الأخ الفاضل الكريم عارف بورك فيكم وفي فائدتكم التي سطرتم حول دلالة الآيات والأخبار على الصفات، ولعل الأمثلة التي ضربتموها يتحاج بعضها إلى مزيد نظر وتحرير فمن أثبت أصل المعنى اللغوي للصفة لايقال قد أثبت معنى زائداً بالالتزام بل هو معنى مثبت من جملة دلالة المطابقة والتضمن، وتفصيل هذا لايحسن هنا، ولعل من أثبت الفم من مثبتة أهل السنة لم يثبته بهذا ولم يثبته كذلك بإثباته الصورة لرب العزة تبارك وتعالى –وهي ثابتة بغير الحديث المختلف على تأويله وثبوته، بل أثبته بنصوص توهم ثبوتها كالمشار إليه أعلاه. وأقول ذلك لأن هؤلاء أعني مثبتة أهل السنة من المتكلمين وغيرهم نصوا في ردهم على المأولة بأنهم ينكرون تلك الطريق إلاّ ما ورد في إثباتهم الحد وهذا خرجوا نطقهم به (ومن نطق به جمهور أهل السنة) إذ لم يرد نص بلفظه على أنه ليس شيئاً من ذات الله منسوباً إليه ولكنه معنى لازم فنصوا عليه، وقد أشار شيخ الإسلام إلى هذا في بيان تلبيس الجهمية.
شيخنا الحبيب أبوعمر السمرقندي حفظه الله:
شكر الله لكم تعقيبكم وتنبيهكم، وبعد مراجعة إبطال التأويلات تبين لي خطأ نقلي في الرد السابق، وصوابه 2/ 387، وليس له تبويب ظاهر غير أنه مكتوب في أوله "حديث آخر" ثم ساق الأثر المشار إليه سابقاً ثم أرسل نحوه عن أبي هريرة رضي الله عنه ثم عقب: "اعلم أنه غير ممتنع إطلاق الفي عليه سبحانه، كما لم يمتنع إطلاق اليد والوجه والعين"، ثم قال: "وقد نص أحمد على ذلك في رسالة أبي العباس" يعني الإصطخري وهو نفسه الذي ساقه في الطبقات، ثم عاد فصحح أثر محمد بن كعب، ودافع عن تضعيف يحيى بن سعيد القطان لموسى بن عبيدة وهو الراوي عن محمد بن كعب، ثم رد بعض أوجه تأويل الأثر [يراجع إبطال التأويلات 2/ 387 - 389 ط إيلاف 1410 - 1416 ولا أظن أن هناك طبعة غيرها]، وظاهر هذا الصنيع إثباته الفم صفة لله بأثر محمد بن كعب لثبوته عنده وورود ما يعضده -أعني لديه- من طريق أبي هريرة.
الشيخ الفاضل أبو المنذر:
أما صدور اللفظ من الإمام فقد نقله أبويعلى في الطبقات وفي إبطال التأويلات عن رسالة الإصطخري، وأما رسالة الإصطخري فإنه ثبوتها وعدمه مبني على المنهج المعتمد في نسبة صحة الكتب والرسائل وثبوتها إلى أصحابها، وهذه المسألة لعل مناهج المحققين فيها متباينة.
أما الكلام الذي أشار إليه الشيخ صالح فلعله في الأسماء فكل اسم يدل دلالة مطابقة على الذات والصفة، ودلالة تضمن على الصفة، ودلالة التزام إن كان متعدياً كالخالق فهو يدل على وجود المخلوق، وأما الصفات فالدلالتين الأوليين منها لاتنكران وأما الثالثة فصحيحة غير أن الالتزام هنا ليس هو لازم المخلوق بل الأثر المتعدي للمخلوق، والله أعلم.
والله أعلم.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[11 - 12 - 04, 12:40 ص]ـ
الي الاخ حارث همام
اشكرك علي تعليقك الجميل وعلي توضيحك الكريم
بارك الله فيكم استفدنا منكم
والله تعالي اعلم
امنت بالله علي مراد الله وامنت بما جاء عن رسول الله علي مراد رسول الله صلي الله عليه وسلم
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 12 - 04, 06:50 ص]ـ
- تنبيه: رأيت في مشاركة بعض الأخوة أنهم يثرِّبون أو يستشكلون جداً على ابن أبي يعلى (أو أحمد) =إثباتهم للفم لله تعالى؛ بناءً على حديثٍ رُوِيَ ورأوا أنَّه صحيحٌ عندهم.
- وهذا في الحقيقة ليس بصواب، إذ ليس على من صحَّح حديثاً (وهو يدين الله بذلك) إلاَّ أن يقول بما اشتمل عليه الحديث من معنى هو بالله تعالى لائق.
- وكلام ابن قدامة لا يتوجَّه على ابن أبي يعلى ألبتَّة، إذ لم يتعمَّد ابن أبي يعلى الاستشهاد بالحديث الموضوع أو الضعيف =حتى يُلام به ويستشنع منه ذلك، وقد رأيتم مناقشته لتضعبف الحديث، ((وإن كان الحق مع من ضعَّفه)).
ولم يكن في متن الحديث نكارة حتى يُستشكل، كما بيَّن ابن أبي يعلى فيما نقله الأخ حارث من كتابه إبطال التأويلات، إذ ليس هناك نقصٌ في إثبات هذه الصفة (وهي الفم لله) إن ثبتت.
وبما أنَّها ثابتةٌ عنده بحكم كلامه على روايتها، فأين وجه الاستنكار عليه فيها؟!
وكذا يُقال عن الرواية التي نُقِلت عن أحمد في إثبات هذه الصفة لله تعالى مما يُشَكَّك في ثبوته، فلو ثبت لحُمِل على هذا الأمر.
- وهذا ذكَّرني بحديث رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ربَّه (في المنام) على صورة شاب أمرد ذا شعر قطط ووفرة.
فمن صحَّح هذه الرواية (كأحمد وغيره) أثبت تلك الرؤية على ما تليق بالمنامات، ولم يكن في إثباته لها ما يُستشنع، بخلاف ما فهمه بعض أهل الأهواء والبدع (وآخرهم حسن السَّقَّاف).
- وعليه .. فلا سبيل للتهجُّم على ابن أبي يعلى أو غيره، وقد أثبت ما أثبته بدلالة النص الصريحة لا بالاستنباط أو اللزوم =كما يُفهم من تعقيب بعض الأخوة.
- إذ الشيخ يستدلُّ على إثبات الصفة بنصٍّ صريح (وإن كان ضعيفاً عند غيره) ولم يستنبط الصفة من دليل محتمل!
ثم إنَّ تصحيح الأحاديث من مسائل الاجتهاد التي قد يخطيء فيها العالم فلا يُثرَّب عليه في ذلك.
- الأخ الموسوي ... وفقه الله
لم أفهم قصدك من موقف الإمام من حديث الصورة؟!
هلاَّ وضَّحت المراد.
¥