدمه هو الاستواء ... فتأمل ...
بل هو والله متصل يا شيخنا بالموضوع غاية الصلة أليس المفوض لا يفهم من الإستواء شيء، يثبت لفظه فقط!! أليس الإستواء عنده بمنزلة حروف المعجم! فكيف من كان هذا حاله أن يحتج به على علو الله فوق عرشه!!؟ اللهم إلا أن كان ليس هو التفويض الذي نتكلم عنه!
الأشاعرة الأوائل ما كان يفوضون الإستواء يا أخي أبو فهر بعضهم يأوله على أنه فعل مخلوق خلقه في العرش ويثبت العلو بالعقل وأدلة أخرى وبعضهم يقولون أنه علو حقيقي لكنه لا يقتضي حدوث معنى في الذات على إعتبار ان العلو أمر نسبي لا وجود له في الخارج كما ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية فيما أذكر.
غاية ما يذكر هنا ان كلام الإمام غير محرر في هذا المبحث وقد بان قصده حين ذكر آية الإستواء في آيات أخر مما يدل على أنه من المثبته لا من المؤولة -بقسمية التأويل التفصيلي والتأويل المجمل وهو التفويض- ولينظر كلامه الآتي.
وهذا الموضوع بنظري يفرح المبتدعة فهم أحط من البهائم فهماً لا يكادون يقعون على ما ذكرت ويفرحون بأمثال هذا ليسوغوا ما هم عليه لا كثرهم الله
قال ابن قدامة: ((أما بعد، فإن الله وصف نفسه بالعلو في السماء، ووصفه بذلك رسوله محمد خاتم الأنبياء وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة من الفقهاء، وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين، وجمع عليه قلوب المسلمين، وجعله مغروزاً في طباع الخلق أجمعين، فتراهم عند نزول الكرب بهم يلحظون السماء بأعينهم، ويرفعون نحوها للدعاء أيديهم، وينتظرون مجيء الفرج من ربهم، وينطقون بذلك بألسنتهم، لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته أو مفتون بتقليد وأتباعه على ضلالته ... فحصول التواتر واليقين بمسألتنا مع صحة الأسانيد ونقل العدول المرضيين وكثرة الأخبار وتخريجها فيما لا يحصى عدده ولا يمكن حصره من دواوين الأئمة والحفاظ وتلقي الأمة لها بالقبول وروايتهم لها من غير معارض يعارضها ولا منكر لمن يسمع منها شيء أولى ولا سيما وقد جاءت على وفق ما جاء في القرآن العزيز .. قال تعالى: ((ثم استوى على العرش)) صفة العلو لابن قدامة ص12ِ
وهي اول آية احتج بها ابن قدامة على علو الله فوق عرشه
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 02:13 ص]ـ
يا شيخ فيصل أنت الآن تخلط بين العلو والاستواء ... فلايلزم أن من أثبت العلو يثبت الاستواء ... فتأمل ... فابن قدامة يستدل بالآية على إثبات العلو ... وهذا لم ينكره أحد عدا من ذكرت ... وكان كلامه يصلح للاستدلال لو كان استدل بها على إثبات الاستواء ...
أما قولك: ((أليس المفوض لا يفهم من الإستواء شيء، يثبت لفظه فقط!! أليس الإستواء عنده بمنزلة حروف المعجم! فكيف من كان هذا حاله أن يحتج به على علو الله فوق عرشه!!؟))
فدال على أنك لم تتأمل ردي السابق ... لأنني قلت أن ابن قدامة يستدل بكون الله سبحانه فوق العرش ولايلزم من ذلك اثبات الاستواء ...
وتأمل معي ... كيف أن أبا يعلى يثبت العلو ومع ذلك يفوض الاستواء ويقول أن الاستواء غير معقول ... فالمسألتان من باب واحد ...
ومع ذلك .... فشيخ الإسلام يذكر أن هناك علماء من جنس ابن قدامة يوافقون أهل البدع في الأصل ... حتى إذا جاءوا إلى بعض التطبيقات فلايسعهم إلا موافقة الأدلة والجري على وفاقها ...
مثال: البيهقي يقرر دليل حدوث الأجسام على طريقة الأشاعرة ... ومع ذلك يثبت بعض الصفات كما تعلم ... فهل يستدل بما أثبته على رد الأصل الذي قرره؟
ـ[فيصل]ــــــــ[09 - 04 - 06, 09:05 ص]ـ
أنت الآن تخلط بين العلو والاستواء ... فلايلزم أن من أثبت العلو يثبت الاستواء ... فتأمل ... فابن قدامة يستدل بالآية على إثبات العلو ... وهذا لم ينكره أحد عدا من ذكرت ... وكان كلامه يصلح للاستدلال لو كان استدل بها على إثبات الاستواء ...
أنا يا أخي الشيخ أبو فهر لم اخلط وأعرف هذا الموضوع جيداً، نعم لا يلزم من اثبت العلو أن يثبت الاستواء والاستواء علو خاص يستلزم العلو العام، ولكن ليس هذا هو محل استدلالي إنما هو: ""أليس المفوض لا يفهم من الاستواء شيء، يثبت لفظه فقط!! أليس الاستواء عنده بمنزلة حروف المعجم! فكيف من كان هذا حاله أن يحتج به على علو الله فوق عرشه!!؟ ""
أنا أعرف من يفوض أو يتأول الاستواء ويثبت العلو لكني لا أعرف من يفوض الاستواء ""بالمعنى الأشعري للتفويض"" ومع ذلك يحتج به في إثبات العلو!!.
نريد أن نحرر مصطلح التفويض عندك حتى نفهم أكثر
¥