تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال رحمه الله , فى أثناء كلام له , فى ذم أصحاب الكلام , قال: والرازى من أعظم الناس فى باب الحيرة , له نهمة فى التشكيك , والشك فى الباطل , خير من الثبات على اعتقاده , لكن قل أن يثبت أحد على باطل محض , بل لابد فيه من نوع من الحق , وتوجد الردة فيهم كثيرا , كالنفاق وهذا إذا كان فى المقالات الخفية , فقد يقال: لم تقم عليه الحجة , التى يكفر صاحبها.

لكن يقع ذلك فى طوائف منهم , فى أمور يعلم العامة والخاصة , بل اليهود والنصارى يعلمون: أن محمدا بعث بها وكفر من خالفها , مثل عبادة الله وحده لا شريك له , ونهيه عن عبادة غيره , فإن هذا أظهر شعائر الإسلام.

وقولك: إن الشيخ يقول , إن من فعل شيئا من هذه الأمور الشركية , لا يطلق عليه أنه مشرك كافر , حتى تقوم عليه الحجة الإسلامية , فهو لم يقل ذلك فى الشرك الأكبر , وعبادة غير الله , ونحوه من الكفر!!!

وإنما قال هذا فى المقالات الخفية , كما قدمنا ...

وقوله رحمه الله: بل اليهود والنصارى يعلمون ذلك , حكى لنا عن غير واحد من اليهود فى البصرة , أنهم عابوا على المسلمين ما يفعلونه عند القبور , ...

ومما يبين أن الجهل ليس بعذر فى الجملة , قوله صلى الله عليه وسلم فى الخوارج ما قال , مع عبادتهم العظيمة؛

ومن المعلوم أنه لم يوقعهم فى ما وقعوا فيه إلا الجهل , وهل صار الجهل عذرا لهم؟!!

يوضح ما ذكرنا: أن العلماء من كل مذهب , يذكرون فى كتب الفقه: باب حكم المرتد ..

وأول شىء يبدؤون به , من أنواع الكفر الشرك , يقولون: من أشرك بالله كفر ... ولم يقولوا إن كان مثله لايجهله , كما قالوا فيما دونه ....

وقد وصف الله سبحانه أهل النار بالجهل , {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير} ,

{ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون} ....

والذين حرقهم على ابن أبى طالب بالنار , هل آفتهم إلا الجهل؟!!

ولو قال إنسان: أنا أشك فى البعث بعد الموت , لم يتوقف من له أدنى معرفة فى كفره , والشاك جاهل!!

وقوله عن اليهود والنصارى {اتخذوا أحبارهم ... } سماهم مشركين , مع كونهم لم يعلموا أن فعلهم معهم هذا عبادة لهم , فلم يعذروا بالجهل ....

لأنه من المعلوم: أنه إذا كان إنسان يقر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمن بالقرآن , ويسمع ما ذكر الله سبحانه فى كتابه , من تعظيم أمر الشرك , بأنه لا يغفره , وأن صاحبه مخلد فى النار , ثم يقدم عليه وهو يعرف أنه شرك , هذا مما لا يفعله عاقل!!

وإنما يقع فيه من جهل أنه شرك!!

وقد قدمنا كلام ابن عقيل , فى جزمه بكفر الذين وصفهم بالجهل فيما ارتكبوه , من الغلو فى القبور , نقله عنه ابن القيم مستحسنا له. [الدرر السنية:386:10 - 394].

وقال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن " ذكرنا أن عباد القبور قد قامت عليهم الحجة, أو على جمهورهم, بالكتاب والسنة والإجماع. فإن هذا الباب -أعنى باب عبادة الله وحده لا شريك له - هو خلاصة الكتب الإلهية, وزبدة الدعوة النبوية " [منهاج التأسيس:249].

وقال أيضا " من بلغته دعوة الرسل فقد قامت عليه الحجة؛ إذا كان على وجه يمكن معه العلم, ولا يشترط فى قيام الحجة أن يفهم عن الله ورسوله ما يفهمه أهل الإيمان والقبول "! [251].

وقال " وتقدم أن الجاهل والمتأول لا يعذر إلا مع العجز, ولذلك قيده الشيخ ابن القيم بقوله: تأويلا يعذر صاحبه, فليس كل تأويل وكل جهل يعذر صاحبه. وليس كل ذنب يجرى التأويل فيه ويعذر الجاهل به, وقد تقدم أن عامة الكفار والمشركين من عهد نوح إلى وقتنا هذا جهلوا وتأولوا "!! [262].

وسئل الشيخ عبدالله وابراهيم ابنا الشيخ عبداللطيف, والشيخ سلمان بن سحمان رحمهم الله عن من استدل بحديث "من صلى صلاتنا" ونحوه؟!

فقالوا: "لا يستدل بمثل هذه النصوص على عدم تكفير عباد القبور إلا من لم يعرف حقيقة الإسلام ...

وأما قوله نقول بأن القول كفر ولا نحكم بكفر القائل فإطلاق هذا جهل صرف!!

لأن هذه العبارة لا تنطبق إلا على المعين, .. وهذا فى المسائل الخفية التى قد يخفى دليلها على بعض الناس كما فى مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك .. ذكر ذلك شيح الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه فى كثير من كتبه,

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير