تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التاسع: وأخرج ابن منده في ((الرد على الجهمية)): حدثنا عمرو بن الربيع بن سلمان، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الغني بن سعيد، حدثنا موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: وعن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس: في قوله: {يوم يكشف عن ساق}، قال: ((شدة الآخرة)).

قلت:وهذا إسناد موضوع، والمتهم به موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعانى، قال ابن حبان: ((دجال، وضع على ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس كتاباً في التفسير) وقال ابن عدى: ((منكر الحديث)) وذكر له جملة من الأخبار، ثم قال: ((هذه الأحاديث بواطيل)). وعبد الغني بن سعيد أورده الذهبي في ((الميزان)) (2/ 642)، وقال: ((ضعفه ابن يونس))، وبكر بن سهل هو الدمياطى، ضعفه النسائي، وقال الذهبي (1/ 346) في ((الميزان)): ((حمل الناس عنه وهو مقارب الحال))، ومقاتل في السند الثاني هو ابن سليمان، قال الحافظ في ((التقريب)) (6868): ((كذَّبوه وهجروه ورمى بالتجسيم)). والضحاك بن مزاحم لم يلق ابن عباس.

العاشر: وروى البيهقي في ((الأسماء والصفات)).من طريق: محمد بن الجهم، حدثنا يحيى بن زياد الفراء، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس أنه قرأ: {يوم يكشف عن ساق}. يريد: يوم القيامة لشدتها.

قلت: وهذا سند صحيح لاعلة فيه (3). إلا أنه ورد في ((المطبوعة)) (يكشف) بالياء، وهو تصحيف، وإنما هي (تكشف) فقد أورد السيوطي هذا الخبر في ((الدر المنثور)) (6/ 255) وقال: ((وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن منده من طريق: عمرو ابن دينار، قال: كان ابن عباس يقرأ: {يوم يكشف عن ساق} – بفتح التاء -. قال أبو حاتم السجستاني: أي تكشف الآخرة عن ساقها، يستبين منها ما كان غائباً. قلت: وهذا الوجه هو الثابت عن ابن عباس، وليس فيه على ما يدل على التأويل، فإن قراءته على بناء الفعل للمعلوم المؤنث ثم إنه لم يفسر قراءته بالشدة – وإن حدث وفعل على هذه القراءة لم يقع في التأويل – بل الذي فسرها هو عمرو بن دينار، وليس هو متأول بل مبين لبناء الفعل، وصفة الفاعل. وقد ذهب ابن جرير إلى إثبات هذا القول عن ابن عباس، فقال في ((التفسير)) (29/ 27). ((وذكر عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك {يوم يكشف عن ساق} بمعنى يوم تكشف عن شدة شديدة، والعرب تقول: كشف هذا الأمر عن ساق إذا صار إلى شدة ومنه قول الشاعر: كشف لهم عن ساقها وبدا من الشعر الصراح)) فقول ابن عباس هذا تبعاً لهذه القراءة لا يعد تأويلاً للنص. وسوف يأتي ذكر من قال بالساق من الصحابة وأئمة السلف في باب: إثبات صفة الساق للرب جل وعلا – إن شاء الله تعالى -.


(***** الثاني ********)

فصل: في بيان عدم ثبوت التأويل عن مجاهد بن جبر وسعيد بن جبير وغيرهم من أئمة السلف
وأما ما ذكره السقاف من نسبة التأويل إلى جماعة من أئمة السلف فغير صحيح، وأفضل وسيلة لإثبات ذلك: ذكر الأخبار الواردة عنهم في التأويل وبيان عللها.

1 – خبر مجاهد بن جبر – رحمه الله -: أخرجه ابن جرير (29/ 24) من طريق: ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد به. وقد سبق ذكر علة هذا الإسناد. وأخرج ابن جرير: حدثني محمد بن عبيد المحاربى، وابن حميد، قالا: حدثنا ابن المبارك، عن ابن جريج، عن مجاهد {يوم يكشف عن ساق} قال: شدة الأمر وجده. قال ابن عباس: هي أشد ساعة في يوم القيامة.
قلت: ابن جريج مدلس وقد عنعن، ثم إنه لم يسمع التفسير من مجاهد كما نص عليه ابن معين. ففي ((سؤالات ابن الجنيد)) له (37): ((سألت يحيى بن معين، قلت: ابن جريج سمع من مجاهد شيئاً؟ قال: حرفاً أو حرفين، قلت: فمن بينهما؟ قال لا أدري)). وقال: (595): ((وسمعت يحيى بن معين يقول: سمع ابن جريج من مجاهد حرفاً واحداً في القراءة: {فإن الله لا يهدي من يضل} قال: لا أدري كيف قرأه يحيى بن معين، ولم يسمع منه غيره، كان أتاه ليسمع منه، فأتاه فوجده قد مات))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير